مما لا شك فيه، وكما يتوقع الكثير من المراقبين والمحللين السياسيين، فإن مفتشي الأممالمتحدة المتواجدين الآن في العراق لن ينجحوا في العثور على أسلحة الدمار الشامل على الأراضي العراقية. ولكن يتوقع الأمريكيون ومع بداية مرحلة استجواب العلماء العراقيين أن ينجحوا في إقناع واحد منهم على الأقل أن يفتح فمه ويكشف أسرار العراق بخصوص أسلحة الدمار الشامل وأنواعها. ويجدر أن نذكر، أن الولاياتالمتحدة قررت منح العلماء العراقيين الراغبين في إفشاء أسرار أسلحة الدمار الشامل التي يحتفظ بها نظام الرئيس صدام حسين طريقا سريعا للحصول على الجنسية الأمريكية. وينص قانون الهجرة الخاص بالعلماء العراقيين لسنة 2002 الذي صادق عليه مجلس الشيوخ على منح 500 عالم عراقي من الذين يوافقون على إفشاء معلومات مهمة عن برامج بلادهم التسليحية بطاقة الهجرة الأميركية الخضراء. ومع استمرار المفتشين في القيام بمهامهم، يبدو أن طبول الحرب بدأت تقرع بشكل مدوِّ، خاصة وأن الولاياتالمتحدة وحليفاتها التقليدية بريطانيا بدأتا تنفيذ آخر مرحلة من التحضيرات والحشد للقوات التي ستشارك في شن الهجوم على العراق. ويعتقد الكثير من المسؤولين الأميركيين أن القيادة العراقية لا تتعاون بالشكل المطلوب مع المفتشين وأن الحرب قادمة لا محالة. ومن جهة ثانية تبذل الولاياتالمتحدة وأجهزة استخباراتها المتنوعة الكثير من الجهد للبحث عن العالمة رحاب طه التي تعتبر أهم شخصية ساهمت في إنشاء ترسانة العراق من الأسلحة غير التقليدية خاصة الجرثومية منها. رحاب المعروفة لدى الاستخبارات الغربية باسم (دكتورة جيرم) ( دكتورة الأسلحة الجرثومية) قامت - وكما يدعون في الغرب - بإنتاج كميات من الأسلحة الجرثومية كافية لقتل سكان الأرض مرتين. وتعتبر الاستخبارات الأميركية العالمة رحاب أحد التهديدات الكبيرة ضد أمنها بعد نهاية فترة الحرب الباردة، لذا يتوجب العمل وبسرعة على (الاهتمام) بها. في عام 1979، دخلت رحاب بريطانيا بتأشيرة طالبة ودرست هناك علم السموم وحصلت على شهادة الدكتوراة من جامعة (إيست أنغليا) في نوريتش حيث درست علم الأحياء مع التركيز على الأمراض المعدية، وذلك حسب ما نشرته صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية. ويقول الدكتور جون تيرنر أحد المدرسين السابقين لرحاب "إن تلك الفتاة العراقية رحاب كانت طالبة متفوقة، أنا أشعر بالصدمة ولا أصدق أنها استغلت تفوقها العلمي لتدمير البشرية. وعند عودة رحاب للعراق في عام 1980 التقطتها أذرع صدام حسين وعينها مديرة أبحاث الأسلحة الجرثومية حيث كان هدفها إنتاج جراثيم وبكتيريا تسبب أمراضا مميتة لاستعمالها ضد أعداء العراق. وحسب خبراء الحرب، فإن (الحرب الجرثومية) تعتبر بمثابة السلاح النووي للدول غير المتقدمة حيث بالإمكان التسبب في قتل الملايين دون إنفاق ملايين الدولارات على عملية البحث والتطوير واستعمال التقنية العالية. فالأسلحة الجرثومية نسبيا يمكن إنتاجها بكميات كبيرة وبسهولة دون الحاجة إلى معدات متطورة . ويعتقد المراقبون أن صدام حسين لن يتردد باستعمال مثل هذه الأسلحة لضرب دول مجاورة له مثل الكويت أو ضرب وسحق معارضه داخلية قد تظهر. وحسب تقارير استخبارية فإن (دكتورة جيرم) وطاقما مكونا من 100 عالم عراقي يعملون معا في مختبرات سرية حيث يقومون بتطوير فيروسات وبكتيريا قاتلة لاستعمالها ضد بني البشر. وحسب تقديرات الأممالمتحدة فإن العالمة رحاب نجحت في إنتاج كميات كبيرة من الأسلحة الجرثومية منها 8400 لتر من فيروسات الجمرة الخبيثة ( أنثراكس) حيث أن هذه الكمية كافية لقتل كل البشر في العالم الغربي. أضف لذلك فإن رحاب، وهي أم لبنت شابة، نجحت في إنتاج 19 ألف لتر من البيتولينيوم ( وهي مادة سامة تؤدي لانتفاخ اللسان وبالتالي خنق الضحية) حيث ان كمية قليلة جدا من هذه المادة قادرة على قتل الكثير من الناس. وحسب ما ذكرت صحيفة (نيويورك تايمز) في مقال نشرته اخيرا، فأن العالمة رحاب أنتجت أيضا ألفي ليتر من مادة الفلاتوكسين التي تقوم بتدمير نظام المناعة في الجسم وتسبب تفشي الأمراض الخبيثة مثل السرطان . كذلك نجحت رحاب في إنتاج غاز الغانغرين الذي يؤدي ببساطة إلى ذوبان وسقوط جلد الشخص. وفي أول جولة لمفتشي الأممالمتحدة تم تصوير حيوانات قامت العالمة رحاب بإجراء التجارب عليها. حيث ان هذه الحيوانات كانت مشوهة بشكل لا يوصف، الأمر الذي منع المفتشين من نشر هذه الصور. ولكن وحسب مصادر إسرائيلية فقد أجريت تجارب على الآدميين حيث تم استعمال الأسرى في السجون العراقية خاصة من الإيرانيين كفئران تجارب لفحص فعالية وتأثير الأسلحة الجرثومية. هذا والتي الكثير من المساجين حتفهم نتيجة لأمراض غريبة ونتيجة لاستنشاقهم غازات سامة. لو لم يقم الجنرال العراقي حسين كمال نسيب صدام حسين بفتح فمه عند هربه للأردن وإخبار العالم عن تلك التجارب، لما كان أحد سيعلم عنها. ولكن حسين لم يستطع أن يدلي بشهادته كاملة حيث تم قتله على يد عناصر موالية لصدام حسين. هذا ويعلم مفتشو الأممالمتحدة أن العراق نجح وبمساعدة العالمة رحاب في إنتاج كميات كبيرة من الأسلحة الجرثومية، ولكن إيجادها سيكون مثل البحث عن إبرة في كوم من القش. أضف لذلك فإن العالمة رحاب هي زوجة عامر رشيد وهو مسؤول كبير في الإدارة العراقية حيث بإمكانه تحذير زوجته وإعطاؤها الوقت الكافي للتخلص من الأدلة التي قد تكون بحوزتها. وهنا لا بد لنا أن نذكر أن الكثير من الأوساط النفطية في العام فوجئت بقرار صإعفاء' وزير النفط عامر رشيد من منصبه في بداية شهر كانون الثاني/يناير، وفيما بررت بغداد القرار ببلوغ الوزير السن القانونية قدمت مصادر دولية أسباباً أخرى لما تعتبره اقالة' بسبب تداعيات قضية إلغاء العقود مع شركة صلوك اويل' الروسية. وقال مصدر نفطي دولي مطلع أن سبب تغيير وزير النفط قد يكون له صلة بزواج الوزير السابق مع رحاب ، ولذلك فأن إقالته ستخدم صدام عن طريق إبعادهم عن الصحافة الدولية ومفتشي الأممالمتحدة. ومما لاشك فيه أن التحضيرات لشن حرب شعواء ضد بغداد ونظام صدام حسين تبدو وكأن القوى العظمى في العالم تخطط لشن حرب للتخلص من امرأة عراقية منفردة تعتبرها أخطر امرأة في العالم. طالبة عراقية تراجع دروسها على خلفية التفتيش