عزيزي رئيس التحرير اطلعت على ما نشر في صحيفتنا الجميلة (اليوم) بتاريخ 2 ربيع الاول عدد (10914) تحت عنوان (المرأة المسلمة والحضارة) للكاتب الاستاذ خليل الفزيع - والمتضمن رؤيته حول الابداع الادبي النسائي في الاحساء - وذلك من خلال المحور الذي كتبه الدكتور بسيم عبدالعظيم بعنوان (ابداع المرأة في المجتمع الاسلامي ودرر احسائية) في ندوة اقامتها كلية التربية للبنات بالاحساء عن المرأة المسلمة والحضارة واريد ان اقف حول هذا الموضوع عدة وقفات: اولا: أتفق مع الاستاذ الفزيع في ان هذه الندوة لم تلق رواجا اعلاميا وعناية صحفية الا لمن كان مقرا با من المنظمين والقائمين على هذه الندوة وان طباعة هذه الندوة كذلك في كتيب لم يكن بالعدد الكافي ليطلع عليه ادباء ومثقفو المنطقة. ولكن هذا التقصير الذي ذكره الاستاذ خليل من قبل اللجنة الثقافية بالكلية يدفعنا الى القول باهمية تكوين لجنة اعلامية تكون لها اتصالاتها المباشرة بوسائل الاعلام المقروءة والمرئية والمسموعة ويكون ذلك من قبل متخصصات في مجال الصحافة مثلا وهو اقرب عمل للطالبات حيث يمكن لهن المشاركة في العمل الصحفي من خلال الوقوف على ابرز واهم المناشط الثقافية التي تقيمها الكلية وتنزل بصيغة الخبر الصحفي. وحقيقة الذي يشاهد (المشهد الثقافي الاكاديمي) على مستوى الجامعات والكليات بالاحساء يلاحظ ان نشاط كلية التربية للبنات يقوم بجهود كبيرة وجبارة وهي مركز اشعاع ثقافي ومما اسعدني كثيرا ان الكلية اقامت ندوات عديدة خلال السنة الماضية وهذه السنة كندوة عن تنمية الابداع عند الطالبات، وندوة الاحساء بين الامس واليوم وندوة شعرية، وندوة المرأة المسلمة والحضارة. وكذلك علمت ان الكلية ستقيم تكريما للاديب احمد بن علي آل مبارك الا تعد هذه الكلية - بحق - انها لم تغلب الجانب الاكاديمي على مناشطها اللامنهجية بل تسعى لاقامة رابط بين المادة العلمية والموهبة والابداع ولذلك نقدر للمسؤولين في عمادة هذه الكلية وعلى راسهم الدكتورة (مها العجمي) والطاقم الاداري كل هذه الجهود التي تسعى من خلالها الى الرقي بمستوى الفكر والادب والثقافة عند بناتنا واخواتنا وطالباتنا بالمحافظة. واني اقترح على الدكتورة كما ذكرت سابقا ايجاد لجنة اعلامية تقوم بتغطية الاحداث والمناسبات الفكرية والثقافية ليتعرف القراء على فعاليات الكلية حتى لا توصف بالتقصير كما ذكر الفزيع. ثانيا: يقول الاستاذ الفزيع ان خدمة الثقافة والابداع تأتي من (الكيف) لا من (الكم) والقول بان هذه الطالبة تأخذ لقب المبدعة يحتاج الى امر من الجد والمعناة والصبر. هذه نظرة نقدية من اديب نجله ونقدره ولعل لسان حالنا جميعا قول الشاعر: لا تحسبن المجد تمرا أنت آكله لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا ولكن علينا ان نؤكد حقيقة وهي انه لا يولد الاديب كبيرا وانما يحتاج الى من يأخذ بيده على طريق الادب شأن كل موهبة لا الى من يضغط عليه ويكبت ابداعه ويحبط طموحاته. والمرأة في مجتمعنا تحتاج الى من يشد على يدها ويشجعها حتى تخرج ما عندها من ابداع وسنرى مواهب كثيرة، ولعل فيما كتبه الدكتور بسيم عبدالعظيم بادرة طيبة تشجع بناتنا على الابداع والتميز وبحكم عمل الدكتور في كلية البنات كأستاذ للادب واحتكاكه بالمشهد الثقافي في الاحساء من خلال حضوره المنتديات الادبية ومشاركته الفعالة في المحافل الثقافية جعله يقف على حضور المرأة الاحسائية في الساحة الثقافية واسباب اخفاء وخفوت هذا الصوت الادبي وهذا الانتاج الشعري والنثري. وهو فعلا كما ذكر الاستاذ خليل بانه انتاج (رهين المحبسين) بين التردد والتقليد وانا اضيف النسق المجتمعي الذي يحيط بعنق كل امرأة مبدعة حتى يئد ابداعها ويذهب مع رياح الزمن ولا يتذكره احد. ان ما وقف عليه الدكتور بسيم انما هو مواهب تحتاج الى صقل واعداد ومشاركة ونقد وتشجيع. فهل حرص الاستاذ الفزيع على ان يتعرف على هذه النماذج الادبية للطالبات ليستطيع الحكم عليها وعلى كاتباتها؟ هل حرص الاستاذ الفزيع ان يدعم هذه الكتابات النسائية؟ ولاشك ان مصطلح (الابداع) يحتاج الى تقنين كغيره من المصطلحات الاخرى ولكن هل تحظى زاوية الاستاذ الفزيع بالكتابة عن هذه المواهب النسائية كاعمال فنية ادبية لتصل الى مرتبة الابداع من خلال هذا التشجيع. ان التحدث من برج عاجى لا ينفع ولا يفيد وعفوا يا استاذ خليل (ليس المخبر كالمعاين) فهلا نزلت الى الميدان باحثا ودارسا ومتقصيا لتتحقق من هي المبدعة والموهوبة من بناتنا الاحسائيات؟ ثالثا: يقول الاستاذ خليل (حتى نكون اكثر واقعية لابد من الاعتراف ان الاحساء لم تقدم لساحتنا الثقافية حتى الآن اديبة لامعة او كاتبة صحفية لها شأنها وكلهن مجتهدات) هذا القول يدل دلالة واضحة على ان الاستاذ الفزيع يوقع نفسه في مغالطات تجعلنا نحكم عليه بانه لم يقرا تاريخ المرأة العلمي والادبي في الاحساء وانا لن اذكر تلك الحقبة العلمية للمرأة الاحسائية ودورها الرائد في تعليم القرآن الكريم وتدريسه وقراءته للناس بشتى الاجناس. ولكن لماذا يتجنى الفزيع على ابداع المرأة في الاحساء؟ لماذا ينكر الفزيع وجود اديبة احسائية لامعة او كاتبة صحفية متجاهلا الاستاذة بهية عبدالرحمن بوسبيت. الم تكتب بهية بوسبيت في مجال الادب القصصي وشاركت وألفت في هذا المجال الروايات والقصص واصدرت مجموعاتها في وقت مبكر من حياتها. ولا ننسى تكريم اثنينية النعيم الثقافية لها وذلك لجهودها الادبية وعطاءاتها الصحفية.. وقد كتبت عنها مرارا في صحف ومجلات وذكرت في معاجم الادباء والاديبات بالمملكة هل يريد الاستاذ خليل ان نكون اكثر واقعية ام نكتفي بما ذكر؟ وهل ما ذكرته هو تزوير لواقعنا الثقافي؟ ام هو سلطة ذكورية على الابداع النسوي الاصيل؟ لعل الاستاذ خليل مازال يتغنى على اطلال الخنساء وولادة بنت المستكفي ومي زيادة. واذا قلت يا استاذ خليل (ليس من الحكمة ان نحشر كل من حاول الكتابة في زمرة المبدعين) فأنا اقول (ليس من الحكمة ان نحكم على واقعنا الثقافي بالتزوير ونحن نجهله ولم نقرأه جيدا). شكرا لاديبنا واستاذنا الكبير خليل الفزيع على ان اتاح لنا مشاركته في هذه القضية وان خالفتك فان هذا الخلاف لا يفسد للود قضية. وتقبل تحياتي عبدالله علي الخضير