برنامج اجتماعي ممتاز يبث من إحدى القنوات الفضائية , يتحدث من واقع الحياة الاجتماعية يروي أحداثا مأساوية لا يصدقها العقل البشري ولكنها حقيقة وواقع في عالم بعيد عن الإنسانية والضمير. قصة زوج أم يقوم بتعذيب طفل زوجته البالغ من العمر ثلاث سنوات بحرق أجزاء مختلفة من جسمه الصغير وأم الطفل تعترف بمساعدة زوجها وتعترف أيضا للملجأ الذي وضعته فيه بفعلتها الشنعاء دون أي خجل, وأعتقد ان اعترافها خوفا من زوجها المتجبر وحتى لو كان يفترض ألا تكون هي لأنها أم, أما إذا صح الأمر فهذه الأم بلا شك فاقدة العقل والقلب والمشاعر, وكلمة أم منها بريئة, وزوجة أب تقسو على أولاد زوجها وتضربهم ضربا مبرحا ويكافئها والدهم بوضعهم في الملجأ رحمة بها من سلوكهم غير المحتمل مع أنه على قيد الحياة, وفي نظري ليس أصلا في الوجود وأشرف له أن يكون ميتا والغريب في الأمر أن الأم التي ذكرت وزوجها لديهم طفلة تعيش معهما في منتهى السعادة, وأما الأب الذي تحدثت عنه فلديه أولاد من زوجته الجديدة يتمتعون بدفء أحضانه وأحضان أمهم لا في الملاجئ وتحت رحمة العاملين هناك جزاهم الله خير الجزاء؟ أي سلوك مجرم لطفل في الثالثة من العمر يستحق بموجبه الحرق والتعذيب؟ وأي جريمة اقترفها أطفال صغار حتى يحكم عليهم بالعيش في الملاجئ واهلهم أحياء يرزقون الأم تتزوج وتهتم بأولادها الجدد وزوجها, والأب يتزوج ويهتم بالزوجة الجديدة وأطفالها, والضياع مستمر والضحايا كثر لا حول لهم ولا قوة هذه الأحداث في بلد عربي شقيق, أما في فيتنام فقد قرأت أن الشرطة الفيتنامية قالت ان امرأة فيتنامية أجبرت ابن زوجها البالغ من العمر عشر سنوات على خياطة فمه عقابا له على سرقة دولار وستة سنتات وذكر الضابط أن المرأة أعطت الصبي إبرة وخيطا وأمرته بخياطة فمه بعد أن أوسعته ضربا.. وستحاكم المرأة بتهمة إساءة معاملة الطفل. ومثلهما كثيرون في كل مكان ولولا الإعلام ما عرفت مآسيهم ومآسي أخرى كثيرة مشابهة, وتتكرر في كل زمان ومكان حتى هنا حوادث مشابهة لزوجات أب مجرمات أو أزواج أم طغاة كتب على اليتيم أو يتيم التفكك الأسري أن يعيش معهم.. عشت بعضا منها زوج أم طاغية يأتي إلى المنزل فجأة ويرى ابن زوجته يأكل فيشتد حنقه وحقده على البريء ويضربه بكل ما أوتي من قوة وتحاول الأم إبعاده ويفلت الطفل ويجري إلى الشارع دون أن ينظر أمامه فتضربه عربة مسرعة سائقها يطير ناسيا أنه على الأرض ويطير الطفل كالكرة إلى أعلى ثم يرتطم بالأرض جثة هامدة, حادث مروع يتجمع الناس حوله ومنهم الأم المكلومة واللقمة لا تزال في فم صغيرها. وزوجة أب لا تسمح لبنات زوجها بالذهاب إلى المدرسة قبل تنظيف المنزل مهما كانت ظروفهن امتحان أو غيره ويوم الغسيل عطلة رسمية لا يلغيها أي قرار, وطفلة الثامنة دورها في العمل المنزلي تنظيف دورات المياه صباحا وفي البرد القارص, وتدهش المعلمة عندما ترى يدي الطفلة الصغيرة وهي تكتب أشبه باسفنجة مقرحة تملؤها خطوط الطول والعرض مثل خريطة للعالم, وتكتشف المعلمة السبب ولا حول ولا قوة إلا بالله, والغريب أن أختها غير الشقيقة معها في نفس المدرسة وفي منتهى الصحة والعافية, وطفل السابعة يرتدي ثوبا خفيفا يرتعد من شدة البرد وأخوه غير الشقيق كتلة من الثياب لا يرى منه إلا وجهه, والطفلان يخرجان من نفس المنزل وإلى المدرسة وكأن كلا منهما في فصل مختلف من فصول السنة, حوادث كثيرة للمعذبين في الأرض دون ذنب جنوه اللهم إلا التفكك الأسري أو اليتم الذي ليس لهم يد فيه, أبرياء تعرضوا للظلم والعدوان وعدم مراقبة الله في معاملاتهم والخوف منه, (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون إنما يؤخرهم ليوم تشخص فيه الأبصار) وفي الحديث (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) فليتق الله القاسية قلوبهم وليخافوه قبل أن يحاسبوا (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) وليس شرطا أو قاعدة أن تكون جميع زوجات الأب أو أزواج الأمهات على هذا النحو فمنهم من يخشى الله ويراقبه ويراعي الضمير وهم كثيرون ولله الحمد والدليل على حسن معاملتهم للأمانة هو حب هذه الأمانة لهم, خاصة الصغار لأن الصغير لا يعرف كيف ينافق أو يكذب.