بدأ منتخب هولندا لكرة القدم الذي غاب بشكل مفاجىء عن مونديال 2002، ونظيره الايطالي الذي يعاني في تصفيات مجموعته المؤهلة الى نهائيات كأس الامم الاوروبية 2004 في البرتغال، العام 2003 بشكل جيد من خلال فوزهما وديا على الارجنتين والبرتغال على التوالي بنتيجة واحدة 1-صفر. ووقعت المانيا وصيفة بطلة العالم، ضحية النجم الاسباني راوول الذي لا يقاوم (1-3)، فيما اخذت فرنسا على حين غرة من قبل التشيكيين على استاد فرنسا في ضاحية سان دوني الباريسية، ومنيت انكلترا بهزيمة تاريخية في عقر دارها امام استراليا 1-3. وتجدر الاشارة الى ان البرازيل بطلة العالم لم تستطع هزيمة الصين الضعيفة (صفر-صفر) رغم وجود نجومها الاربعة الذين تبدأ اسماؤهم بحرف الراء وهم رونالدو وريفالدو ورونالدينيو وروبرتو كارلوس، اصحاب الفوز الخامس بكأس العالم. وعادت (الآلة البرتقالية) الهولندية للعمل من جديد وان لم يكن لمباراة الامس على ملعب ارينا في امستردام، طعم لقاء ربع النهائي بين المنتخبين في مونديال 1998 في فرنسا الذي انتهى بفوز الهولنديين 2-1، ولا طعم نهائي مونديال 1978 الذي انتهى بفوز الارجنتيني 3-1 في الوقت الاضافي. وفي كل الاحوال كانت المباراة من مستوى رفيع من قبل رجال الهولندي ديك ادفوكات الذين لم يعرفوا طعم الهزيمة في 7 مباريات تحت اشرافه منذ ان خلف لويس فان غال في منصب المدرب. وسيطر الهولنديون ميدانيا، لكن كان عليهم انتظار الدقائق الاخيرة والهدف الوحيد الذي سجله مدافع ارسنال الانكليزي جيوفاني فان برونكهورست للخروج فائزين. وصرح ادفوكات الذي بدأ بتوجيه اهتمامه الى اللقاء المقبل مع تشيكيا ضمن تصفيات كأس الامم الاوروبية، قائلا (فوزنا يثبت ان المنتخب جاهز). من جانبه، انزل قائد تشيكيا وصانع العاب يوفنتوس الايطالي بافل ندفيد وزملاؤه هزيمة نكراء بفرنسا هي الاولى بقيادة جاك سانتيني الذي خلف روجيه لومير بعد خيبة المونديال في تموز/يوليو 2002. وعلى غرار زين الدين زيدان، الذي لم يكن في احسن ايامه، استسلم الفرنسيون بسهولة للمد التشيكي الذي توزع في ارجاء الملعب وبدوا عاجزين عن وقفه والوقوف على اقدامهم. وعلق سانتيني الذي اختير لخلافة لومير بعد ان نجح في قيادة فريق ليون الى احراز اللقب المحلي، (لم نكن في يوم سعدنا، وعلينا ان نتفهم خيبة امل الجمهور ونتقبل صافرات الاستهجان التي اطلقها). وكان يتعين على سانتيني المواءمة بين جيل مخضرم احرز كأس العالم 1998 وبطولة الامم الاوروبية عام 2000، وبين الشباب القادمين الى التشكيلة على غرار جبريل سيسيه وغيره. واذا لم ينجح سانتيني في تحقيق مثل هذا التوازن، فكان الامر مختلفا بالنسبة الى المدرب الايطالي جوفاني تراباتوني الذي اوجد توليفة حققت فوزا ثمينا على منتخب الدولة التي ستستضيف نهائيات اوروبا 2004 في غياب ثلاثي الهجوم اليساندرو دل بييرو (يوفنتوس) وكريستيان فييري (انتر ميلان) وفرانشيسكو توتي (روما) المصابين. وكانت اصابة هؤلاء مصدر سعادة لفابريتسيو ميكولي (بيروجيا) الذي ملأ الملعب حركة رغم بنيته الصغيرة (68ر1 م و64 كلغ)، ولبرناردو كورادي (لاستيو) صاحب هدف الفوز الوحيد من متابعة لكرة مرتدة سددها الاول، وهما شاركا لاول مرة مع المنتخب. واعرب تراباتوني عن سعادته بالفوز، وقال (لقد وجدت ايطاليا من جديد). ولم يكن فوز اسبانيا على المانيا يحمل الكثير من العبر لان الطرفين لم يقدما المستوى المطلوب، لكن راوول غونزاليز نجم ريال مدريد، كان الوحيد الذي امضى سهرة لا تنسى بعدما اصبح افضل مسجل في تاريخ منتخب بلاده وهو في سن الخامسة والعشرين. ورفع راوول رصيده الى 31 هدفا دوليا بعد ان سجل هدفين في مرمى المانيا ثانيهما من ركلة جزاء، واستفاد من غياب قائد المنتخب وريال مدريد فرناندو هييرو الذي كان يتقاسم معه الرقم القياسي السابق (29 هدفا)، بداعي الاصابة لانه كان سينفذ ركلة الجزاء بنفسه وربما نجح فيها فيبقي التعادل قائما بين اللاعبين. وقال راوول (اني سعيد جدا لدخولي اكثر تاريخ كرة القدم الاسبانية). وفي لندن، كان يمكن للانكليزي الشاب واين روني مهاجم ايفرتون ان يكون بطل اللقاء بعد ان اصبح اصغر لاعب في تاريخ منتخب بلاده منذ عام 1879 وهو في سن السابعة عشرة و111 يوما، لكن استراليا افسدت عليه فرحة العيد بفوزها الكبير 3-1. وفي ابرز النتائج الاخرى، حققت سويسرا اعلى نتيجة بفوزها على مضيفتها سلوفينيا 5-1، وخسر فراعنة مصر على ارضهم امام الدنمارك 1-4، وثأر اسود الاطلس المغربيون من السنغال بفوزهم عليها 1-صفر، وحققت تونس بقيادة الفرنسي لومير فوزا مهما على السويد 1-صفر.