العنف ظاهرة تهدد اي مجتمع تظهر فيه واذا رحبنا بهذه الظاهرة الى جذورها فسنجد لها سندا نفسيا تستند إليه.. هذا السند يعزى الى سنوات الطفولة التي غالبا ما تؤثر في شخصية الفرد في سنوات متأخرة من العمر حسبما يراه علماء النفس. ولان هذه المرحلة مهمة في بناء الشخصية فان ما تتعرض له من مثيرات وبواعث تدعو الى ممارسة العنف امر جدير بالبحث والوقوف عنده. (اليوم) اجرت هذه اللقاءات للوقوف على اسباب العنف لدى الاطفال وكيفية حماية الاطفال من هذه الآفة الخطيرة التي تهدد مستقبلهم ومستقبل المجتمع الذي ينشأون فيه. ضد الشرع والطبيعة تحدث (علي عبدالله الشمراني) عن ظاهرة العنف حيث قال ان ظاهرة العنف هي ضد الشرائع السماوية وضد الطبيعة الانسانية ويمكن ان يصبح هذا العنف سلوكا انتجه شعور ما تولد لدى الشخص او الجماعة ضد فئة معينة او ضد مجتمع من المجتمعات وهذا السلوك له اسباب تربوية.. فالعنف الاسري الذي يمارس ضد الطفل قد يجعل منه شخصا عنيفا او قد يكون العنف الذي يمارس ضده في المدرسة يولد لديه الشعور بالاضطهاد مما يبرر له من وجهة نظره الافعال التي يقدم عليها وكذلك اسباب اجتماعية مثل عدم التسامح مع المخطئ من ابناء المجتمع.. فالنظرة الدونية والاحتقار للشخص المخطىء قد يولدان لديه شعورا بالاهانة.. هذا الشعور قد يؤدي الى ممارسة العنف وايضا الفراغ الذي يجعل الشباب او مجموعة من الشباب قنابل موقوتة في المجتمع. ومن اسباب ممارسة العنف الفهم الخاطئ للدين الذي يؤدي بالتأكيد الى ايذاء المسلمين. الطاقة النفسية ويضيف فاضل اللويم إلى الكلام السابق ان لكل فعل عنيف ردة فعل وهو ما يسمى بالعنف المضاد وذلك نتيجة المعاملة العنيفة التي تقع على الفرد وعدم الاخذ في الحسبان طاقته النفسية التي قد لا تتحمل هذا العنف المتواصل اضافة الى تحول الشخص الى العنف لابراز شخصيته فقد يكون هذا الشخص يمتلك قدرات ابداعية لم تكتشف مما يسبب له قلقا نفسيا او عدم التعامل مع هذه القدرات الابداعية كما يجب من اساتذته ومربيه فهذا الشخص يجنح حتما الى العنف وهذه الحالة يجب ان تعالج من قبل مختص فهذا الشخص ليس عنيفا بطبعه وانما نتج هذا العنف عن القدرات والطاقة الزائدة لديه.. مثل هذا يوجه الى السبل التي منها يبرز ابداعه وإعطاؤه الثقة في نفسه لكي يستثمر هذه الابداعات.. ايضا يجب ان تدرس حالات العنف من بدايتها وعدم تأويلها على انها امور طبيعية لدى جميع الاطفال بل يجب الاهتمام بهذه الحالات واكتشافها مبكرا حتى يتم علاجها قبل ان تتفاقم وتصبح بلاء على المجتمع. فالسلوكيات السلبية تتطور ولا تقف عند حد معين والشخصيات التي تمارس العنف تبدأ في الانعزال اجتماعيا بسبب نبذ المجتمع لها وعدم تفهم وضعها او ظروفها الى ان تتعرف على الجماعات الفاسدة في المجتمع وتبدأ في الاندماج معها حتى تتحول الى بؤر فساد في المجتمع تهدد امنه ومصالحه. إهمال العناية علي آل يحيى يعتبر من مسببات العنف لدى الاطفال عدم عناية الاسرة بالجوانب التربوية التي تروض الطفل وتهديه باذن الله الى الطريق السليم وايضا ممارسة العنف ضد الطفل داخل الاسرة بشكل قد يهدد امنه النفسي وسلامة شخصيته اضافة الى الوضع الاجتماعي للطفل مما قد يولد لديه شعورا بالنقمة على هذا المجتمع والحروب وما يطالعه الاطفال في وسائل الاعلام بدون رقابة اسرية او تحذير من اجهزة الاعلام بخطورة ما يعرض مما يعطيه شحنا نفسيا ورغبة في ممارسة العنف لكي يقارن بين النتائج التي شاهدها ونتائجه واحيانا لرغبته في الوصول الى نفس النتيجة مع من يكره ويضيف (آل يحيى) ان الحل لهذه المشكلة ليس سهلا وليس مستحيلا ولكن يحتاج الى وقفة جادة وصادقة من الجميع والعمل الدؤوب المنظم الذي تتضافر فيه الجهود الدينية والاسرية والاجتماعية والامنية والاعلامية وقبل ذلك الاعتراف بالمشكلة.. وفي المملكة ما نسبته 50% تحت سن الخامسة عشرة وهذا يعني ان مثل هذه المشاكل تشكل خطرا على مجتمعنا حتى تكوين مجتمع متماسك يصعب هدمه واختراقه. أفلام العنف كما تحدث (محمد سفر الغامدي) حيث عزا بعض اسباب العنف الى ما يشاهده الاطفال من افلام كلها تمجد العنف وتحث عليه حيث يظهر بطل الفيلم الذي يمارس العنف بأنه شجاع ويمتلك قوة خارقة يستخدمها ضد الجميع كما لا ننسى ان معظم افلام الكرتون تقوم أفكارها على العنف ويتشربها الطفل دون رقابة او توجيه من الاسرة كما ان ما يمارسه بعض الاباء على ابنائهم خصوصا في مسألة العقاب البدني يولد لديه شعورا بالاضطهاد يؤدي هذا الشعور الى ممارسة العنف بشكل او بآخر واوضح الغامدي بوادر العنف حيث ذكر ان ذلك يظهر في شخصية الطفل وميله الى استخدام العنف في حل النزاع مع اخوته او مع اصدقائه ايضا ميله الى الحدة في التعامل وعصيانه طلبات والديه اضافة الى تأخره الدراسي احيانا. ومن آثاره المستقبلية ذكر الغامدي ان تفشي وظهور الجرائم وعدم تقدير المسئولية والاستهانة بالقيم الاجتماعية هي نتائج حتمية للعنف وهذا العنف لا يميز بين شخص وآخر فما نسمع عنه من جرائم القتل من ابن لأبيه او لأخيه أو لامه يبين ان هذا الشخص تربى في بيئة كانت تستخدم العنف بشكل كبير. حالة مرضية كما بين خالد السلمي ان مسببات العنف سواء كانت اجتماعية (الاسرة او المدرسة او الشارع) او غيرها تظهر في شخصية الطفل من ميل الى ممارسة للعنف واستخدام الالعاب ذات الطابع العنيف والمبالغة في استخدامها فعندما تتكون هذه الصفات في شخصية الطفل يجب عند ذلك التعامل مع هذه الممارسات بشكل جدي حتى لا يخسر المجتمع احد ابنائه ويتحول هذا الفرد الى معول هدم في المجتمع. جيل عنيف عبدالعزيز الظفيري اوضح ان اهمال حالات العنف لدى الاطفال واعتبارها امرا عاديا يؤدي هذا الاهمال الى تفاقم الحالة واستفحالها في المستقبل مما ينشئ جيلا يستخدم العنف في حل كافة المشاكل التي تواجهه مما يوقف حركة نمو هذا المجتمع ايذانا بخرابه ودماره. صفحة بيضاء (محمد الزهراني) تحدث عن العنف لدى الاطفال حيث بين ان الاطفال صفحة بيضاء يبدأ المجتمع في تشويهها او استخدامها الاستخدام الامثل فالطفل يبدأ مقلدا من حوله في الافعال الحسنة والافعال السيئة ومن يعتقد ان الاطفال لا يفهمون هو لا يفهم.. فالطفل قادر على استيعاب العالم هذا الاستيعاب لا يفرق بين الجيد والسيىء فاذا لم توجد الرقابة والتوجيه السليم وعوامل تعزيز العادات الحسنة فان الطفل لا يفرق بين الخير والشر فقد يمارس الشر فاذا تمت معاقبته فستكون لديه ردة فعل لما اعتبره عنفا ضده. فالتربية السليمة هي المخرج من مثل هذا المأزق وممارسة مبدأ الثواب والعقاب مع الطفل بحدود قدراته وعدم المبالغة في جانب من الجوانب سيؤدي في النهاية إلى تكوين شخصية سليمة لدى الطفل تعينه على تكوين علاقات اجتماعية ناجحة مع المحيطين به مستقبلا. جريمة الارهاب نتاج فكر خاطئ الابرياء يدفعون الثمن