كشف المستشار الألماني جيرهارد شرويدر في كلمة أمام برلمان بلاده أمس الخميس عن وجه جديد لالمانيا لم تعرفه واشنطن عندما جدد معارضته لتحرك عسكري ضد العراق معتبرا ذلك مسألة مبدأ. وقال شرويدر أمام جلسة حضرها كامل أعضاء البوندستاج " إن ذلك قائم على أساس مبادئ قوية عالمية تتمثل في الحرية والسلام وحكم القانون . ومع اقتراب موعد تقديم كبير المفتشين الدوليين تقريره لمجلس الأمن في نيويورك اليوم الجمعة امام جلسة يترأسها وزير الخارجية الالماني فيشر قال شرويدر يجب أن تستنفد كافة السبل للتوصل إلى حل سلمي للصراع، وهذا يعني مواصلة عمليات التفتيش . وقال دون ان يذكر الولاياتالمتحدة وبريطانيا بالاسم : إن من يريدون تسوية هذه المشكلة بالسبل العسكرية يتعين عليهم النظر فيما إذا كان ذلك يخدم مصالح تحالف دولي يضم 50 دولة أو أكثر، الكثير منها إسلامية، أو ما إذا كان ذلك سيزعزع هذا التحالف أو ربما يدمره ، في إشارة إلى التحالف الدولي ضد الارهاب. ودافع المستشار عن إسهامات ألمانيا في الأمن الدولي قائلا إن ألمانيا توفر حاليا ثاني أكبر كتيبة من قوات حفظ السلام في العالم بعد الولاياتالمتحدة . وأشار إلى وجود قوات ألمانية في البلقان وأفغانستان قائلا إن أكثر من مائة الف من العسكريين الالمان خدموا حتى الان في مثل تلك المهمات في الخارج. ومضى شرودر الذي بدا واثقا من شعبيته وتصميمه على المضي قدما في معارضة الحرب أمام البرلمان ان القرار الذي يلزم العراق بنزع اسلحته والا واجه عواقب وخيمة والذي اصدره مجلس الامن الدولي بالاجماع لا يبرر اللجوء الى العمل العسكري بشكل تلقائي. وأردف قائلا: تؤيد المانيا هذا القرار ونعمل جاهدين على تنفيذه...لكننا نؤيد القرار رقم 1441 كدولة عضو في مجلس الأمن. ومن الواضح ايضا ان هذا القرار لا يتضمن التفويض بالقيام بأي خطوة تلقائية فيما يتعلق بالعمل العسكري. وأضاف المستشار الألماني ان أغلبية اعضاء مجلس الامن يشاركون المانيا في ارائها عن اهمية خطوات السلام. واستبعد تأييد قرار حرب على العراق في حالة اجراء اقتراع في مجلس الامن. وقال شرودر امام البوندستاج: يمكننا ان ننزع أسلحة العراق بدون حرب. ارى ان مسؤوليتي هي انتهاز هذه الفرصة. وذكر شرودر ان اي هجوم على العراق سيحد من الرغبة في الاصلاح في دول اخرى وسيؤدي الى تعميق جذور الارهاب.وأضاف ان تركيا يمكنها الاعتماد على الدعم العسكري الالماني في حالة تعرضها لهجوم. لكنه استبعد حل النزاع الدائر في حلف شمال الاطلسي حول مسألة بدء التخطيط للحماية العسكرية لتركيا في حالة شن حرب على العراق قبل عقد اجتماع حيوي لمجلس الامن اليوم الجمعة يقدم خلاله مفتشو الأممالمتحدة على الاسلحة تقريرا جديدا حول النتائج التي خلصوا اليها في العراق. ومنعت فرنساوالمانيا وبلجيكا مقترحات أمريكية لبدء الحلف المؤلف من 19 عضوا في التخطيط لارسال صواريخ باتريوت وطائرات الانذار المبكر وفرق مكافحة الحرب الكيماوية والبيولوجية الى تركيا. وتقول الدول الثلاث ان بدء التخطيط الدفاعي في الوقت الحالي سيجعل الحلف ينخرط في (منطق الحرب) مما يعني ضمنيا القبول بحتمية الصراع المسلح.