حذر وكيل وزارة المعارف للآثار والمتاحف الدكتور سعد عبدالعزيز الراشد من استغلال الوضع الراهن بالعراق من قبل بعض ضعاف النفوس ولصوص الآثار باجراء حفائر اثرية سرية في ظل تدهور الحالة الامنية بالعراق, مشددا على ضرورة التصدي بقوة لمنع اي مساس بالمواقع الاثرية والمعالم الحضارية والتاريخية العراقية. واكد الراشد على اهمية وقوف جميع دول العالم والمنظمات العلمية والثقافية لضمان حماية آثار العراق وحضارة بلاد الرافدين التي تعرضت للنهب والسلب والاستباحة من التهريب بعد تدمير المتاحف العراقية والمعاهد والمؤسسات العلمية والحضارية, جراء الاحداث العسكرية في العراق وقال الدكتور سعد الراشد ان دول العالم كلها مسئولة مسئولية كاملة للمحافظة على هذا الارث الحضاري الكبير والممتلكات الثقافية لبلاد الرافدين, مشيرا الى ان العراق هي ارض حضارات ضاربة في القدم ففيها بدايات نشأة الكتابة وصناعة العجلة والرقم الطينية وقانون حمورابي الشهير وملاحم التراث التي من اشهرها ملحمة جلجامش ونشوء المدن التاريخية والحضارية عبر التاريخ في عهود الممالك الاشورية والبابلية والاكدية والكلدانية وحتى تطور الحضارة الاسلامية في بلاد الرافدين وانتشار الاسلام ونشوء المدن العربية والاسلامية والتي منها البصرة والكوفة وواسط وبغداد التي تعتبر عاصمة التراث الحضاري والفنون والصناعات والمعاهد والجامعات والمدارس العلمية المبكرة وهو ما يؤكد عمق حضارة بلاد الرافدين وما تمتلكه من ثروات حضارية لاتقدر بثمن, واشار الى ان عدد المواقع الاثرية بالعراق يقارب 12 الف موقع اثري, حيث نهضت الحفائر الاثرية على مدى القرنين الماضيين من الزمن. واوضح وكيل وزارة المعارف للاثار والمتاحف الدكتور سعد عبدالعزيز الراشد ان آلاف القطع الاثرية قبل استقلال العراق كانت معروضة في متاحف العالم المشهورة مما اعطى للعالم كله صورة عن حضارة بلاد الرافدين, مشيدا بما قامت به ادارة الاثار في العراق والبعثات الاثرية من اعمال علمية كبيرة وانشاء المتحف الوطني العراقي الذي يعتبر من اهم المتاحف في المنطقة العربية بما يحتوي من نفائس تعود لجميع الفترات التاريخية التي تعاقبت في بلاد الرافدين.. مؤكدا ان علماء الاثار والمهتمين قد عاشوا قلقا كبيرا عند اجتياح العراق خوفا على اثارها وتراثها العريق من آلة الحرب المدمرة, وهو ما حدث عندما طالت هذه الحرب متاحف العراق ومعاهدة ومؤسساته العلمية والحضارية اضافة الى ما تعرضت له هذه المعاقل الثقافية من اعمال سلب ونهب.. خاصة للقطع الاثرية حيث لم تقم جيوش التحالف التي دخلت بغداد والمدن العراقية الاخرى بحراسة هذه المعالم التاريخية والحضارية, فتركتها للدهماء واللصوص ومافيا الاثار, فتم فتح وتخريب المتاحف وسرقت ونهبت النفائس من الاثار والتحف الثمينة ودمرت وشوهت القطع الاثرية التي صعب حملها فكانت فاجعة كبرى للعالم. واشار الراشد الى تاخر دور منظمة اليونسكو في التدخل لحماية هذا الارث الاثري والحضاري مما لحق به وقال ان هذا العمل البشع ستبقى اثاره سنينا عديدة, لان الاثار التي نهبت تحتاج الى وقت طويل جدا لاعادتها الى موطنها الاصلي وفي مكانها الطبيعي الذي سلبت منه حيث ان مافيا الاثار ربما يحتفظون ببعض هذه القطع الاثرية لمدة طويلة. واكد ان على الدول العربية مسئولية كبرى للوقوف بجانب العراق لاعادة مسروقاته ومساعدته في ترتيب اثاره ومتاحفه, واشار الراشد الى ان المملكة العربية السعودية وهي من الدول المؤسسة لمنظمة اليونسكو لاتسمح بتهريب اي اثر او دخوله للمملكة بطريقة غر مشروعة موضحا انه سبق لحكومة المملكة ان اعادت اثارا لدولة العراق بعد ان قام البعض بمحاولة تهريبها عبر الحدود السعودية العراقية. وناشد الدكتور الراشد جميع المواطنين والمقيمين بالتعاون مع الدولة والاجهزة الامنية ووكالة الاثار والمتاحف بالارشاد الى اي اثر او تحفة فنية او مخطوطات او غيرها مما يحتمل دخوله الى اراضي المملكة من العراق كما وجه نداءه الى تجار العاديات والتحف في المملكة بتوخى الحذر من اقتناء اوشراء مواد التراث والقطع الاثرية التي تدخل المملكة بصفة غير نظامية. وقال الراشد ان وزارة المعارف طلبت من مقام وزارة الداخلية ووزارة المالية ووزارة التجارة التعاون كل فيما يخصه بتشديد الرقابة على دخول الآثار الى المملكة كما ان وكالة الاثار قد عممت على كافة قطاعاتها وعلى ادارات التعليم بتوخي الحذر في التعامل مع القطع الاثرية والتحف الفنية التي يعرضها البعض للبيع.. وتمنى الدكتور الراشد ان تعود آثار العراق المسلوبة وتبقى لحضارة العراق كرامتها وعزها.