نيابة عن صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني افتتح صاحب السمو الملكي الامير سلمان بن عبدالعزيز أمير منطقة الرياض امس ندوة اجتماعية بعنوان (ماذا يريد المجتمع من التربويين وماذا يريد التربويون من المجتمع) التي تنظمها وزارة المعارف بمركز الملك فهد الثقافي بالرياض وتستمر ثلاثة أيام. وفي كلمة سمو ولي العهد التي ألقاها سمو الأمير سلمان وصف سموه هذه المناسبة بأنها من الفعاليات المهمة التي يلتقي فيها مواطنون من مختلف شرائح المجتمع جاءوا وقد وحدتهم الاهداف والغايات التي يسعون اليها وينشدونها من المؤسسة التعليمية. وقال سموه ان أهم هذه الاهداف اعداد الانسان المؤمن الصالح الذي يحمل في قلبه الولاء لوطنه والحب لمواطنيه.. الانسان الذي يعشق العمل الدؤوب حتى يتمكن المجتمع من استثمار طاقات أفراده بالصورة المثلى التي تصل بنا الى ما نريد فيكون من ثمار ذلك نمو الاقتصاد وازدهار التنمية في شتى المناحي. وطالب التربويين رجالا ونساء بأن يعوا أهمية رسالتهم السامية وأن لا يدخروا وسعا في السعي الى تحقيقها محتسبين الاجر عند الله تعالى في اعداد جيل المستقبل الذي يفقه دينه ويعمل به ويعتز بالانتماء اليه .. وأن يكون هذا الجيل .. في الوقت نفسه .. مالكا لناصية التقنية مشاركا في صنعها مزاحما بالمناكب الامم الاخرى في ميادين العلم والمعرفة لتتبوأ أمته ووطنه المنزلة الرفيعة المشرفة. كما طالب سموه المجتمع بكافة مؤسساته وأفراده بأن يسعى هو الاخر في دعم مؤسسات التعليم لأن التربية والتعليم رسالة مشتركة بين الجميع لا يمكن لجهة بمفردها أن تحمل أعباءها وتحقق أهدافها كما لا يمكن للجندى المجاهد أن ينفرد بأداء واجبه ما لم يكن من خلفه من يصنع ذخيرته ويعد عدته. وفي كلمته في حفل الافتتاح، أكد معالي وزير المعارف الدكتور محمد بن أحمد الرشيد أن معشر التربويين يشعرون بثقل الامانة الموضوعة في أعناقهم فهم مؤتمنون على أنفس ما تملكه الامة فلذات أكبادها ونحن مسؤولون عن هذه الامانة في الدنيا والاخرة .. لذا نبذل قصارى جهدنا في حدود وسعنا لاعطاء هذه الامانة حقها. وقال د. الرشيد: اننا في هذه الندوة نريد أن نجتمع ونستمع الى شرائح تمثل المجتمع بكل فئاته لنسمع منهم المزيد ونعرفهم بواقع المؤسسات التربوية وما تم فيها من نجاح بتوفيق الله ثم بدعم أولياء الامر وما لا يزال موجودا من أمور تحتاج الى المزيد من التطوير ونستعرض العقبات ان وجدت ونتلمس سويا الحلول لها، مشيرا الى مسؤولية البيت في تربية النشء. واضاف ان التربويين يريدون أن يعي المجتمع أننا أصحاب رسالة ندرك أعباءها وأن الخطوات التطويرية والتنظيمية لا تتخذ جزافا انما هي نتيجة دراسات وتأملات ومناقشات مختصين مخلصين يرون في أغلب الاحيان بحكم موقعهم القريب وبحكم المهنة والممارسة مالا يراه الاخرون الذين لا يمارسون وليسوا أهل تخصص. وأكد معاليه أن دور المجتمع يجب أن يكون أكثر ايجابية وأن يسعى كل مقتدر في مجال اقتداره من أجل سد الثغرات وتطوير المدرسة ماديا ومعنويا مطالبا أفراد المجتمع بألا يصدروا أحكامهم جزافا وأن يكون نقدهم قائما على الحقائق لا على اتباع الظن حتى لا يشعر التربويون بالاحباط نتيجة لعدم تقدير ما يقومون به. وتطرق معاليه الى دور العلوم الأساسي في تقدم المجتمعات قائلا: اننا حين ندير ظهورنا للعلوم الحديثة نأخذ في التراجع عن ركب الامم القوية وليس هذا الكلام الا توكيدا لما يصرح به خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز - حفظه الله- في مناسبات كثيرة ويعلنه صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ويؤكده صاحب السمو الملكي الامير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني. كما ألقى رئيس مجلس ادارة الاكاديمية الاسلامية للعلوم في الاردن الدكتور عبدالسلام المجالي كلمة اوضح فيها ان العلاقة بين المجتمع ومؤسسات التربية والتعليم شهدت في العقود الاخيرة نشاطات متعددة حيث تميزت بالتوجه الى العولمة بشتى اشكالها الاقتصادية والسياسية والتربوية وانتهت هذه الفترة بثورة في تكنولوجيا المعلومات. واشار الى ان هذه التطورات تشكل بمجملها دافعا لمرحلة اعادة تقييم الذات واعادة النظر بمفاهيم وقيم ترسخت لدينا في محاولة لاستشراف افاق مستقبلنا والامة في خضم هذه الاحداث المتتالية. وافاد د. المجالي أن التعليم والتعلم هما التفاعل الفكري والسلوكي الذي يتم اولا بين الطلبة انفسهم من كل الفئات ثم بين الاساتذة من مختلف التخصصات ثم بين الاساتذة والطلبة ثم بين مؤسسة التعليم والمجتمع. وأوضح أن العملية التربوية تمثل منظومة كاملة من ثلاث مراحل فالمرحلة الاولى تتكون من الاسرة والبيت والثانية هى المدرسة والثالثة هما المجتمع .. ومن حق التربويين على مجتمعهم ان يوفر لهم كافة المستلزمات وادوات التأثير الايجابي واطلاق قدراتهم الخلاقة لينهضوا بالتربية والتعليم في مجتمعاتهم. وفي كلمة اللجنة المنظمة التي ألقاها وكيل وزارة المعارف للتعليم الدكتور خالد العواد أشار الى أن هذه الندوة تأتي في سياق حرص حكومة خادم الحرمين الشريفين - حفظه الله- على دعم التربية والتعليم منذ ان كان أيده الله وزيرا للمعارف وتعقد ضمن سلسلة مشروعات تطوير التعليم في بلادنا. واوضح ان هذه الندوة ندوة تساؤلات واستفهامات وندوة شراكة وتحديث ومؤازرة متسائلا: ماذا يريد المجتمع من التربويين .. وماذا يريد التربويون من المجتمع .. هل هو سؤال في التربية ام سؤال في التنمية ام سؤال في التغيير .. انه سؤال في كل ذلك. وقبل انتهاء حفل الافتتاح قام سمو أمير الرياض بجولة في المعرض المصاحب للندوة حيث شاهد سموه عددا من الصور والمطويات التي تحكي المشروعات التطويرية للوزارة. وحضر حفل الافتتاح رئيس المنظمة العربية للتربية الثقافة والعلوم المنجى ابو سنينه وعدد من اصحاب الفضيلة العلماء والمفكرين وعدد من المسؤولين وأولياء أمور الطلبة. تلاميذ يؤدون بعض الأناشيد خلال حفل الافتتاح