كانت تهمة الشيوعية سيفا مسلطا على الرقاب وتهمة تلصق حتى بالذين لا يعرفون معنى الشيوعية عن طريق الشكاوى الكيدية نتيجة أي خلاف شخصي أو لمجرد الحقد والحسد، كان هذا هو حال البلاد العربية في الستينات الميلادية وما تلاها الى أن انهارت الشيوعية وطويت صفحة المعسكر الشرقي، ووحدهم بعيدو النظر الذين كانوا يعرفون أن الشيوعية تحمل بذور فنائها، لأنها قامت على الحديد والنار واستعبدت الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا، وتمددت الى دول كانت تنعم بالحرية والرخاء، فتحولت الى سجون كبرى، نزلاؤها الشعوب، وجلادوها سدنة الكرملين واتباعهم، وتلك صفحة طويت غير مأسوف عليها. ومع تباشير انهزام الشيوعية، بدأت العلمانية تسفر عن وجهها القبيح، وتبرز أنيابها الحادة، وتحاول أن تنهش العقيدة وتنال من أعلامها البارزين، لكن هذا الوباء اشتدت وطأته بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، فقام العلمانيون بنفس الدور الذي كان يقوم به الشيوعيون ضد الاسلام والمسلمين، وولد النفور العام من هذا المبدأ خطأ كان لصيقا بالشيوعية، فأصبح لصيقا بالعلمانية، وهذا الخطأ هو اتهام بعض الشخصيات بالعلمانية دون سند، وترديد هذه التهمة ضدهم دون وجه حق، حتى أصبحت العلمانية ذلك السيف المسلط على الرقاب، والتهمة الملصقة حتى بالذين لا يعرفون معنى العلمانية، ولم يعد مستغربا في أحاديث الناس ان يقال عن الشاعر فلان أو الأديب علان أنه علماني حتى لدى من لا يربطهم به أدنى سبب للثأر أو الحقد أو الانتقام. علماني.. تهمة سمعتها ضد أشخاص أعرفهم، وأعرف استقامتهم وبعدهم عن هذه التهمة الباطلة، فلا أملك إلا أن أقول: - لا حول ولا قوة إلا بالله-. هل بلغ بنا الجهل بعواقب مثل هذه التهم هذا الحد الذي يبيح أن نلقي التهم جزافا؟ وهل يجهل هؤلاء المغتابون أنهم عرضة للاغتياب، ليتجرعوا من نفس الكأس التي حاولوا أن يسقوها لغيرهم؟ وهل يليق بالمسلم أن يتهم أخيه المسلم بمثل هذا الاتهام رغم خطورته؟ قليلا من الوعي أيها المتحاملون على غيركم مهما كانت الأسباب، وقليلا من الوعي يامن ترددون هذه التهمة كالببغاوات التي تردد كلاما لا تعرف معناه. والله المستعان