سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحجيج يؤدون الركن الأعظم في عرفات في أجواء من السكينة واعتدال الطقس ورخاء الخدمات نجاح المرحلة الثالثة من التصعيد باشراف مباشر من خادم الحرمين الشريفين وولي العهد ومتابعة الأمير نايف والأمير عبدالمجيد
بفضل عظيم من الله عز وجل على ضيوفه الذين قدموا من أصقاع الدنيا الى بيته الحرام في مكةالمكرمة ومشاعرها المقدسة ملبين نداء الحق وحناجرهم تهتف بوحدانيته تهليلا وتكبيرا وتحميدا وتسبيحا .. فاضت جموع الحجيج مع غروب شمس الأمس التاسع من ذي الحجة الى صعيد مزدلفة نافرين بهدوء وسكينة من صعيد عرفات الطاهر بعد أن قضوا فيه منذ الصباح الركن الأعظم من فريضة الحج وأدوا فيه صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا واستمعوا لخطبة عرفات التي ألقاها سماحة المفتي العام .. امتثالا لقوله تعالى فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وان كنتم من قبله لمن الضالين .. وعقب صلاة فجر اليوم الثلاثاء يوم عيد الاضحى المبارك توافدوا على صعيد منى ليكملوا مناسك الحج في الرمي والذبح والحلق والطواف وقد جمعوا من مزدلفة الجمار (الحصى) التي سيقذفون بها الشيطان على مدار أيام التشريق. وباشراف من خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني وصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وبمتابعة من صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية ورئيس لجنة الحج العليا وصاحب السمو الملكي الأمير عبدالمجيد بن عبدالعزيز أمير منطقة مكةالمكرمة ورئيس لجنة الحج المركزية .. قضى ضيوف الرحمن في عرفات ومزدلفة يوما وليلة رائعين متعبدين في طقس معتدل وفي ظل أفضل الخدمات الحكومية التي استنفرت من أجل تحقيقها أجهزة ومؤسسات الدولة. وأعلن صاحب السمو الملكي الامير عبد المجيد عن نجاح خطة تصعيد قوافل الحجيج الى صعيد عرفات الطاهر في وقت قياسي نهار أمس. وقال في تصريح رسمي أن وقوف الحجاج على صعيد عرفات قد اكتمل في زمن قياسي وأن جميع وفود الرحمن أدوا الشعائر في عرفات ومزدلفة في أجواء آمنة تحفهم عناية الله وسط منظومة من الخدمات المتكاملة والرعاية الشاملة في شتى المجالات الصحية والغذائية والتموينية. وقدرت مصادر فرع وزارة المياه استهلاك الحجاج من المياه خلال وقوفهم على صعيد عرفات امس بمئة الف متر مكعب. واشاد سموه بالنجاح الذي حققته الحركة الترددية لنقل الحجاج مما أسهم في تيسير الحركة المرورية والتقليل من عدد الحافلات الناقلة للحجاج الداخلة الى المشاعر المقدسة. واوضح أن الحال الامنية والصحية بين الحجاج ممتازة ولم ترد أى بلاغات تفيد بوجود أية حالات وبائية او وقوع حوادث مرورية او امنية ولله الحمد والمنة، مشددا على المسؤولين والموظفين ضرورة التفاني والاخلاص من الجميع لخدمة حجاج بيت الله الحرام. وانتهز سموه هذه الفرصة ليرفع التهاني الى خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني حفظهم الله وحكومة وشعب المملكة والامة الاسلامية بعيد الاضحى المبارك سائلا الله العلي القدير ان يعيده على الجميع باليمن والخير والبركات. وتعد النفرة من عرفات الى مزدلفة المرحلة الثالثة من مراحل تنقلات حجاج بيت الله الحرام في المشاعر المقدسة لاداء مناسك حجهم عبر الطرقات الفسيحة للمشاة والمركبات وقد انتشر رجال الامن والمرور والحرس الوطني والكشافة لمساعدتهم في حين كانت الطائرات العمودية تراقب جميع الطرق على مدار الساعة لضمان عدم حدوث الاختناقات المرورية. وقضى حجاج بيت الله الحرام أمس يوم الحج الأكبر على صعيد عرفات ملبين متوجهين الى الله بقلوب خاشعة متضرعة الى البارئ عز وجل أن يغفر ذنوبهم ويتقبل منهم حجهم وصالح أعمالهم ودعاءهم وقد أدوا صلاتي الظهر والعصر جمعا وقصرا، وخطب فيهم من مسجد نمرة وساحاته التي غصت بالمصلين منذ وقت مبكر من النهار سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء. وحث فضيلته على التمسك بكلمة التوحيد التي كلف الله بها الانسان وحذر من مخالفتها، مشيرا الى أن أصل الدين هي كلمة لا اله الا الله التي من أجلها أرسل الرسل وأنزلت الكتب وقام عليها الجهاد وخلق الله لاجلها الخلائق أجمعين وهي التي تفرق بين الاسلام والكفر والهدى والضلال. وتحدث عن العقيدة الصحيحة للمسلم وحث الحجيج على انتهاز فرصة وقوفهم على عرفات بالدعاء والالحاح فيه. وأكد فضيلته أن الاسلام دين رحمة ومحمد صلى الله عليه وسلم رسول الرحمة وما أرسلناك الا رحمة للعالمين وقد استنقذهم من الفوضى بعد أن كانوا في جاهلية وهذب الاسلام اخلاقهم فلا استقامة لهم الا بالدين الصحيح والعمل الصالح. وتناول سماحة المفتي في خطبته دعوة الامام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله وقال: ان الشيخ محمد بن عبدالوهاب نذر نفسه لدعوة الله وصبر على شظف العيش فكان الامام محمد بن سعود الذي حمل هذه الدعوة مع الشيخ محمد بن عبدالوهاب وجاهدا في سبيل نشر دعوة التوحيد مبينا أن الاعداء تحدثوا في ذلك بما تمليه عليهم نفوسهم وقالوا عن هذه الدعوة أنهم الوهابية وأنهم مكفرون للمسلمين وأنهم ارهابيون. وأكد أن هذه الدعوة المباركة دعوة الاسلام ولا تختلف في المذاهب الاربعة واجماع الامة بل هي دعوة الى جذور الاسلام. وحذر الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ من الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الاسلام وقال: إن العدو كشر عن أنيابه ويحارب ديننا ويسعى جاهدا لابعاد المسلمين عن دينهم .. وأن تمسكهم بدينهم والتزامهم بأحكامه هو الطريق لدحر الأعداء. ودعا فضيلته المسلمين الى أن يوطدوا أنفسهم عند المحن بالصبر والاحتساب ولا يكونوا إمعات ان أحسن الناس أحسنوا وان أساء الناس أساءوا بل يجب على المسلم ان أحسن الناس أحسن وان أساءوا ابتعد عن اسائتهم. وحذر من أولئك الذين يجدون في الفتن مرتعا خصبا لبث شرورهم وبلائهم تحت ستار الوطنية تارة وحماية الحقوق تارة أخرى ويتسمون بالدين لتحقيق مآربهم الخبيثة ومكائدهم في الاسلام وأهله. وأشار الى أن الامة مستهدفة في دينها وأخلاقها واقتصادها حيث يحاول الاعداء زعزعة الدين والتشكيك بثوابته ومسلماته لأن الامة اذا تخلت عن دينها ذلت وهانت، مستشهدا بقوله تعالى كنتم خير أمة أخرجت للناس وقوله تعالى ولتكن منكم أمة يدعون الى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر أولئك هم المفلحون. واضاف أن الامة مستهدفة أيضا في مناهج تعليمها حيث زعم الأعداء أن هذه المناهج تدعو الى الارهاب والضلال.. ومستهدفة أيضا باقتصادها بمحاولة فرض الاعداء التبعية الاقتصادية عليها وربط اقتصادها باقتصادهم، مشيرا الى حقيقة وهي أن المال عصب الحياة لقوله تعالى ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما. ونبه سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ من المخاطر المحيطة بالامة ومحاولات قوى الشر الانقضاض على الامة لاستغلال خيراتها وتفريق شملها. وحث الامة الاسلامية على التكاتف والتعاون وجمع الكلمة في سبيل عز الامة وحفظ كيانها من تسلق الاعداء. ودعا شباب الاسلام الى التمسك بالاسلام لان فيه عزتهم مستشهدا بقوله تعالى فلله العزة ولرسوله وللمؤمنين وحثهم على تعلم الاسلام من مصادره الاساسية كتاب الله وسنة رسوله، كما خاطب الفتاة المسلمة وحثها على طاعة الله ومعصية الشيطان والنفس الامارة بالسوء والتمسك بالحشمة والعفاف. ودعا سماحته رجال الاعلام في العالم الاسلامي الى التصدي للاعلام المعادي ومقارعة الحجة بالحجة ودمغ الباطل بالحق محذرا من السموم التي تبثها بعض القنوات الفضائية التي تبث الحادها وضلالها وفجورها. وذكر سماحته المسؤولين في العالم الاسلامي وصانعي القرار بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم من استرعاه الله رعية فمات يوم يموت وهو غاش لرعيته الا حرم الله عليه الجنة. وقال ان غش الامة هو بعدم تعريفها بدينها وتفقيهها بدينها وحث المسؤولين على اقامة العدل وحماية المسلمين وجعل هذه الامور تقربا الى الله. وحث فضيلته الحجاج على لزوم السكينة في اداء الشعائر ومساعدة الصغير والضعيف والكبير العاجز. ووصف يوم عرفة بأنه من افضل ايام الله لقول الرسول صلى الله عليه وسلم الحج عرفة وقوله ما من يوم اكثر من ان يعتق الله عبيد من الناس من يوم عرفة وانه ليدنو ويباهي بهم ملائكته. واوضح سماحة المفتي العام أن الوقوف بعرفة ركن من اركان الحج وتحدث عن حجة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال في هذا اليوم العظيم وقف نبيكم صلى الله عليه وسلم في هذا المكان واتى عرفة فخطب بها اولا خطبة عظيمة وجيزة حرم بها الدماء والاموال والاعراض وألغى مآثر الجاهلية ومعاملاتها المخالفة للشرع ثم صلى الظهر والعصر جمعا وقصرا باذان واقامتين ثم وقف على راحلته مستقبلا القبلة يدعو الله ويرجوه ويتوسل اليه حتى غربت الشمس.