سليمان العليان شخصية فذة في عالم الاعمال.. شخصية تصلح ان تكون قدوة.. للطامحين من شباب هذا الجيل.. وما أحوجهم الى القدرة! هنا رجل ولد فقيرا في بيئة فقيرة.. في فترة ما قبل البترول.. ولم يتح له قسط يذكر من التعليم.. ولا من الوجاهة الاجتماعية.. الا انه اصبح واحدا من اثرى اثرياء العالم.. يقدر المؤلف استثماراته ب (8) بلايين دولار.. وهذه حصيلة لا بأس بها.. لدى عامل بدأ بمرتب يومي قدره 5ر1 روبية.. @@@ وصاحبنا لم يحصل على ثروته عبر ضربة من ضربات الحظ.. ولا بوساطة اتصالات مشبوهة.. ولا باستغلال نفوذ.. حصل على ثروته عبر عقود طويلة من الجهد والعرق.. عقود شهدت الفتى القادم من عنيزة. ينتقل الى البحرين في سن السادسة.. لينال قسطا ضئيلا من التعليم.. ثم شهدته يعمل في شركة نفط البحرين.. عاملا يقيس تدفق البترول.. ثم ينتقل الى شركة النفط العالمية في المنطقة الشرقية.. من المملكة العربية السعودية.. قبل ان يصبح اسمها ارامكو.. عاملا مسؤولا عن حركة الشاحنات.. ثم عاملا في مستودع الشركة الضخم.. كان المستودع مدرسته وجامعته.. وتعلم فيه عبر تسع سنوات مبادئ العمل التجاري.. @@@ ثم بدأ تجارة بسيطة.. واصبح مقاولا صغيرا من مقاولي ارامكو.. التي حصلت على اسمها الجديد.. وبدأت تكتشف حقولا جديدة.. وتمد خطا حديديا اسمه التابلاين (تختلف قصة انشائه تماما عن القصة التي رواها ابو شلاخ البرمائي.. تجاوز الله عنه). خطوة شاقة.. بعد خطوة شاقة.. اصبح رجل الاعمال الصغير.. رجل اعمال كبير.. وسافر الفتى القادم من عنيزة.. الى بيروت.. ولندن.. ونيويورك. وسنة.. بعد سنة.. بدأت الامبراطورية تتكون.. بالعرق والجهد.. وتتوسع بالعرق والجهد.. حتى اصبحت واحدة من اكبر امبراطوريات الاعمال في العالم. @@@ ما السر؟ ما مفتاح النجاح؟ الانضباط! الانضباط! الانضباط! تكاد سيرة سليمان العليان بأكملها تتخلص في كلمة واحد: الانضباط! ما قصة الانضباط؟! اقول لكم: مع الانضباط تجيء اشياء كثيرة عديدة: يجيء العمل الشاق من الفجر الى منتصف الليل.. وتجيء القدرة على التركيز على الهدف.. وتجيء الرغبة في التعاون مع افراد الفريق.. ومع الانضباط تختفي اشياء كثيرة عديدة.. يختفي الاهتمام الكاذب بالمظاهر.. يزول الحرص على الترف.. ويتلاشى الغرور.. @@@ تقول بنت من بنات سليمان العليان انها كانت تدرس في بيروت.. وان والدها كان ينصحها عندما تذهب الى السينما بشراء ارخص نوع من التذاكر.. مبررا هذه النصيحة تبريرا منطقيا.. (الفيلم هو الفيلم نفسه في الدرجة الاولى وفي الدرجة الثانية). وتروي البنت.. ان اباها عندما كان يود ان يكافئها كان يدفع ثمن التذكرة من جيبه.. ثم يدعوها الى عشاء فاخر جدا: سندوتش! قال ابو يارا: يا ابناء الجيل المخملي! اود ان اقول لكم الكثير.. ولكن (في فمي ماء)! @@@@ انا لا ادعي ان سليمان العليان صديقي.. فقد عرفته ايام العمل الوزاري معرفة لم تكد تتجاوز حدود الزمالة.. ومع ذلك ادعي ان هذا الكتاب لا يمثل سوى جانب واحد من سيرته.. هو الجانب التجاري. لا اكاد ارى في السيرة سليمان الانسان الذي تبرع لجمعية الاطفال المعوقين بسخاء كبير.. واعطاها من وقته بسخاء اكبر.. (والوقت عند سليمان هو رأسماله الحقيقي) ولا أرى في السيرة سليمان الحيي الخجول.. الذي تحمر وجنتاه عند سماع كلمة اطراء.. حسنا! ارجو ان تكون هناك كتب اخرى في المستقبل.. تعالج سليمان الانسان.. ولا تقف عند رجل الاعمال وحده @@@ قال ابو يارا: يا سليمان! لا تحرم ابناء هذا الجيل.. من نسخة عربية من الكتاب فهم في حاجة الى ان يتعلموا منك.. اعني ان الكتاب الموسوم (من عنيزة الى وول ستريت قصة سليمان صالح العليان) بقلم مايكل فيلد لابد ان يترجم فورا الى العربية.. ويطرح فورا في الاسواق وسأتبرع بمراجعة الترجمة.. بدون أجر!.. ولو كان لدي الوقت لقمت بمهمة الترجمة كلها.. بدون أجر!...