من يريد أن يعرف عن ظاهرة آباء وأمهات في الوكالة، فليسأل الأستاذة فوزية بنت عبدالله المهيزعي، مديرة مكتب الإشراف التربوي في الخبر. والأستاذة المهيزعي مربية نشيطة ومعطاء بالفطرة والضمير كما أنا مرتاح من اطلاق هذه الصفات عليها .. هذه المربية لم تفتح وكالة للأبناء لتتاجر فيها على موضة انتشار المكاتب بالوكالة .. نحسبها فتحت تجارة مع الله .. لقد أشرفت السيدة المهيزعي على برنامج حملة باسم ( آباء وأمهات في الوكالة ) .. ولي مع هذا الإسم قصة تحكي صفة من صفاتي التي أعترف بها ولكن من غير اعتزاز فقد وصلتني مجموعة مطويات عن هذه الحملة من مكتب الإشراف التربوي بالخبر بكيس بلاستيكي أخضر. ويبدو أن هذا اللون ليس من ألواني المفضلة فركنته جانبا في مكتبتي ظانا أنني سأطلع عليه حين يحين الوقت .. على أن الوقت لم يحن إلا بهذا الفضول الذي يدغدغ الشعور ولا يلح عليه، وما إن رأيت اسم الحملة حتى شدني العنوان وفاق الفضولَ الرغبة ُ الأكيدة في المعرفة وأنا أثني ثناء خاصا على التوفيق في اختيار عنوان الحملة، وهذا ذكاء اعلاني في لفت الأنظار وإثارة الحماسة للإطلاع .. الحملة تقول لنا ما نحن عنه ساهون وربما راضون في مسألة عاملات المنازل والسائقين. وُتراع فعلا عندما تعلم أن ما فعلناه بالواقع المؤكد أننا نعطي صكوكا غير مرئية ولكن في غاية التأثير للعاملات في المنازل وللسائقين في أن يربوا أولادنا نيابة عنا .. آسف، هل قلت "يربون" أرجو ألا يغضب هذا الكلام المربية الفاضلة بل هم يعملون كل شيء.. إلا التربية ! أود من المربية الفاضلة أن ُيوزَّع ما قرأته من مطويات على أكبر قدر من الناس وتتابع هذه الحملة ببعد إعلامي محسوب وهي ظهرت بعناوين محذرة ومباشرة تلفح الوجوه السادرة مثل المطوية التي بعنوان " كي لا يكون جيلا من ورق " وانظر عنوانا يرجف له الضمير لمطوية أخرى " أباء وأمهات يقدمون أبناءهم هدايا غالية للخادمات ".. من يصدق؟ .. ولكنه واقع تترجانا هذه الحملة أن نصحوا عليه ! وفي مطوية أخرى أعجبتني نظرة إنسانية باهتمامها بكيفية التعامل مع العاملين معنا بمنازلنا، فهم ناس يحق لهم التعامل الكريم ولانحملهم أخطاء بدأناها نحن .. حملة تريد اعادة صلتنا مع ابنائنا .. من منا لايريد ذلك ؟!