تخطئ الدولة العبرية بتجاهل "ابو عمار" بترديد مسئوليها أنها لن تتعامل مع رئيس السلطة الفلسطينية. كما انها تخطئ بالتعويل على "ابو مازن" في انه سيكون ضد الشعب الفلسطيني وفي التفريط بمصالحه او اتخاذ خطوات امنية صارمة ضد الفصائل الفلسطينية المختلفة وترك جيش الاحتلال يسرح ويمرح ويرسم ما يريد من سياسة لهذا الشعب المقهور اعتقد بأن الدولة العبرية تريد وضع العقبات امام حل قضية الشرق الاوسط التي طال امدها فهي بالرغم من رفضها مبادرة قمة بيروت انما تضع العراقيل في وجه ما يسمى بخارطة الطريق الذي نتمنى ان يكون صحيحا. فلقد وضعت الدولة العبرية "ابو مازن" في وجه المدفع فاما ان يسير حسب ارادتها وعندئذ يكون هدفا للفصائل الفلسطينية المختلفة وبهذا يتم فشل خارطة الطريق الذي يسمونه صحيحا. واما ان يقف في مفاوضات جادة ويكون صلبا فيها وبهذا يكون مصيره كمصير "ابو عمار" من عزل معنوي من الدولة العبرية. وهذا ايضا يقوض هذه المبادرة الامريكية. الا اذا اخذت واشنطن على عاتقها حل القضية بجدية ونزاهة وفرض ارادتها ولو مرة واحدة على الدولة العبرية. عندها نستطيع ان نقول ان مبادرة خارطة الطريق صحيحة. اما اذا تجاهلت واشنطن حقوق الشعب الفلسطيني في المفاوضات المرتقبة بين الفلسطينيين وبين جيش الاحتلال فان كل شيء سينهار وستعود اعمال العنف وحرب الاستنزاف بشكل اكثر خطورة واكثر دموية وهذا ما يجب على كل من واشنطن وتل أبيب فهمه وادراكه.