هل صحيح أنه لا يحس بألم العنصرية إلا الذي جربها؟ إلى حد كبير هذا صحيح، فالكثير ممن عاش في بلاد الغرب تجرع مرارة الألم؛ جراء العنصرية التي تعرض لها، سواء في الجامعة أو في العمل أو في الأماكن العامة، لكن هل صحيح أن الشعوب الأخرى التي تأتي إلى بلادنا للعمل، تنظر إلينا نحن السعوديين كشعب عنصري؟؟ العنصرية ضد الأجانب تتصاعد بسرعة في أوروبا، حتى ان درجة تحملهم للأعراق الأخرى بدأت تقِل، ولم تعد تصرفات فردية بل تكونت أحزاب تجمعها كراهية الأجانب، والتحزب للعرق الاوروبي، فالاحزاب اليمينية بدأ صوتها يُسمع من قبل الشعب، وباتت تخطط للوصول للحكم في بلادها، بل أصبحت الأحزاب اليمينية في الدول الاوروبية تتحد فيما بينها للوصول لمقاعد البرلمان الاوروبي؛ لفرض أجندتها العنصرية، وأصبحت مصدر قلق للحكماء والعقلاء في البلاد الأوروبية. عندما نتكلم عن العنصرية، فنحن لا نتكلم عن القوانين التي تسنها الدول للحفاظ على حقوق مواطنيها وامتيازاتهم، أو عن قوانين تنظم شرعية إقامة غير مواطنيها، أو قوانين منح الجنسية لهم، فهذه هي حقوق سيادية لكل دولة، ونتفهمها عندما نعيش نحن السعوديين في دول الغرب، ويجب أن يتفهمها كل وافد يعيش على أرض بلادنا جريدة الجارديان البريطانية في عددها ليوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2013م، نشرت مقالا بعنوان «ألمانيا تزود الشرطة بتليفونات تتعرف على الأناشيد النازية»، فالشرطة سوف تُزود بتليفونات ذكية يمكنها التعرف على أكثر من 1090 قطعة موسيقية أو أناشيد نازية لليمين المتطرف، أو الأغاني التي تحتوي عبارات عنصرية؛ تجعلها تتدخل بسرعة وتلقي القبض على من يضع هذه الأناشيد والموسيقى العنصرية. وزراء الداخلية ل 16 مقاطعة ألمانية سيجتمعون؛ لمناقشة ما يمكن عمله ضد تنامي ظاهرة العنصرية لديهم، والمجلس الفيدرالي لمراجعة الإعلام الضار لغير الراشدين وضع قوانين تمنع بيع أو حتى تسهيل هذه الأناشيد النازية، والموسيقى الاستعراضية لمن هم دون ال18 سنة من العمر، ويشمل المنع، موسيقى وأناشيد الاستعراضات النازية أو أغاني جمعية الكراهية أو اناشيد زايكلون ب أو اغاني فرقة سكرودرايفر البريطانية، حيث يعتبر المجلس أن الموسيقى هي الحلقة الضعيفة والبوابة التي تُمكن المتطرفين من الولوج إلى عقول الفتيان، وتدعوهم الى اعتناق هذه الافكار والمعتقدات اليمينية المتطرفة. وبالرغم من هذه العنصرية في بلاد الغرب، إلا أن ديارهم ما زالت حلم المهاجرين من جميع أنحاء العالم؛ لعوامل عديدة، واصبح الشباب المهاجر لا يكترث لهذه العنصرية، ما دامت الدولة تعاملهم بعدل واصبح المهاجر ينافس شباب الغرب في اعمالهم، بل اصبح يأخذ الوظائف التي يرفضها شباب الغرب بسبب تدني رواتبها، وهذا مما يزيد من حنقهم على الشباب المهاجر، لكن هذا السبب ليس هو كل شيء، فلو اننا نظرنا الى نسبة الشباب العاطل في المانيا فهي لا تتجاوز 8% والعنصرية في تصاعد مستمر، وفي اسبانيا نسبة الشباب العاطل تجاوزت ال 55%، والعنصرية موجودة لكنها قليلة مقارنةً بغيرها من الدول الاوروبية. عندما نتكلم عن العنصرية، فنحن لا نتكلم عن القوانين التي تسنها الدول للحفاظ على حقوق مواطنيها وامتيازاتهم، أو عن قوانين تنظم شرعية إقامة غير مواطنيها، أو قوانين منح الجنسية لهم، فهذه هي حقوق سيادية لكل دولة، ونتفهمها عندما نعيش نحن السعوديين في دول الغرب، ويجب ان يتفهمها كل وافد يعيش على أرض بلادنا، ويجب أن تكون واضحة لديه، بل أطالب بأن تكون هذه الأنظمة والقوانين مكتوبة، وتسلم إليه قبل أن يستلم التأشيرة للدخول للمملكة. تويتر - @IssamAlkhursany