من حين لآخر نسمع تصريحات لمسؤولين أمريكيين بأن حبر واشنطن قد نفد تجاه العراق فما الذي يجعل صبر ينفد أو ليس هنالك قانون دولي حسب اعتقادي ممثل في هيئة الأممالمتحدة ومجلس الأمن الذي أصدر القرار 1441 ؟ وكنا نتمنى ان يصدر قرارا مماثلا يحمل الرقم 1441 تجاه الدولة العبرية التي لا تلتفت الى أي قرار دولي لانها تعلم من يحميها ويقف خلفها وهو الفيتو الأمريكي وهل أصبح إزدواج الرؤية السياسية سمة من سمات البيت الأبيض؟ وأين الديموقراطية التي تطبقها واشنطن أهي على الشعب الأمريكي والسكسوني فقط اما دول العالم الثالث فلهم شان آخر وحصة من العدالة تقررها واشنطن؟ وهل تقبل واشنطن بقرار من جامعة الدول العربية بضرورة تنحي الرئيس الأمريكي بوش حل للأزمة الراهنة؟ هذا هاهو المنطق المضاد والمعادل لمطالب واشنطن كما أن بإمكان واشنطن أخذ ما تريده بدون شن حرب وتدمير شعب بإسلوب حضاري وبالجلوس والتفاهم كما سبق أن حدث في خيمة صفوان ان المسلم والعربي يحبان العدل والاعتدال والتطرف مرفوض من الجانبين سواء من الجناح الأمريكي المتطرف او ممن يرون في قتل الأبرياء عدالة من الطرف الآخر واعتقد بأن الترتيب سوف ينفع واشنطن اكثر بكثير من استعجالها بتقديم منطق الحرب لأن ذلك لن ينفع الطرفين. ان الضغوط الأمريكية تستعدعى من أجل المصداقية شكلا من شكال العدالة يقيم بناء النظام العالمي الجديد ولا يسعى الى هدمه , ونظرة الى التاريخ تؤكد لنا ان نشوء وارتقاء القوى العظمى في العالم استند الى معايير ومقاييس حضارية تنهار تلك القوى بانهيار تلك المقاييس وها نحن نشهد بداية انهيار ربما تطال من لا يقرأون الواقع والتاريخ جيدا لأنهم ينظرون من أعلى.