يستمد التفويض الاداري قوته من تمكين الطاقات البشرية المتنوعة وزيادة التخصصية في اداء الاعمال مما يزيد من كفاءة الاعمال وتحقيق الاهداف على مختلف المستويات ومع اضمحلال مفاهيم المركزية الادارية والاخذ بالمفاهيم العصرية واللامركزية لادارة اعمال المنظمات والمنشآت المختلفة اصبح التفويض السمة القياسية في ادارة اعمال ومهام تلك المنظمات مما يزيد من قوتها وفعاليتها الامر المثبت من تجارب عملية وحالات واقعية، حتى وان كان لا يزال هناك من يعارض مبدأ وفكرة التفويض وتعليل ذلك بنقص الكفاءة او الخبرة او فقدان السيطرة في التحكم بنتائج الاعمال المفوضة وكثرة مشاغل الموظفين ولكن يبقى في النهاية السبب الحقيقي والاكثر شيوعا هو الخوف من تقييد وحد السلطات فاذا تم انجاز احدى المهام او الانتهاء من احد المشاريع مثلا وبمستوى جيد من قبل احد الموظفين فانه سيتم تقدير ذلك الشخص دون تقديري وتمجيدي. .وبالتأمل في الحالة السابقة والكثير الكثير منها نجد ان تلك النظرة للتفويض وتكليف الاعمال وعدم الوعي باستخداماتها السليمة لهو احد الاسباب غير المقصودة احيانا ممن اوجدوها لنقص الكفاءة الادارية وتدني مستويات الانتاجية من جميع نواحيها وقياساتها، ففي الوقت التي تقاس فيه المنشآت والشركات بمدى سرعتها وديناميكيتها الفائقة في الانجاز والتأقلم الدائم مع المتغيرات المستجدة والمتلاحقة في الاقتصاديات الاقليمية والدولية تجد من يعارض تكليف ادنى المهام لاحد موظفيه ومعاونيه يقول جاك ويلش رئيس شركة جنرال الكتريك السابق (اذا كان معدل التغيير داخل الشركة اقل من معدل التغيير خارجها فسترى نهاية هذه الشركة امام عينيك)..نحن لانقصد فتح باب التفويض على مصراعيه كتحديد الاهداف وتكوين الرؤية طويلة الاجل فالمدير او المسؤول يتوافر لديه منظور فريد على احتياجات المنشأة وتكتمل لديه الصورة بنسبة كبيرة عن بقية الاشخاص العاملين او حتى التعامل مع المواقف الحساسة كمسائل الاضراب الوظيفي وقضايا التعويضات ولكن ما نريده هو ايجاد ورعاية نظام منهجي داخل المنظمات والشركات الوطنية للتفويض وتوفير الموارد اللازمة والصلاحيات المطلوبة يضمن زيادة كفاءة الاداء بشكل عام بتحرير الطاقات المعطلة والمكبوتة ويزيد من ارتباط منسوبي تلك الشركات بالعمليات اليومية والروتينية للمنشأة والذي يعزز الاحساس بالانتماء والتطوير الوظيفي لهم وفضلا عن ذلك كله هو ايجاد اكبر مساحة من الصفاء والتفرغ لتركيز المديرين ومتخذي القرارات بأي منشأة بالاعمال والتوجهات التي تتطلب انتباههم ومتابعتهم الشخصية وذلك يكون بالقناعة اولا بأن الادارة هي انجاز الاعمال عن طريق الآخرين.