يستغرب الزائر لمدينة المبرز ان تتحول الشوارع إلى أسواق لبيع الأسماك والخضار. هذا الاستغراب يشمل أيضاً أهالي هذه المدينة، الذين يعيشون الحيرة من هذا الوضع الغريب. وهم يعتقدون أنه يحظى بمباركة البلدية، بدليل أنها لا تحرك ساكنا لحل هذا الوضع، كما يبدو. ففي حي المنقور ينتظر السكان افتتاح سوق الخضار واللحوم المغلق، الذي يقع في مكان مهم وحيوي وسط الحي. رغم ان مبناه الذي شيدته البلدية مكتمل، بعد هدم المبنى القديم وإعادة بنائه من جديد. ويتوقع ان يساهم افتتاحه في تخفيف الضغط عن الأسواق الأخرى، سواء في المدينة أو في المحافظة. بعض سكان الحي يرجعون عدم افتتاح المبنى حتى الآن، إلى ان البلدية تبحث عن أفضل الطرق لتشغيله واستثماره، بصورة سليمة وصحيحة، تتلافي السلبيات التي وقعت في تشغيل أسواق أخرى داخل المحافظة أو خارجها. انتظار ان يفتتح سوق للخضار لا يقتصر على سوق حي المنقور، بل يشمل أسواق أخرى، مثل سوق بلدة المراح، والسوق الصغير الآخر الذي يقع بالقرب من حديقة أرامكو السعودية في حي محاسن في مدينة المبرز أيضاً. عدم وجود أسواق رسمية لبيع الخضار والفواكه والأسماك واللحوم والدجاج، هو ما شجع على افتتاح ما بات يطلق عليه (أسواق الشوارع)، التي تبيع هذه المواد، بطريقة يصفها المستهلكون ب (العشوائية والفوضى).. ففي أحد تلك الأسواق التي تقام في أحد الشوارع بحي المسعودي بالمبرز، يقول عبدالله المؤمن: الوضع حرج في هذا المكان، فالسوق مقام أمام أحد المساجد، بطريقة تخل بروحانية مكان العبادة، حيث يلقي الباعة ما تبقى من فضلات بضائعهم بالقرب من جدران المسجد. أما عبدالرحمن الموسى فيلفت الانظار إلى سلبيات أخرى في تلك الأسواق، وهي مدى توافق الأغذية التي تباع مع الاستهلاك الآدمي، وسبب تشككه هو رخص الأسعار، إذا ما قورنت بأسواق أخرى.. كما يشير إلى ان هذه الأسواق تتسبب في ازعاج القاطنين بالقرب من أماكن إقامتها، كما أنها تتسبب في تعطيل حركة السيارات في الشوارع التي تقام فيها. ويرحب فهد السعيد برخص الأسعار في هذه الأسواق، ولكنه يقول: أغلب الخضروات التي تباع فيها رديئة وقديمة. وعين الرقابة مغمضة عنها. الأمر يصبح أكثر خطورة حين يتعلق الأمر بالأسماك، كما يقول صالح الحسن، الذي يضيف: لا أعلم كيف يمكن ان تباع اسماك في عرض الشارع، وهي معرضة لأشعة الشمس الحارقة ودخان السيارات والغبار والرطوبة.. ويتساءل الحسن: اعطني متخصصا في سلامة الأغذية يضمن لي سلامة تلك الأسماك من البكتيريا؟ علماً ان بعض الباعة من غير السعوديين، ولا يستبعد أنهم يخالفون بعض أنظمة العمل والإقامة. اما علي البراهيم فكان يشتري بعض أنواع الخضار من هذه الأسواق، ولكنه يقول الآن: بعد فترة من الشراء توقفت، لأنني وجدت ان صحتي وصحة أسرتي أغلى لدي من فروقات الأسعار بين ما يباع فيها، وتلك التي تباع في الأسواق الرسمية، وإن كانت تلك الأسواق قليلة، ولا تغطي كافة أرجاء المحافظة.يمسك فهد المهنا العصا من الوسط، فهو يقول: يجب ان يمنع هؤلاء الباعة من البيع في الشوارع، ولكن قبل ان تمنعهم البلدية يجب عليها ان توفر لهم أسواقا رسمية لبيع الأسماك واللحوم والخضار والفواكه، كما يجب ان تكون عملية التأجير عادلة في التوزيع ورسوم الإيجار، وكذلك يجب ان توفر في تلك الأسواق كافة المرافق المتعارف عليها.