وصلتني كلماتها الحزينة وهي تحكي مأساتها والعبرة تخنق حروفها وتأبي عليها الحديث فمن تتحدث عنه ليس بغريب عنها بل هي جزء منه وهو جزء منها حيث تتربع محبته في سويداء قلبها انه والدها. (هو) يعيش في بلده وبين ابنائه وزوجته معززا مكرما في منزله الصغير ويرفض كل من يتقدم لخطبتها بلا عذر ولا حجة.. سافرت اليه.. حاولت ان تشرح له ظروفها ومشاعرها ولكن لم تتغير اجابته بل اخذ يكرر (ان تزوجت قبرتك بيدي هاتين عودي الى بلدك واكملي حياتك مع ابنتك المتزوجة وزوجها في منزلهما لتربي ابنائها)! في مخيلتها تدور افكار واحاديث تعجز عن الافصاح والايضاح بها لوالدها الكهل.. الا يكفي انه ارغمها وهي الفتاة التي لم تتجاوز الاربعة عشر ربيعا على الزواج من رجل يكبرها بعشرات السنين رزقت منه بابنة واحدة ثم ترملت بعد ذلك وهي مازالت في ريعان صباها وشبابها؟! الحقيقة التي لن تستطيع انكارها هي ان زوج ابنتها من احسن الناس خلقا وادبا وتحظى لديه بمعزة والدته فهو يسلم عليها كلما دخل او خرج ومع ذلك فهي تشعر بانها عبء ثقيل عليهما خاصة وانهما لم يرزقا بالاطفال بعد بل هما في مستهل حياتهما رغبتها في الزواج لا تعدو كونها تريد ان تكون ملكة في منزل يضمها وحدها مع زوج يتفهمها وينفق عليها ويشعرها بانها مازالت انثى مكتملة النضوج ومازال هناك من يرعاها ويحبها. ولكن انى لهذه المشاعر والاحاسيس ان تصل الى وجدان والدها (القاسي) - سامحه الله -. قبل ايام استمعت (م.ن) الى حديث لاحد المشايخ حكى من خلالها قصة الفتاة التي دعت على والدها عند لحظة احتضارها بان يحرمه الله رائحة الجنة كما حرمها الزواج -وهي راغبة به - مهما كانت الاسباب منطقية من وجهة نظره. وتقول: اخشى ان تمضي ايام عمري وانا على هذه الحال وينصرف الرجال الاكفاء عن خطبتي بعد ان ييأسوا من الحصول على موافقة والدي. واخشى ان يجىء اليوم الذي ادعو فيه على والدي بدلا من ان ادعو له..لا اريد ان ابقى عالة على ابنتي اوافق ان امضية بقية حياتي خادمة لزوجة ابي وابنائها (اخوتي) ولكن في نظركم ماهو الحل؟!!