في سياق الحرب النفسية التي يشنها الجيش الأمريكي على العراق، بدأ الجيش الأمريكي ووكالات حكومية أمريكية مؤخرا حملة لإرسال الملايين من رسائل البريد الإليكتروني للعراق.. وقد أدت مناوشات على شبكة الإنترنت بين العراقوالولاياتالمتحدة إلى منع بغداد وصول رسائل إلكترونية قادمة من الأراضي الأمريكية. وكانت تلك الرسائل المكتوبة باللغة العربية قد بعثها البنتاجون إلى قادة عسكريين ومدنيين في العراق يحاول فيها تأليبهم على الرئيس صدام حسين. وقد بدأت واشنطن حملة حرب نفسية عن طريق البريد الإلكتروني تعتبر الأولى من نوعها في الشرق الأوسط. فقد فوجئ كبار الضباط بالجيش العراقي منذ الأسبوع الماضي بوصول رسائل إلكترونية باللغة العربية على الرغم من أن خدمات البريد الإلكتروني تخضع بالكامل لسيطرة الدولة ولا يتمتع بها سوى عدد محدود من كبار العاملين بالحكومة والضباط والعلماء والأكاديميين. وتحث هذه الرسائل الأشخاص الموجهة إليهم على الكشف عن المواقع التي تضم أية أسلحة كيماوية أو بيولوجية أو نووية، كما تدعوهم إلى رفض الانصياع لأوامر الرئيس صدام. وتقول إحداها: إذا تمكنت من توفير معلومات عن أسلحة الدمار الشامل أو اتخذت خطوات لإحباط استخدامها فسنفعل كل ما هو ضروري لحمايتك وحماية أسرتك، وإذا خفقت في ذلك، فستكون هناك عواقب وخيمة عليك بشكل شخصي. وقالت رسالة ثانية: إن حيازة العراق لأسلحة كيماوية وجرثومية ونووية يخرق التزام العراق بالاتفاقات التي وقعت عليها وقرارات الأممالمتحدةوالعراق يعاني منعزلة دولية بسبب ذلك السلوك من حكومته. وقالت أخرى: إن الولاياتالمتحدة وحلفاءها يريدون من الشعب العراقي أن يتحرر من ظلم صدام وللعراق أن يصبح دولة تحظى بالاحترام في المجتمع الدولي، ومستقبل العراق يعتمد عليك. وكانت الولاياتالمتحدة قد بدأت حربها النفسية على العراق في الشهر الماضي عندما قامت بإسقاط كميات ضخمة من المنشورات وبث بيانات إذاعية لإثارة حالة من الانشقاق داخل العراق وخصوصا بين الجنود العراقيين ومحاولة تجريد صدام حسين من أي دعم يتمتع به. ويبدو أن تلك الرسائل الإلكترونية قد جالت لعدة أيام قبل أن تعترض بغداد سبيلها. ويشار إلى أن هذه الحرب الدعائية النفسية تتماشى مع أسلوب حكومة الرئيس بوش التي تسعى لتشجيع الجنود العراقيين على الإطاحة بنظام صدام حسين بأنفسهم أو على الاقل القاء السلاح عندما تبدأ القوات الأمريكية في الزحف عليهم وتتضمن رسائل البريد الإليكتروني التي تبدو مجهولة المصدر حث العراقيين الراغبين في الهروب من البلاد على الإتصال ببعثة الأممالمتحدة في العراق. وتم توجيه الرسائل، حسب برنامج قامت بتصميمه الوكالات العسكرية والإستخباراتية خلال الأسابيع الماضية، إلى القادة العراقيين لدفعهم للإستسلام، فيما تحذر الرسائل من حرب ستشنها الولاياتالمتحدة ضد العراق. وقال مسؤول أمريكي إن الملايين من رسائل البريد الإليكتروني ما هي إلا مجرد بداية لحملة حرب نفسية بهدف إقناع القيادة العراقية بعدم قدرتها على هزيمة الولاياتالمتحدة وحلفائها. وأكد زوار العاصمة العراقيةبغداد حملة البريد الإلكتروني التي أعقبت إلقاء منشورات من الطائرات على مدى الشهر الماضي. ودرجت الحكومة الأميركية على استخدام المنشورات والبث الإذاعي لمخاطبة الشعب العراقي, ولكن الرسائل التي وجهت باللغة العربية عبر البريد الإلكتروني تدعو المتلقين لحماية أسرهم وتسليم معلومات لمفتشي الأسلحة التابعين للأمم المتحدة في العراق. كما تدعو هذه الرسائل التي أرسلت بعنوان معلومات مهمة إلى عدم إطاعة الأوامر باستخدام الأسلحة النووية أو الكيماوية أو البيولوجية, والتعريف عن مكان وجودها من خلال إشارات أو جعل هذه الأسلحة غير فعالة.