توقع الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشعب المصري أن تكون إيران الدولة التالية بعد العراق المرشحة للمواجهة مع أمريكا وأشار إلى أن إسرائيل تلعب دوراً مؤثراً في تحديد اتجاهات السياسات الأمريكية في الشرق الأوسط. وقال الفقي في محاضرة ألقاها في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة وخصصت لمناقشة الأوضاع الإيرانية وعلاقاتها مع الدول العربية ان المقصود من العمل العسكري ضد العراق هو تحقيق تواجد أمريكي في المنطقة بحيث تكون قريبة من آسيا بعد أن اهتزت قواعد التواجد الأمريكي في كثير من الدول الحليفة لها فضلا عن السيطرة على بترول الخليج خاصة العراق الذي يقدر احتياطيه بما يقرب من 115 مليار برميل. كما قال الدكتور الفقي على الحكومة العراقية أن تدرك مدى التردي الذي يمكن أن يصيب المنطقة إذا حدث العدوان الأمريكي البريطاني على العراق. وأكد أن مصر تتطلع لقيام علاقات طيبة مع إيران موضحاً أن هناك أوجها كثيرة للتعاون بين البلدين على الصعيد الاقتصادي والثقافي والتقني. وقال الدكتور الفقي ان العلاقات المصرية الإيرانية كانت مرشحة لمستوى أفضل بكثير مما هي عليه حالياً في ظل دوافع وثوابت تاريخية بين البلدين. واضاف ان مصر من جانبها أزالت كل العقبات التي تعيق إقامة علاقات طيبة مع ايران رغم وجود تعاون وتنسيق بين البلدين في مختلف المحافل الدولية، مستدركاً أن مصر لم تتلق بعد إشارات واضحة من إيران لتعميق العلاقات خاصة أن هناك أكثر من اتجاه داخل إيران منقسم حول تعميق العلاقات مع مصر. وقال: هناك بعض التصرفات الرمزية التي تتمسك بها إيران دون أن يكون لها مبرر وهذه التصرفات تقلق مصر لأنها رغم إشارات رمزية لكن لها دلالات سلبية في العلاقات بين الدول. وضرب الفقي مثالاً على ذلك بأن إيران تبدي بعض التوجهات المعارضة لعملية السلام في الشرق الأوسط ... مؤكداً أن توقف إيران عن هذه الإشارات السلبية سيؤدي إلى علاقات أفضل مع مصر والدول العربية. وأوضح د. الفقي أن هناك تحولات في السياسة الإيرانية تجاه أمريكا وأنه إذا كانت إيران تسعى إلى تحسين علاقاتها مع الولاياتالمتحدةالأمريكية خصوصا بعد أحداث 11 سبتمبر فالأولى أن يكون سعي إيران إلى تحسين علاقاتها مع بقية الدول العربية. وحضر الندوة عدد من الدبلوماسيين الأجانب وأعضاء مكتب رعاية المصالح الإيرانية في مصر . وأكد الدكتور كمال مستوفي عميد كلية الاقتصاد والعلوم السياسية ورئيس مركز الدراسات الآسيوية الذي نظم الندوة على أن مصر وإيران دولتان مركزيتان في المنطقة، وطالب بإجراء حوار جاد وصريح وموضوعي حول واقع وآفاق العلاقات المصرية والعربية مع إيران في ظل التهديدات التي تحيط بالمنطقة ويمكن ان تؤدي إلى تقسيم المنطقة وتدميرها.