انشقت هيئة تعزيز الوحدة اكبر تنظيم طلابي في ايران عن معسكر الرئيس الاصلاحي محمد خاتمي وشكلت حركة سياسية جديدة وسط استياء متصاعد من الحكومة وشعور بخيبة الامل. وأعلنت هيئة تعزيز الوحدة في بيان لها أصدرته يوم امس الاول "ان الطلبة انضموا إلى حركة خورداد الثانية التي أطلق عليها هذا الاسم تجسيدا لتاريخ أول انتصار ساحق لخاتمي في 23 مايو 1997 وذلك لمساعدة الرئيس في إقامة دولة مدنية". وأضاف البيان "ولكن حركة خورداد الثانية تباعدت تدريجيا عن المجتمع وتحولت إلى جهاز ثان للسلطة ، ومن ثم قررت هيئة تعزيز الوحدة أن تهجر الحركة وأن تشكل حركة جديدة باسم الحركة الديمقراطية". يذكر أن خاتمي ومؤيديه عانوا مؤخرا من أسبوع عسير إذ لحقت بهم هزيمة مرة في الانتخابات البلدية التي جرت يوم الجمعة الماضي، كما أنهم شهدوا نسبة إقبال ضئيلة أقل من 25 % في طهران مما اعتبر نذيرا بتصاعد الاستياء الشعبي. و أدى تباطؤ خاتمي في مسيرة الاصلاح الموعودة وموقفه المتهاون تجاه المتشددين في الحكومة إلى رد الفعل هذا من جانب الناخبين الذين تجاهلوا ببساطة الانتخابات البلدية تعبيرا عن خيبة أملهم. ويقول الخبراء السياسيون في إيران ان الاقبال الضعيف على الانتخابات يعد رسالة للنظام بأكمله وإن حاول المحافظون تقديم هزيمة الاصلاحيين في الانتخابات على أنها "انتصار". من ناحية ثانية نفى الامين العام لحزب المشاركة الاصلاحي محمد رضا خاتمى امس انباء حول استقالته من منصب الامانة العامة للحزب واصفا الانباء بانها "لا اساس لها " من الصحة . ووصف خاتمي مانشر حول هذا الموضوع بانه ضجيج اعلامي يقصد منه الايحاء بان الاقبال الضعيف على الانتخابات البلدية الجمعة الماضية كان نصرا للمحافظين وهزيمة للاصلاحيين. وحذر نائب رئيس مجلس الشورى من ان ضعف الاهتمام الجماهيري بهذه الانتخابات سيعود بالضرر على النظام باكمله وليس على تيار سياسي بعينه دون اخر. ونفى ان يكون فشل مرشحي حزب المشاركة في هذه الانتخابات هزيمة سياسية للحزب. وشهدت انتخابات المجالس البلدية الجمعة الماضية التي اسفرت عن هزيمة الاصلاحيين تدنيا واضحا في اقبال الناخبين على صناديق الاقتراع حيث لم تتجاوز نسبة المشاركة 15 % فى العاصمة طهران و40 % في كل انحاء البلاد. من جهة اخرى حذر رئيس مجمع تشخيص مصلحة النظام الايرانى اكبر هاشمى رفسنجانى امس من محاولات امريكا للانفراد بالعالم والتواجد فى منطقة الخليج. وقال "ان الرأى العام العالمى يغلى بسبب السياسة الاستكبارية لامريكا ونشاهد تصاعد الرفض الشعبى فى العالم للمواقف الامريكية". واعتبر تحشيد القوات الامريكية فى المنطقة دليلا على النوايا الشريرة لامريكا وقال انه فى الوقت نفسه تعانى امريكا من الداخل تناقضات جدية واساسية جعلتها تعيش فى حالة ازدواجية حيث اصبحت عاجزة عن ارضاء شعبها والرأى العام العالمى ايضا. ورأى ان الاعلان الصريح للمسؤولين الامريكيين بشأن تعيين جنرال امريكي فى العراق يعد دليلا على صلف وعنجهية المسؤولين الأمريكيين وقال ان هذه السياسة هى السبب فى تصاعد حدة العداء لامريكا فى العالم وان البلدان الحرة وخاصة ايران اتخذت مواقفها المستقلة فى هذه الظروف الحساسة.