اكدت تقارير بريطانية امس ان 40 نائبا برلمانيا من حزب العمال الحاكم دعوا رئيس الوزراء البريطانى تونى بلير للاستقالة بينما حذره قادة عماليون من مخاطر المشاركة فى حرب ضد العراق دون قرار ثان من الاممالمتحدة . وأشارت صحيفة الاندبندنت البريطانية الى ان مجموعة من حزب العمال الحاكم أصدرت بيانا يدعو بلير لتأمل وضعه بينما دعت عناصر من نواب الجناح اليسارى للحزب الى عقد مؤتمر للحزب لمناقشة موضوع تغيير القيادة. ونسب تقرير الصحيفة للنائب العمالى هيلتون واسون القول ان على بلير أن يستقيل اذا فشل فى الحصول على قرار جديد من الاممالمتحدة يسمح بشن الحرب على العراق. وحذر وفد من قادة اتحاد النقابات البريطانية بلير امس من مخاطر الذهاب الى الحرب دون قرار ثان من مجلس الامن التابع للامم المتحدة . وجاء فى صحيفة الجارديان ان وفد قادة النقابات الذى اجتمع برئيس الوزراء امس فى داووننغ ستريت هدد بلير بأن الحركة العمالية ستترك الحزب اذا أقدم بلير على خوض الحرب دون قرار ثان من مجلس الامن لكن قادة النقابات ابعدوا انفسهم عن تحرك الجناح اليسارى للحزب الذى يطالب بعقد مؤتمر حزبى يهدف لتغيير القيادة. من جهة ثانية قالت بريطانيا امس ان الولاياتالمتحدة تعرف ان بامكانها الاعتماد على دعم عسكري بريطاني كبير في حربها في الخليج بعد ان اشارت واشنطن الى انها قد تخوض حرب العراق وحدها. وردا على تصريحات ادلى بها دونالد رامسفيلد وزير الدفاع الامريكي يوم امس الاول بشأن هجوم امريكي منفرد، قال وزير الدفاع البريطاني جيف هون ان رامسفيلد كان يتحدث بشكل افتراضي. وابلغ هون هيئة الاذاعة البريطانية: من الواضح ان ما كان يتحدث عنه هو احتمال نظري الا تشارك القوات البريطانية. وأضاف: لكن كما قال بمنتهى الوضوح في بيانه فانه لديه ما يدعم اعتقاده بانه سيكون هناك اسهام عسكري كبير من جانب المملكة المتحدة. وقال رامسفيلد انه اذا لم تتمكن بريطانيا لاسباب داخلية من المشاركة فان هناك اساليب اخرى ولن يشارك (البريطانيون) على الاقل في هذه المرحلة. وقال مسؤول دفاعي امريكي ان التصريحات اثارت رد فعل عاصفا من جانب المسؤولين البريطانيين. واصدر رامسفيلد بيانا في وقت لاحق اعرب فيه عن ثقته بأن قوات اكبر حليف للولايات المتحدة ستقف جنبا الى جنب مع القوات الامريكية اذا ما وقع هجوم. وسيكون قرار الولاياتالمتحدة المضي قدما في الحرب منفردة بمثابة صفعة قوية لرئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي خرج عن الصف داخل حزبه بتأييده القوي للرئيس الامريكي جورج بوش في موقفه المتشدد تجاه العراق. ويحث عشرات من اعضاء حزب العمل رئيس الوزراء على تقديم تنازل فيما يتعلق بقرار جديد من مجلس الامن مثير للجدل قد يخول باستخدام القوة ضد بغداد. واشار هون الى انه حتى اذا لم ينجح مجلس الامن في اصدار قرار ثان فان بريطانياوالولاياتالمتحدة قد تشنان حربا على اساس القرار 1441 الصادر في نوفمبر الماضي لحمل العراق على الالتزام بمطالب الاممالمتحدة بشأن نزع السلاح. وقال انه من الممكن بالتأكيد قراءة القرار 1441 بهذا الشكل، لم نصل الى هذه المرحلة ولم نتخذ القرار، ومازلنا نعمل على اصدار قرار ثان. واضاف: لكن من الواضح بالقدر نفسه اننا لا يمكننا السماح للعراق بأن يقودنا الى تنازلات صغيرة وتأجيلات لا تنتهي.