مصداقا لقول رب العزة والجلال في محكم تنزيله الشريف: (الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فان خير الزاد التقوى واتقون يا أولي الألباب) فان هذا الموسم الجليل يتطلب من حجاج بيت الله التضرع لمولاهم بصادق الدعاء والتزام السكينة في هذه الأجواء الروحانية التي يفترض ان يكون فيها العبد قريبا من خالقه ليستجيب أدعيته ويغفر له ذنوبه ويرزقه من حيث لا يحتسب, وازاء ذلك فان سمو ولي العهد أكد أثناء ترؤسه جلسة مجلس الوزراء المعقودة بعد ظهر يوم الاثنين الفائت في معرض حديثه عن حج هذا العام وترحيبه بضيوف الرحمن الذين وفدوا إلى هذه الديار المقدسة من كل فج عميق لتأدية الركن الخامس من أركان عقيدتهم الإسلامية السمحة, أكد سموه على أهمية امتثال ضيوف الرحمن لأوامر الله سبحانه وتعالى في اداء هذا الركن والبعد عن كل ما يكدر صفو الحج أو يؤثر على أداء الحجاج مناسكهم, وتلك وصية تكررها قيادات المملكة في كل موسم حفاظا على سلامة الحجاج واستقرارهم وأمنهم, واستنادا الى فحوى خطة حج هذا العام 1423ه وما وضع من استعدادات وتجهيزات وترتيبات مبكرة من كل الجهات المعنية ذات الاختصاص لاستقبال ضيوف الرحمن, استنادا لفحوى تلك الخطة فان موسم حج هذا العام سوف يحقق بإذن الله كغيره من المواسم السابقة نجاحا كبيرا يضاف الى سلسلة النجاحات التي تؤكد من جديد ان قيادات هذا الوطن منذ عهد المؤسس الملك الراحل عبدالعزيز رحمه الله ومرورا بمختلف العهود لم يألوا جهدا في بذل كل ما في وسعهم لخدمة بيوت الله والسهر على راحة الحجيج, وقد بلغ هذا السعي ذروته في عهد خادم الحرمين الشريفين حفظه الله حيث شهدت الأماكن المقدسة مشروعات توسعة عملاقة لم تشهدها طيلة تاريخها المديد, وقد أدى ذلك الى تسهيل أداء هذه الفريضة أمام ضيوف الرحمن من داخل المملكة وخارجها.