استمرارية العمل الصالح بعد المواسم الفاضلة كموسم شهر رمضان (شهر العبادة. والعتق من النار) وموسم الحج.. هذه العبادة البدنية المالية الروحية.. واستمرارية العمل الصالح بعد الأماكن الفاضلة التي يتعبد الإنسان فيها به عز وجل مثل المسجد الحرام والمسجد النبوي.. مشكلة حساسة لدى الكثير من المسلمين المتعبدين.. لذا نجد الشيخ رياض بن عبد الرحمن الحقيل تصدى بالإجابة لكيفية هذه الاستقامة على الأعمال الخيرية التي ترضي ربنا تبارك وتعالى في رسالة تحمل فوائد جمة سماها (كيف استقيم) الجواب المبين في أهمية ووسائل الاستقامة على الدين.. عيشة صالحة بين الشيخ الحقيل في رسالته بأن المواسم التي يزداد فيها الإيمان وتكثر أعمال البر والصلة كالجمع والأعياد - وعاشوراء وليلة القدر - وغيرها من الأيام والشهور الفاضلة.. والتي هي محطات للسمو الروحي والإيماني, والصلة بالحي القيوم وكذلك العيش في أماكن فاضلة تضاعف فيها الأجور والحسنات.. يعيش فيها المؤمن قوي الصلة بربه, تزداد حسناته وتتضاعف.. ولكن المشكلة التي يتساءل عنها الباحث هي: ماذا يكون بعد ذلك. المواصلة أم الانقطاع أشار الحقيل إلى تذكير الخطباء والوعاظ وطلبة العلم (على اهمية مواصلة العمل الصالح بعد المواسم) قائلا: بأن رب رمضان والحرمين هو رب الشهور والأماكن كلها.. قال تعالى: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا) فلا بد من الاستمرارية على فعل الواجبات وترك المحرمات على أقل تقدير. والحرص على النوافل قدر الاستطاعة وترك المكروهات والأولى أن نكون بعد مواسم الطاعات والعبادات أحسن حالا مما كنا فيه قبلها.. فالعبد الصالح يومه خير من أمسه وغده خير من يومه وهذا من علامات قبول العمل كما ذكر سلفنا الصالح رضوان الله عليهم. نقض الغزل حذر الشيخ من نقض الغزل بعد غزله.. وحذر من إبطال العمل الصالح بالرياء والسمعة أو ارتكاب المعاصي والذنوب. وطالب باستمرارية الاستقامة على الشرع في كل زمان ومكان. الاستقامة .. وحفظ الدين بين المؤلف معنى الاستقامة وأهميتها مستدلا على ذلك من الكتاب والسنة. قال تعالى (فاستقيموا إليه واستغفروه) وقال سبحانه يأمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم بالاستقامة (فاستقم كما أمرت) ولا يخفى على مؤمن بأن نبينا صلى الله عليه وسلم هو اعلم الخلق بالله وأتقاهم له وأخشاهم له وأخوفهم منه سبحانه وأكثرهم رجاء لما عنده وأعظمهم حبا له.. ومع هذا كله يؤمر بالاستقامة. والنبي الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم أجاب السائل حينما طلب منه كلمة جامعة نافعة/ بقوله (قل آمنت بالله ثم استقم) وهذا الكلام المختصر جمع امور الدين كلها لان مفهوم الاستقامة يعني: لزوم الأمر, واجتناب النهي, وأداء الفرائض, واجتناب المحارم, مع الإخلاص في كل ذلك لله مع المحافظة على الأعمال الصالحة حتى الممات. فوائد الاستقامة ذكر الشيخ الحقيل خمس فوائد للاستقامة منها فوائد عاجلة (دنيوية) وأخرى (أخروية) ومنها ما فائدته عند الممات. فمن الفوائد الدنيوية للاستقامة: الحياة الطيبة.. وهي السعادة الروحية.. وصفاء النفس.. والأمن في الأهل والمال والمجتمع. وأشار الحقيل إلى تعاسة أولئك الذين يبحثون عن السعادة بعيدا عن (التدين الحق) في المخدرات.. والمسكرات.. وصرف الأموال على أشياء حرمها الله تعالى وبين أنهم لم يجدوا السعادة وإنما جرت عليهم أعمالهم المحرمة الويلات والخسران. قال تعالى (ومن عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة) إذن: إيمان صادق + عمل صالح = حياة سعيدة طيبة. ومن فوائد الاستقامة: حفظ الله تعالى للعبد.. ولماله .. ولأهله.. ويوسع عليه الرزق ومن الفوائد البشارة والتطمين ومغفرة الذنوب ثم المرور يوم القيامة على الصراط.. مرور الكرام كالبرق ونحوه ومن الفوائد: الفوز بالجنة والنجاة من النار.