يتوقع أن يدعم الرئيس الأمريكي مشروع مبادرة الدفع النووي الذي يعرف باسم بروميثيوس في خطابه المقبل عن حالة الاتحاد المقرر في الثامن والعشرين من الشهر الجاري أو عندما يقدم موازنة العام المالي 2004 إلى الكونجرس. ومن المقرر ان يصدق الرئيس الأمريكي جورج بوش على استخدام الطاقة النووية لاستكشاف كوكب المريخ والانطلاق إلى ما هو ابعد من النظام الشمسي .ويعتقد أن الرئيس سيمنح المبادرة مبلغ مليار دولار على مدى خمس سنوات، على أساس أن الدفع بالطاقة النووية يمثل تقنية هامة في استكشاف الفضاء سواء كان بواسطة رواد من البشر أو بمركبات غير مأهولة. الأمر سيحتاج إلى استثمارات ضخمة ويقول المؤيدون إن الطاقة النووية يمكن أن تغير من طبيعة استكشاف الفضاء، ولكنهم يضيفون أن هذا الأمر يستغرق سنوات طويلة وقدرا كبيرا من الموارد. ويقول " جيم جافين" كبير الباحثين بوكالة الفضاء الأمريكية ناسا لكوكب المريخ إن وكالة الفضاء ملتزمة بمتابعة هذا الحلم الذي يمكن أن يثمر عن استكشاف أماكن لم يسبق التطلع إليها في الكون . وتعد مبادرة الأنظمة النووية الجديدة، التي أطلقت العام الماضي حيوية لكونها الأسلوب الوحيد لاستكشاف أعماق الفضاء وإرسال رواد إلى المريخ. رحلة استكشاف زحل وقمره قوبلت بمعارضة لاستخدامها الطاقة النووية وأشار شين أوكيف مدير وكالة ناسا إن الوكالة تتبع جدولا صارما وطموحا ليس فقط لتطوير القدرات للدفع النووي للمركبات الفضائية ولكن أيضا لاستخدام هذه التقنية في غضون عقد واحد فقط. إلا أن المسؤولين بقسم العلاقات العامة بالوكالة قللوا من جدية هذه التصريحات. يذكر أنه من الناحية النظرية فإن الدفع بالطاقة النووية يعد أكثر قدرة على تحقيق سرعات أعلى و مسافات ابعد من الوقود التقليدي، وباستخدام قدر اقل بكثير من الوقود. ويقول العلماء إنه باستخدام التقنيات المتاحة بالوقود التقليدي فإن الأمر يستغرق ستة أشهر على الأقل للوصول إلى كوكب المريخ، بينما يمكن باستخدام التقنية النووية اختصار هذه الفترة إلى شهرين فقط. ويقول المؤيدون لتلك الفكرة إن استخدام الطاقة النووية سيؤدي إلى تخفيض حجم الأطعمة والمشروبات والأكسجين وغيرها من لوازم الإعاشة الضرورية لتوصيل إنسان إلى المريخ، إضافة إلى ضرورة الاعتماد على تقنيات إعادة استخدام المخلفات التي هي لاتزال قيد التطوير في الوقت الحالي. ولكن من المتوقع أيضا أن تثور معارضة شديدة من قبل المعارضين للاستخدامات النووية للطاقة من دعاة حماية البيئة، الذين عارضوا استخدام البلوتونيوم لتوليد الكهرباء لتشغيل المعدات والأجهزة في رحلة أطلقت لاستكشاف كوكب زحل عام 1997.