شن مسؤول فلسطيني رفيع هجوما على مؤتمر لندن الذي عقد الثلاثاء الماضي مشككا بنوايا الحكومة البريطانية، وقال إن بريطانيا تحاول التغطية على موقفها من العراق بإعلان اهتمامها بالمصالح العربية. وأكد عزام الاحمد وزير الأشغال العامة وعضو المجلس الثوري لحركة فتح أن المؤتمر الذي دعت إليه حكومة بلير لم يكن سيأخذ ذلك الزخم الإعلامي لولا منع شارون لأعضاء الوفد الفلسطيني من الذهاب الى بريطانيا واستعاضوا عن ذلك بالمشاركة عن طريق الأقمار الصناعية وقال الاحمد أن مؤتمر (التفكير البريطاني) ما هو إلا محاولة لرشوة العرب والفلسطينيين لإظهار وجود اهتمام بريطاني بالمصالح العربية وللتغطية على موقف لندن من المسألة العراقية مشيرا الى أن هذا الاهتمام مزيف. وقال الاحمد الذي عمل سفيرا لدولة فلسطين في بغداد ان الحرب على العراق ستنعكس بالكارثة على الشعب الفلسطيني والامة العربية وفي هذه الحالة ما هي فائدة الرشاوى الشكلية البريطانية (في اشارة الى مؤتمر لندن) التي لا يترتب عليها أي نتائج مادية لصالح الشعب الفلسطيني ولصالح استرجاعه لحقوقه وإنهاء الاحتلال الجاثم على أرضه. وفيما يتعلق بالهدنة التي اقترحتها القاهرة عبر اللواء عمر سليمان مدير المخابرات المصرية والتي قيل ان الرئيس ياسر عرفات قد وافق عليها فقد علق الاحمد بالقول ان حكومة شارون لن ولم تلتزم باي هدنة لا الان ولا في المستقبل واعتقد انه وبغض النظر عن موقف الشارع الفلسطيني الذي يتحرك دائما وفق العواطف اقول ان شعبنا سيتفاعل ويرحب باي نتائج ملموسة تعود على قضيته ووضعه بشكل ايجابي. واشار الاحمد الى انه واثق تماما ان موقف السلطة الوطنية والقيادة الفلسطينية من قضية الهدنة ينسجم مع المصالح الوطنية للشعب الفلسطيني بالتالي لو حصل واستجابت اسرائيل فان ذلك سيصب في مصلحة الشعب الفلسطيني وانطلاقا من النقطة الاخيرة التي ذكرها الاحمد يرى ان اسرائيل لن تستجيب للهدنة. وحول الحرب الاميركية البريطانية على العراق وما ستعكسه على الشعب الفلسطيني اكد الاحمد في تصريحاته للبوابة ان الشعب والقيادة الفلسطينية ضد العدوان على بغداد تحت أي ذريعة، واوضح ان حربا على العراق ستعكس آثارا سلبية خطيرة على الفلسطيني وقضيته الوطنية، واضاف اننا نعارض هذه الحرب ولن نقبل بها بل وندعو الى توحيد الجهد العربي الرسمي من اجل منع وقوعها فنتائجها ستكون كارثية ليس على الشعب الفلسطيني فحسب انما على الامةالعربية برمتها. ولم يستبعد الوزير الفلسطيني ان يقدم شارون على خطوة وصفها بالحمقاء تتمثل في اقتحام مقر الرئيس الفلسطيني في ظل انشغال العالم بالحرب الغربية على العراق وقال ان هذا الرجل (شارون) له تاريخ اسود وتفكيره الدموي يجعلنا لا نستبعد أي تصرف يصدر منه وقال انه متعطش للدماء الفلسطينية ويسعى الى تدمير آمال الشعب الفلسطيني المتمثلة في اقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس .