في الفترة من 10 الى 13 من الشهر الهجري المنصرم صفر 1424ه نظمت كلية التربية بالاحساء ندوة عن المرأة المسلمة والحضارة, ناقشت عددا من المحاور منها: ابداع المرأة في المجتمع الإسلامي, ودرر احسائية (نماذج من الإبداع الأدبي النسائي في الاحساء) قدمه الدكتور نسيم عبدالعظيم حيث ذكر في بحثه أكثر من عشرين اسما قال عنهن انهن أديبات مبدعات بعضهن في الشعر او القصة او المقالة او المسرحية, بعضهن من شقت طريقها وبعضهن لم يزلن في اول الطريق. وما يعنيني هنا هو هذا العدد الكبير من (المبدعات) في الاحساء, هل هو مبالغ فيه؟ أم ان هناك اضعاف هذا العدد من (المبدعات) اللاتي لم يقدر لهن الظهور ممن لا يزال انتاجهن رهين المحبسين: التردد والتقاليد؟ في البداية لا بد من الإشارة الى ان هذه الندوة رغم اهميتها لم تحظ بالعناية الإعلامية التي تستحقها, وان كانت صحافتنا مقصرة في هذا الأمر فان التقصير الحقيقي هو من الجهة المنظمة لهذه الندوة اذ يفترض ان تولي هذا الجانب الكثير من اهتمامها. وأعود الى الرقم الذي ذكره الدكتور نسيم عبدالعظيم, ولا بد ان نسلم بان هذا الرقم زاد او نقص لا أهمية له لأن الأهم هو مستوى الابداع ذاته, فأهمية الكم تنتفي في هذه الحالة وتبرز أهمية الكيف اذا أردنا خدمة الثقافة والإبداع, فلا يكفي ان نلمع بادرة من طالبة لنمنحها لقب المبدعة, وان كان هذا من باب التشجيع, وهناك من يدفعهن الغرور الى تصديق هذه الصفة التي اضيفت عليهن, بينما امامهن طريق طويل لاثبات وجودهن في عالم الإبداع, وهذا أمر يحتاج الى الكثير من الجد والمعاناة والاصرار على تجاوز كل العقبات, فليس من الحكمة ان نحشر كل من حاول الكتابة.. في زمرة المبدعين, فللابداع شروطه التي تختلف عن شروط أنواع الكتابة الأخرى. وأقدر للدكتور نسيم عبدالعظيم حرصه على تشجيع بعض من يعتقد ان لديهن مواهب ابداعية معينة من تلميذاته, لكن هذه الشهادة تظل مجروحة ما لم تكن هناك نماذج من انتاجهن تثبت هذه الشهادة التي نأمل بصدق ان تكون حافزا للابداع والتميز, وحتى نكون أكثر واقعية لا بد من الاعتراف ان الاحساء لم تقدم لساحتنا الثقافية حتى الآن أديبة لامعة او كاتبة صحفية لها شأنها وكلهن مجتهدات وليس لكل مجتهد نصيب دائما. اما اذا أردنا تزوير واقعنا الثقافي فهذا أمر آخر. وتحية لاخينا الدكتور نسيم عبدالعظيم على حسن ظنه.