يبدو المستقبل قاتما بالنسبة إلى الاصلاحيين في ايران بعد انتخاب محمود احمدي نجاد رئيسا للجمهورية، لكنهم مصممون على مواصلة المعركة. فبعد هزيمة مرشحيهم في الدورة الأولى للانتخابات تكتل الاصلاحيون صفا واحدا خلف الرئيس السابق اكبر هاشمي رفسنجاني للحؤول دون فوز احمدي نجاد، لكن هزيمة الرئيس السابق شكلت ضربة جديدة لهم. وقال محمد رضا خاتمي زعيم جبهة المشاركة الحزب الاصلاحي الرئيسي «سنواصل نشاطنا السياسي وفي قلب المجتمع لكن المناخ السياسي سيكون اكثر ضيقا». واكد «انهم (المحافظون) لن يستطيعوا القيام بكل ما يريدون». واضاف خاتمي «اعتقد ان بعض الصحف الاصلاحية المرتبطة بتيارات معتدلة سيسمح لها بمواصلة الصدور». واشار إلى ان «الاحزاب الاصلاحية سيكون لها موقف اكثر تحفظا للبقاء في الساحة السياسية، والوضع الدولي سيكون له انعاكاسات على حقوق الانسان والحالة السياسية الداخلية». واكد خاتمي ان «الظروف مؤاتية لاقامة جبهة واسعة تضم الاحزاب المعتدلة والاصلاحية، ولكن لا اعلم اذا كان اناس مثل كروبي ورفسنجاني سيقبلون بجبهة كهذه». وقد مني اكبر هاشمي رفسنجاني بهزيمة في الدورة الثانية من الانتخابات رغم الدعم الذي حظي به من احزاب اصلاحية ومعتدلة عدة وحتى محافظة. وحل رجل الدين المعتدل مهدي كروبي ثالثا في الدورة الاولى، وندد بالتجاوزات التي حرمته امكان المشاركة في الدورة الثانية. وقال «انشأنا قبل الدورة الأولى الجبهة من اجل الديموقراطية وحقوق الانسان مع احزاب المعارضة الليبرالية، وهي تشكل قاعدة جيدة لمواصلة تحركنا». واقر ان الاصلاحيين «تطرقوا قليلا إلى المشاكل الاقتصادية التي يعانيها الناس» تاركين للمحافظين ان «يناوروا» على هذا الصعيد. ومن جهته كتب نائب الرئيس السابق محمد علي ابطحي على موقعه الخاص «ركزنا اهتمامنا على النخب ونسينا المشاكل الاقتصادية والشعب الفقير ومشاكله اليومية». اما محمد اطرينفار عضو حزب اعادة البناء والقريب من اكبر هاشمي رفسنجاني فقال «غالبية النخب الاجتماعية والثقافية تؤيد الاعتدال والتطور السياسي وستظل حاضرة على الساحة السياسية والاجتماعية». وشدد على انه «بدعم من هاشمي رفسنجاني فان جبهة واسعة وقوية جدا ستنشأ في مواجهة الفكر الرجعي» - على حد تعبيره - وقال اطرينفار ان رفسنجاني «شدد مجددا (السبت) على اقامة جبهة مماثلة» مشككا في «نزاهة الانتخابات». وكان الرئيس السابق اعلن الجمعة بعد الادلاء بصوته انه سينشئ «جبهة للاعتدال الاسلامي» تدافع عن موقف معتدل على الصعد السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية وكذلك في السياسة الخارجية. واكد اطرينفار ان «تجاوزات» مهمة تخللت الدورة الثانية «والتصويت فيها لم يعكس الحقيقة السياسية الايرانية». وندد رفسنجاني في رسالة وجهها السبت إلى الشعب الايراني «بمن قرروا اضعاف الثورة من اجل اضعاف منافس لهم (...) وبمن انفقوا مئات مليارات الريالات المأخوذة من مال الشعب لتشويه سمعتي وسمعة عائلتي». (الدولار الاميركي الواحد يساوي 9000 ريال) واكد «انهم سخروا امكانات الدولة في شكل منظم وغير قانوني للتدخل في عملية الانتخاب».