تعتبر الادارة هي العامل المحدد لتحقيق نجاح الشركات على كافة انواعها سواء كانت اقتصادية او خدمية او صناعية او عائلية او من انواع شركات الاشخاص او الاموال, فالادارة اصبحت تهتم بالنظرة الشمولية او المشاركة على كافة المستويات التنظيمية بدلا من الاعتماد على خبرة المدير او اشخاص محددين لهم القرار ومعيار الحكم فيما يحدث من مواقف ادارية داخل المنظمة او خارجها, كما ساهم ظهور علم الادارة ونظرياته المتطورة في ظل المنافسة او التغير التكنولوجي والمؤسسي بتقديم تطبيقات ادارية متقدمة لها قواعد واسس علمية وتطبيقية تسترشد بها المشروعات لحل مشكلاتها التنظيمية بشكل فاعل وبنظم عالمية قياسية تساهم في تأكيد الفعالية الادارية بين عناصر المشروع والقوى البيئية المحيطة بها واثارت تجارب النجاح التي حققتها الشركات العالمية من تطبيق نظم ادارة الجودة العالمية التي تعرف باسم الايزو اهتمام المتخصصين ليس فقط على مستوى القطاع الصناعي بل امتد ذلك ليشمل قطاعات اخرى مثل الخدمات والتعليم او الرعاية الصحية كما ان هيكل متطلبات تطبيق نظم ادارة الجودة انعكس على الاداء المؤسسي خاصة تلك التي تحتاج الى ربط فعال بين النظام الاداري او الانتاجي او الخدمي وذلك لضمان كفاءة العمليات من خلال التكامل والاستخدام الامثل للوقت والموارد وتحديد واضح لخطوط السلطة والمسئولية والواجبات المحددة من الادارات والاقسام والافراد وذلك لتحقيق نظام اتصالي فعال وديناميكي لا يعتمد فقط على انجاز العمل بل يتجاوزه نحو التحسين المستمر والارتقاء بجودة عمل تتوافق مع متطلبات العملاء وعلاقة متميزة مع الموردين في ظل نظام منافسة يتسم بالسرعة والتوجه نحو الاقتصاديات العالمية لتمرير التجارة وفتح الحدود لتفعيل سيطرة آليات السوق التي سوف ينعكس نجاحها على ظهور كوادر ادارية متميزة الاداء خاصة الشركات ذات الادارة العائلية. ان طبيعة ادارة الشركات العائلية يغلب عليها التضارب والاختلاف في التوازن بين الادوار العائلية والمسئوليات الادارية فيها وبالتالي تظهر مشكلات عديدة تمثل نقاط ضعف في الاداء الاداري وقد تؤدي الى فشل استمرار الشركة العائلية وقد قمت بزيارة ميدانية استطلاعية لعدد من الشركات العائلية ذات نشاطات مختلفة للتعرف على مشكلة الدراسة بصورة تعكس تماما الواقع العملي وتم اجراء عدد من المقابلات الشخصية وملاحظة مواقع العمل والخرائط التنظيمية الادارية والتعرف على نوعية النظم الادارية السائدة في حالة وجودها ويمكن حصر النتائج الاستطلاعية الميدانية في قبول مستويات متدنية من كفاءة الاداء الاداري نظرا لاعتماد هذه الشركات على الكفاءات المتوافرة بالعائلة والانغلاق بحجة سرية وخصوصية وميراث العمل العائلي بين الاجيال. وغياب الرؤية والاستراتيجية التخطيطية الواضحة لمستقبل الشركة العائلية وسيطرة خبرات الاجيال الماضية والنجاحات السابقة وبالتالي يحدث مقاومة للتغير والتجديد وتجديد الاداء الاداري الحالي والمستقبلي. الى جانب غياب روح المنافسة والعدالة بين العاملين بالشركة للتحسين المستمر في اداء العمليات الداخلية والخارجية والتحول نحو النزاع والسيادة والتكتلات على مواقع المستويات التنظيمية والتنفيذية المؤثرة بصرف النظر عن القدرات والمهارات المطلوبة. ومحدودية القناعة بتطبيق نظم ادارية متطورة او الاستفادة من الخبرات الادارية والاستشارية خارج المنظومة العائلية وذلك لنقل واثراء الخبرات المتنوعة والحفاظ على تواصل الاجيال الادارية ذات الممارسة الادارية المتجددة, وعدم الاقتناع بضرورة توازن الملكية العائلية للشركة ومدى توافر جهاز اداري متخصص يواجه المشكلات الادارية والتنافسية برؤية خارجة عن المصلحة الشخصية, كما يعمل على تقييم الاداء وصولا للنمو والربحية على المدى الطويل كما ان الاتجاه الغالب عموما يتجه نحو الارتجال والاعتماد على الخبرات السابقة التاريخية في فرض نظام العمل بالشركة من قبل افراد العائلة وتخطي حدود الصلاحيات والمسئوليات التي فوضت للعاملين وهذا يؤدي الى فوضى نظام الاتصالات والى عدم وجود نظام اداري موضوعي فعال وان كان موجودا فهو غير ملزم. مفهوم الشركات العائلية تعرف الشركات العائلية بانها اشتراك اكثر في فرد من عائلة واحدة اما عن طريق الانشاء او الوراثة او التمليك في ملكية رأس المال الخاص بالشركة سواء كان عينيا او ماليا مع وضع الضوابط التي تساعد على بقاء الشركة في الممارسة عبر الاجيال. وقد عرف القانون السعودي المنظم لمشروعات الاعمال الشركة بانها عقد يلتزم بمقتضاه شخصان او اكثر بان يساهم كل منهم في مشروع يستهدف الربح يتقديم حصة من المال او عمل لاقتسام ما قد ينشأ عن هذا المشروع من الربح او الخسارة. وبالتالي تأثير تكوين الاطار العام القانوني سوف يؤثر كذلك على الجانب الاداري فمسئولية الشركة لعدة اطراف وهم (المجتمع, الحكومة, الملاك, العملاء, العاملين). وتتحقق الاشكال القانونية في نوعين رئيسيين مشروع قروى, شركات الاموال. مزايا وتحديات وتتمتع الشركات العائلية بمجموعة من المزايا عن غيرها من حيث ارتفاع درجة الثقة المتبادلة بين اعضاء العائلة مما ينعكس على بناء العمل المشترك والهادف للمصلحة الواحدة وكذلك الولاء والارتباط الابدي النسبي. للعمل فيها وتسليم الريادة الادارية من جيل الى آخر مما يخلف مناخا من الحرص على الاموال وترشيد النفقات وتدريب افراد الاسرة على تحمل المسئولية والنضج الاداري المبكر لمناخ العمل بالاضافة لوجود ثقافة تنظيمية مستمدة من القيم والاخلاقيات التي نشأ عليها افراد الاسرة وانتقلت الى محيط العمل كما تتميز بمرونة اتخاذ القرارات والقدرة على التكييف والاستعداد لتحمل المخاطرة. وتواجه الشركات العائلية في العالم تحديات وتغيرات اقتصادية وادارية غيرت كثيرا في موازين القوى الاقتصادية في العالم واصبحت تواجه جملة من التحديات المتجددة في ظل تيارات العولمة التجارية والصناعية والخدمة وفتح الحدود والتحول الى اقتصاديات السوق في اطار نظم جديدة على المستوى الاقليمي والدولي ساهمت في ايجاد مناخ تنافسي سريع التغير وتكنولوجيا تتبدل بصورة مستمرة وجودة ورغبات مطلوبة تقدم للعميل, ان كل ذلك ليس باليسير مما جعل الادارة تجد نفسها امام مواقف ومشكلات ادارية يتطلب منها تقديم الجديد بالاضافة الى ضرورة رسم السياسات والاستراتيجيات المناسبة لكل موقف. ان عناصر مثلث العرض والطلب والسعر لم تعد هي الوحيدة التي تؤثر على اداء منظمات الاعمال بل نوعية النظم الادارية والبناء الهيكلي والمؤسسي للاجراءات والعمليات ومدى تكاملها في اطار التأكد من ان ناتج العمليات الادارية يحقق رغبات العملاء بالتصميم والطريقة التي يهدف اليها النظام الاداري ونظرا لطبيعة المؤسسة العائلية واهدافها فهي ترتبط بعدد من المحددات المالية والادارية والتكنولوجية الى جانب مناخ تنافسي على الصعيد المحلي والعالمي مما جعل جميع تلك التحديات تؤثر على الاستمرارية والتطور والتجديد فيها. الايزو والشركات العالمية ان نموذج نظم ادارة الجودة الحديث اصبح الآن ضرورة في ظل المنافسة والتطور المستمر لنظم الادارة باعتمادها على حركة التكامل بين نظم العمل وهو ما يطلق عليه نظم ادارة الجودة وذلك بصورة علمية واقعية وبشكل عالمي بالغ الوضوح يراعي فيها تطوير وتحسين اداء العمليات والمدة الزمنية للاداء كما يساهم تطبيق نظم الجودة العالمية في رفع مستوى الوعي بالجودة وايجاد ثقافة داخل الشركات لا تعتمد على التنفيذ فقط ولكن التكامل بين كل الادارات والاقسام كفريق عمل بمنهج واضح يتفق عليه الجميع ويحقق ليس مبدأ الاصلاح فقط بل الوقاية وبناء الثقة في النظام المؤسسي العائلي. ان هدف نظم الجودة ليس تحسين الحصة السوقية بل لابد ان يقابلها تحسين في الاداء التنفيذي وتفعيل دور المشاركة من خلال العمل الجماعي والتركيز على العمليات بدلا من الوحدات التنظيمية المقدرة لذلك يعتمد تحقيق الجودة على ثلاثة عناصر وهي حجر الزاوية للجودة (الالتزام, الكفاءة, الاتصالات) لضمان الجودة والانتاجية والتوازن مع بيئة عمل المشروع الداخلية والخارجية كما يساهم نموذج رباعية الجودة الذي تتكون محاوره من (دعم الادارة العليا, القياس والتحسين المستمر, نظام الجودة, بيئة العمل الداخلية للشركة العائلية) في رفع مستوى الاداء الاداري للشركات العائلية. جامعة الملك عبدالعزيز