اعلن مسؤول أمريكي ان الولاياتالمتحدة لا تنوي مطالبة مجلس الامن بفرض عقوبات فورية على كوريا الشمالية التي تتهمها بأنها اخلت بتعهداتها النووية فيما تتوالى التكهنات حول الاسراع في نقل هذا الملف الى الاممالمتحدة. وتسعى الولاياتالمتحدة منذ ايام الى حمل مجلس حكام الوكالة الدولية للطاقة الذرية المؤلف من 35 عضوا على نقل القضية الى مجلس الامن الذي يستطيع فرض عقوبات على بيونج يانج. وقال المسؤول في وزارة الخارجية الامريكية الذي طلب عدم الكشف عن هويته ان الهدف هو افهام الكوريين الشماليين بوضوح انهم هم الذين تسببوا في تفجير هذه المشكلة الدولية. واضاف هذا هو سبب نقل الملف الى مجلس الامن. وهذا لا يعني اننا سنتجه فورا الى فرض عقوبات محذرا من الاستنتاجات المتسرعة. وفي فيينا قال المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية مارك جوزديكي ان حكام الوكالة لم يتوصلوا بعد الى اتفاق على هذا القرار. وكان المسؤول الامريكي عن مراقبة التسلح جون بولتون قد اعلن امس الاول في ختام محادثات استمرت يومين في سيول ان الملف النووي الكوري الشمالي سينقل قريبا الى مجلس الامن. وردت كوريا الشمالية انها ستعتبر اي عقوبة يفرضها مجلس الامن اعلان حرب. وكان وزير الخارجية الامريكي كولن باول قد اعرب عن اعتقاده بأن جهودا دبلوماسية دولية من شأنها تحقيق تقدم في الملف الكوري الشمالي لكنه اعترف بأنه لا يتوقع حلا فوريا لهذه الازمة. وأكد مسئولون أمريكيون صباح أمس الخميس أن الجهود الدولية الرامية إلى دفع كوريا الشمالية إلى التخلي عن برنامج التسلح النووي والعودة للالتزام بالاتفاقيات النووية الدولية تحرز بعض التقدم وأن بيونج يانج أظهرت دلائل مرونة. وتجنب المسئولون إيضاح هذا التقدم ولكنهم كرروا القول أن واشنطن لا تزال راغبة في فتح محادثات مع بيونج يانج بشأن كيفية استئناف تنفيذ التزاماتها الثنائية والمتعددة الاطراف. وصرح وزير الخارجية الامريكي كولين باول للصحفيين أشعر بارتياح لاننا نحرز بعض التقدم، ولكني لا أعتقد أن في وسعي أن أتوقع إنجازا هائلا. وأضاف إني واثق من أنكم ستفهمون جميعا أن التفاوض مع الكوريين الشماليين عملية صعبة وشاقة للغاية. وأشار باول إلى عدد من القنوات في هذه العملية، بما في ذلك مبعوثون من روسيا وأستراليا والاممالمتحدة زاروا بيونج يانج مؤخرا ومحادثات مباشرة بين كوريا الجنوبيةوكوريا الشمالية. وقد طغت قضية كوريا الشمالية على محادثات كثيرة لباول مع وزراء خارجية آخرين على هامش اجتماع مجلس الامن الاثنين الماضي. وتمارس الولاياتالمتحدة ضغوطا كي يطرح مجلس الامن للمناقشة انسحاب كوريا الشمالية من معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية وإن كان مسئولون قد أعلنوا أنهم لن يصروا على توقيع عقاب دفعة واحدة. وأشارت واشنطن إلى بعض دلائل المرونة في البيانات الكورية الشمالية الاخيرة حسبما قال مسئول أمريكي كبير طلب عدم ذكر اسمه. ورفض المسئول الادلاء بمزيد من التفاصيل، وقال لا نزال ننتظر تأكيدات لرغبتهم في البدء في مفاوضات. وتعكس القنوات الدبلوماسية المتنوعة التي تحدث عنها باول معارضة الولاياتالمتحدة لرغبة بيونج يانج في أن تجعل من القضية النووية موضوع خلاف ثنائي بين كوريا الشمالية وبين الولاياتالمتحدة. وأضاف المسئول إن هدفنا هو أن يفهم الكوريون الشماليون أن هذه مشكلة دولية اختلقوها لانفسهم.