عزيزي رئيس التحرير قال لي بعد أن تصافحنا وتعانقنا بحرارة وقد غاب عني فترة طويلة , كانت فترة سفره للزواج: ( أرى أنك افضل من ذي قبل ويبدو عليك الفرح والسرور ولابد ان حالتك النفسية جيدة وتفارقنا وابتسامته واضحة على محياه , ودعا كل منا للآخر بالتوفيق والنجاح , وبعد ان انفردت بنفسي حاولت أن أبحث معها كلماته التي مازالت ترن في أذني , يا ترى ما الذي دعاه لقول ذلك ؟؟ رغم أني قابلته كعادتي ؟! ولكن ,. لاحظت عليه أنه كان هاشا باشا فوق عادته !! ومن ذلك علمت أنه كان يشعر بالسعادة والحبور فهنيئا له ذلك الشعور ., ربما كان يقابلني في الماضي وهو مشغول البال كان لا يدري من اين له أن يأتي بتكاليف الزواج , وماذا سيصنع بالالتزامات التي اثقلت كاهلة , ومتى سيزول عنه الهم , فكان لا يرى ما يراه الآن من الراحة والطمأنينة والسعادة ،إما وقد استقرت نفسه , واطمأن فؤاده بعد عودته من رحلته فبدا يحس ويشعر بمن حوله أكثر فارجو من المولى له دوام السعادة والهناء ,وتذكرت عندها قول الشاعر: أيهذا الشاكي وما بك داء كن جميلا تر الوجود جميلا وهنا سؤال يطرح نفسه .. كيف يكون الانسان جميلا , وكيف يصبح سعيدا ., أن جميع الناس يبحثون عن السعادة ... يبحثون عنها فيما حولهم من قصور وعمارات وأموال وسيارات وأبناء وزجات ... وغير ذلك من متع الحياة الدنيا , ويختلف تعريف السعادة عند فئة من الناس عن فئة أخرى , فمن الناس من يرى السعادة في المسكن الوثير ومنهم من يرى السعادة في المال ومنهم من يرى السعادة في المرأة الجميلة ومنهم من يرى السعادة في القوة الصحة والبدنية إلى غير ذلك... وهذه كلها عوامل تساعد الانسان على تحقيق السعادة , وأما الاساس فينبع من الداخل , ينبع مع سعادة الانسان بنفسه .. وبوجوده وكيانه وبمعرفته لاهدافه وبعمله عن ذاته , لماذا وجد وكيف سيسير والى اين يصير ؟؟ ومن الأمور المهمة التي يغفل عنها كثير من الناس ان الانسان كلما كان راضيا بما قسم له من الورق ومتفائلا بمستقبله الذي أمامه أصبح سعيدا , وكلما كان الانسان متضايقا من معيشته ومضجرا من عدم توفر المال لديه , أو خائفا من مستقبله الذي ينتظره بين يديه, كلما كان في طريق التعاسة يسير والسعادة عنه تبعد وتطير , كما ان الانسان السعيد يرى أن ماله القليل يكفيه فيقنع ويرى ان مسكنه الصغير يؤويه ويحتويه فيطمئن فيه , وهو مع زوجته يسترها وتستره في اجمل لباس (لباس التقوى) والانسان السعيد يجتهد في تقوية بدنه والعناية بصحته ولا يجعل ذلك همه الأول والأخير ولا يوقفه عن الاستمتاع بحياته مرض من الأمراض أو عاهة من العاهات , فكم من ذوي العاهات من كان سعيدا وقدم لأمته ووطنه ومجتمعه الكثير الكثير رغم عاهته التي ابتلي بها , ولا يمكن ان يجد السعادة الا من بحث عنها في نفسه اولا فبدا بإسعاد نفسه وتطوير ذاته عندها سيعشر بالسعادة والسرور وسيرى الناس سعداء لأنه سعيد. وأن من أهم ما يسعد النفس البشرية ارتباطها بخالقها وبارئها ويحصل ذلك باتباع الهدى والنور والابتعاد عن الضلال والفجور. @@ عبد الله بن محمد بنجابي