زحام السيارات وطيش الشباب في تعاملهم مع محركات ثائرة في شوارع لم تعد تتسع إلا لموجة من التبرم والضيق وحكمة تتوارثها الإدارة المرورية في محافظة الاحساء, (الطريق الذي يجيك منه الريح.. سده واستريح) وزادت هذه الحكمة تطورا وتقنية فصاروا يضيفون بشكل عشوائي المزيد من الإشارات المرورية حتى أبدع المرور عندنا فوضع إشارات مرورية في الدوارات, ولا أدري لماذا لا تسجل الاحساء في كتاب جينيس للأرقام القياسية كأكبر مستهلك للاشارات الضوئية, وصارت مصانع الإشارات الضوئية تتعامل مع مرور الاحساء كعميل ممتاز, وأكثر من ممتاز, فأضحى الطريق الواحد يجمع عددا من الإشارات الضوئية, وأحيانا لم تعد تكفي هذه الإشارات ليستعينوا بعدد من الإشارات البشرية والصافرات. أتساءل هل عجزت عقول المفكرين عن ايجاد طريقة أخرى غير الإشارات يعني مثلا هناك اختراع اسمه جسر وشيء آخر اسمه نفق, وشيء متعارف عليه اسمه توسعة, وشيء آخر اسمه شق طرق أخرى.. فلماذا نتوجه دائما لحل مثل إغلاق الطرق والإشارات الضوئية. في ظل الوضع الراهن قرأت تصريحا في جريدة (اليوم) يذكر ان عدد الحوادث المرورية انخفض بنسبة 60% ولا أدري كيف جاء هذا الانخفاض مع ما نشاهده يوميا من نثار زجاج السيارات في الشوارع, وما نسمعه من الوفيات وحالات الدهس للطالبات والأطفال وكبار السن. جرب وقد سيارتك في حي مثل الخالدية مثلا في ساعات الصباح الأولى او بعد المغرب, ستجد انك تقود بطريقة ألعاب البلاي ستيشن او ألعاب الملاهي فحركة رأسك والتفاتك المتكرر والسريع جدا أعط عنقك لياقة غير مسبوقة ويستحيل ان تنتهي رحلتك هذه وانت على هيئتك (وشخصيتك) فربما سقط العقال او الشماغ جراء هذه القيادة العجيبة. هذه الرحلات اليومية التي نقطعها مغامرات مرورية يومية نركب السيارات ونقرأ دعاء الركوب ونقول: رب سلم سلم. بقي أمر آخر أريد الإشارة اليه وهو ما استجد مؤخرا من انخفاض في أخلاقيات المرور عند السائقين, فلا احترام لامرأة تريد ان تعبر الطريق, ولا شيخ مسن, ولا لماش يريد ان يصل الى الجهة الأخرى من الطريق, الذي لا يوجد فيه جسر مشاة أصلا, ولا لمعاق او إفساح لسيارة أخرى, كل هذا يجعل حياتنا لعبة بلاي ستيشن يومية لا ندري متى تنتهي؟! عبدالمنعم الحسين