المجالس البلدية في دورتها الأولى في معرض الكثير من المراجعة و النقد للتعرف على أوجه نجاحها أو فشلها. إن التحليل لهذه التجربة لا يمكن حصرها في أداء المنتخبين أو اللائحة التنفيذية أو العلاقة المتشنجة بين المجالس البلدية والجهات التنفيذية في البلديات. إن أحد أهم الجوانب الجديرة بالنظر والمعالجة هو الدور الذي لعبه المعينون في هذه المجالس . كما نعلم أن نصف المجالس البلدية يأتون بالانتخاب والنصف الآخر يتم تعيينهم من قبل الجهات المختصة في الوزارة. إلا أن آليات التعيين والشروط اللازمة في اختيارهم غير واضحة. فقد تكون عبر تقديم بعض المعنيين بالشأن العام قوائم من رجال الأعمال أو الناشطين أو المختصين للجهات المعنية. لقد تركز نقد الناقدين على أداء الأعضاء المنتخبين في المجالس البلدية وقد حمل الكثير من هذه الكتابات هؤلاء الأعضاء الذين وصلوا لهذه المجالس بفضل أصوات الناخبين التقصير الأكبر في عدم تحقيق الكثير من الإنجازات والخدمات التي عقدت آمال الناخبين عليها. ان قضية الدوار ومفهوم الانضباط ليس الا احد العشرات من الظواهر والعلامات الدالة على حجم المسافة بين ما نظن عن أنفسنا من التمدن وماهي حقا عليه. إلا أن أداء الأعضاء المعينين لم يحظ بالكثير من التحليل والمراجعة. إن القصور الذي يشاهده المراقبون لأداء المجالس البلدية لايمكن أن يتفرد به الأعضاء المنتخبون فقط بل إن المعينين يتحملون نصيبا من ذلك. اذا لهم حق التصويت والصلاحيات كالعضو المنتخب. و يثار في ظل هذه الحقائق الكثير من التساؤلات حول حقيقة أداء المعينين في المجالس البلدية. فما هو حجم الإسهام الذي حققه هؤلاء في إنجاح الكثير من المشاريع التي طمح لها المواطنون؟ هل كان ولاء المعينين لمصالحهم الذاتية خصوصا أن أكثر المعينين هم من رجال الأعمال؟ ماهو حجم المساهمة للمعينين جنبا إلى جنب المنتخبين في إضفاء المزيد من الصلاحيات الرقابية على الجهاز التنفيذي في البلديات؟ ماهي طبيعة العلاقة القائمة بين المعينين والجهاز التنفيذي للبلديات؟ إن القراءة الأكثر دقة لأداء المجالس البلدية السابقة قد لا تكتمل دون الإجابة على هذه التساؤلات. والأكثر من ذلك لكي يكون أداء المجالس البلدية القادمة بمستوى الطموح فالضرورة ملحة في معرفه الأدوار التي يلعبها الأعضاء المنتخبون والمعينون في هذه المجالس. إن المضي في هذه القراءة قد يلح على الجهات المختصة مراجعة مسأله التعيين لمزيد من الوضوح حول المعايير.والآليات التي تمكن المعينين الأكثر كفاءة وجدارة حضورا في هذه المجالس. [email protected]