مضى اسبوعان واهالي قرية الجشة الواقعة في أقصى الطرف الشرقي لمحافظة الاحساء يكابدون مشقة البحث عن قطرة ماء لاستخدامها في استهلاكهم اليومي بمنازلهم وأصبحت مطاردة سيارات بيع المياه شيئا مألوفا بالنسبة لهم حيث تشاهدهم في طوابير عند سيارة بيع المياه بهدف تغذية احتياجاتهم وكافة أفراد أسرهم من الماء. فبئر وخزان المياه الذي يروي سكان القرية واحتياجاتهم المنزلية متوقف عن العمل بسبب عطل فني في مضخة المياه وقد شكا اهالي القرية من عدم اكتراث المقاول وتجاوبه السريع وتفاعله مع هذا الحدث مما اضطرهم للجوء الى فرع وزارة الزراعة بالهفوف (المشرفة على امداد السكان ومنشآتهم بالماء في عدد كبير من قرى الاحساء) للمطالبة باصلاح هذا الوضع عاجلا وقد وعدهم خيرا وطلب منهم الصبر والانتظار وافادهم بانشغال متعهد التشغيل لخزان المياه باصلاح عطل في أحد آبار المياه بقرية أخرى. وأصبح توفير الماء هما ثقيلا على نفوس قاطني الجشة يؤرقهم كل لحظة ويقلق مضاجعهم فهم بين الفينة والاخرى يضطرون للخروج من أجل الحصول على كمية المياه التي يحتاجونها في اليوم مرتين أو أكثر وناشد سكان القرية والبالغ تعدادهم قرابة 9000 نسمة المسئولين وطالبوا بسرعة اصلاح هذا الخلل لضخ الماء بالشبكة وافادوا بعدم كفاية هذا الخزان الوحيد لتلبية احتياجات القرية من الماء والحاجة الماسة لإنشاء بئر أخرى نظرا للتزايد السكاني وضعف الشبكة الحالية وكثرة اعطالها وغير ذلك من أسباب. واشاروا الى وجود ثلاث آبار حفرها عدد من المحسنين في موقعين أحدها وسط القرية والاخران في الجهة الجنوبية وتمت تغطيتها بطبقة خرسانية نظرا لحاجتها الى تركيب غطاسات وربطها بالشبكة للاستفادة منها حيث ان خزانا واحدا لايسد أو يلبي كافة احتياجات أهالي القرية. وعبر عدد من أبناء الجشة عن رغبتهم الملحة في الانتفاع من تلك الابار نظرا لتزايد عدد السكان والتوسع في الرقعة العمرانية. وحكى بعض أهالي القرية عن انزعاجهم وعدم قدرة البعض على شراء الماء من السيارات التي تقوم ببيعه بسبب كلفته المادية وعدم استطاعة البعض ماديا على دفع ما يقارب 100 ريال أو أكثر يوميا لشراء الماء.