حذر رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب المصري الدكتور مصطفى الفقي من خطورة تردي الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط ووصفه بانه شديد الحساسية وفي غاية التعقيد ووصل الى فوضى حقيقية. واعرب عن اعتقاده بان العمل العسكري ضد العراق قادم لا محالة الامر الذي سيترتب عليه المزيد من المعاناة للشعب العراقي الى جانب التصعيد الاسرائيلي المتوقع ضد الفلسطينيين ومحاولة عزل عرفات وممارسة اسرائيل سياسة الترانسفير ضد الشعب الفلسطيني. واكد ان قضية ربط الاسلام بالارهاب ظالمة وان العالمين العربي والاسلامي لن يتحملا المزيد من التوترات في المرحلة القادمة.. مشيرا الى ان الولاياتالمتحدة قد وضعت نفسها في مأزق كبير في هذه المنطقة الحساسة من العالم. جاء ذلك في الحوار المفتوح الذي اجراه الدكتور مصطفى الفقي مع الصحفيين المشاركين في برنامج افاق الصحافة الاقتصادية في ظل الاقتصاد الحر الذي نظمه مركز الاهرام الاقلمي للصحافة بالتعاون مع مؤسسة رويترز للانباء ومركز المشروعات الدولية الخاصة. وقال الدكتور مصطفى الفقي ان احداث الحادي عشر من سبتمبر اعطت الولاياتالمتحدة مبررا كافيا لاقحام نفسها في العديد من البقاع الحيوية والساخنة في العالم مثل افغانستانوالعراق تبحت دعوى مكافحة الارهاب, معتبرا ان احداث سبتمبر الامريكية تمثل ميلادا لاشكالات جديدة في العلاقات الدولية. واوضح ان منطقة الشرق الاوسط تشهد الآن ثلاثة ملفات متعارضة ومتداخلة اولها الحرب المفتوحة ضد الارهاب بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر والملف العراقي الى جانب الصراع العربي الفلسطيني. وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب ان القضية الفلسطينية اتسمت خلال السنوات الخمس الاخيرة بالتخلف الشديد ووصل حجم الهوان مداه ضد الشعب الفلسطيني تحت مرآى ونظر الولايات ا لمتحدة الامريكية, مؤكدا ان القضية الفلسطينية هي قضية الوجود العربي والامن القومي للدول العربية جمعيا. واعرب عن اعتقاده بانه كانت هناك فرصة ذهبية لتسوية القضية الفلسطينية خلال عام 2000 وبدعم من ادارة الرئيس الامريكي السابق بيل كلينتون لكن الاسرائيليين لم يكونوا جادين بدرجة كافية. واشار الى حالة الاحباط التي تسود الشارع العربي الآن نتيجة التحيز الواضح للسياسات الامريكية مع اسرائيل بشأن القضية الفلسطينية والازدواجية التي يتم التعامل بها بشأن نزع اسلحة العراق في الوقت الذي تغمض فيه الولاياتالمتحدة اعينها عن الترسانة النووية الاسرائيلية. واكد الفقي ضرورة التحرك الفوري لتحريك عملية السلام في الشرق الاوسط والمتجمدة منذ فترة طويلة, منوها الى ضرورة تبني الدول العريبة لغة جديدة في الحوار مع الولاياتالمتحدة ومشيدا بسعيها نحو اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. واستنكر سياسة ارئيل شارون القمعية وقتل الابرياء من ابناء الشعب الفلسطيني وهدم منازلهم, مشيرا الى ان الفلسطينيين كانوا قد توقفوا منذ فترة طويلة لمدة ستة اسابيع كاملة عن العمليات الاستشهادية غير ان النتيجة كانت مقتل 60 شهيدا فلسطينيا من بينهم 20 طفلا مما يؤكد شارون لايعرف غير لغة العنف والاجرام. ونبه الدكتور مصطفى الفقي الى خطورة افتقاد الفلسطينيين الدعمين العربي والدولي في هذه المرحلة الخطرة من كفاحهم لاقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. واوضح الدكتور مصطفى الفقي رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشعب ان مبادرة كولن باول للاصلاح غير واضحة على الاطلاق, مشددا على ضرورة ان ياتي الاصلاح من داخل البيت العربي نفسه من خلال تطوير نظم التعليم وادخال التكنولوجيا الحديثة وتعميق الثقافة والنظم الديمقراطية والليبرالية ورعاية حقوق الانسان وابراز دور المرأة في الحياة العامة, وقال انه لم تعد سيادة الدولة هي قدس الاقداس كما كان متبعا من قبل. واشار الى ان تعظيم التعاون الاقتصادي بين العالم العربي وتفعيل اشكاله في المرحلة القادمة يعود في الاساس الى الارادة السياسية للدول العربية. ونبه الى ان الدول العربية تواجه تحديات ضخمة وحقيقية تتطلب مواجهتها تغيير العقلية والخطاب العربي تجاه المتغيرات التي تشهدها الساحتان الاقليمية والعالمية, وقال ان غياب الديمقراطية في النظم العربية كان اساسا للنكبات التي المت بالامة. يشارك في البرنامج حوالي خمسين من الصحفيين الاقتصاديين في مصر الدول العربية من السودان والجزائر والمغرب وتونس والاردن والسعودية وقطر وسلطنة عمان واليمن وسوريا الى جانب نخبة كبيرة من الخبراء والمتخصصين في مجال الصحافة والمال والاقتصاد والاعمال.