قال إمام وخطيب المسجد النبوي، الشيخ علي الحذيفي، في خطبة الجمعة اليوم: إن صحائف الشهر المبارك قد انطوت بما فيها ولن يعود يوم مضى، إلى يوم القيامة، مشيراً إلى أن من وفقه الله فيه فليحمد الله على الطاعات والبعد عن المحرمات، وليداوم على الاستقامة. وفي حديثه عن انقضاء شهر رمضان وأحوال العباد من بعده، قال الشيخ "الحذيفي": "الاستقامة أعظم كرامة من داوم عليها حفظه الله من المهلكات وسبق في الآخرة إلى الجنات، بدليل قول الله تعالى: (إِن َّالَّذِينَ قَالوا رَبنَا اللَّه ثمَّ اسْتَقَاموا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا همْ يَحْزَنونَ* أولَئِكَ أَصْحَاب الْجَنَّة خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانوا يَعْمَلونَ).
وأضاف إمام وخطيب المسجد النبوي: "الاستقامة تتضمن أبواب الدين كلها ويدخل فيها كل أمر ونهي؛ فهي تشمل جميع الطاعات ومجانبة كل المحرمات، ولما سأل سفيان ابن عبدالله عن وصية جامعة وقول يجمع له الدين قال عليه السلام: "قل آمنت بالله ثم استقم".
وأردف: لعظم مكانة الاستقامة أمر الله عز وجل بها رسوله عليه الصلاة والسلام شكراً على نعمة النبوة وسنة يقتدي بها أتباعه عليه السلام قال تعالى (فَاسْتَقِمْ كَمَا أمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إنَّه بِمَا تَعْمَلونَ بَصِيرٌ).
وقال الشيخ "الحذيفي": "الله تعالى قد أمر بالمحافظة على العمل الصالح بقوله تعالى (وَاعْبدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِين) وإن أفضل أحوال العبد الاستقامة حيث يتبع الحسنة الحسنة ويبعد عن السيئات وهذه درجة السابقين بالخيرات وأوسط أحوال العبد أن يتبع السيئة الحسنة بالتوبة وبما يكفر الذنوب من العمل الصالح أما أسوأ أحوال العبد الانقطاع عن الأعمال الصالحة وفعل المحرمات".
وأضاف: "عدونا إبليس كان في شهر رمضان مع مردة الشياطين مأسورين ولم يتمكنوا فيه أن يصلوا إلى ما يريدون، فعلى المسلمين ردهم مدحورين خاسرين بالتوكل على الله وتوحيده والدوام على عبادته والاستكثار من الخير وعدم احتقار الذنب مهما صغر وعدم الغرور بالأمل ولا التعويل على فسحة الأجل".
وأردف: "كما مضى رمضان وما قبله من أيام ستمضي الشهور والأعوام؛ فاسعوا إلى الجنة سعيها تدخلوا الجنة دار السلام".