استقبل صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني في قصر سموه بالرياض بعد ظهر أمس ضيوف الحرس الوطني من العلماء والادباء والمفكرين ورجال الاعلام والصحافة من داخل المملكة العربية السعودية وخارجها الذين يحضرون المهرجان الوطني الثامن عشر للتراث والثقافة المقام حاليا في الجنادرية.وفي بداية الاستقبال انصت الجميع الى تلاوة من آيات القرآن الكريم مع شرحها وتفسيرها ثم تشرف الضيوف بالسلام على سمو ولي العهد.بعد ذلك القى الباحث والمفكر الاسلامي محمد يوسف من جمهورية الصين الشعبية كلمة نيابة عن ضيوف الحرس الوطني أعرب فيها عن شكر الجميع لصاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز الذي اتاح لهم فرصة المشاركة في المهرجان والتشرف بمقابلته. وقال: ورد في الاثر (اطلبوا العلم ولو في الصين) وهو أثر يحمل معاني عميقة متمثلة في التشجيع على طلب العلم من أهله في كل مكان ولو كان بعيدا واضافة الى ذلك يشير هذا الاثر الى عراقة العلاقات الودية بين الامتين الصينية والعربية العظيمتين. واضاف قائلا ان المسلمين الصينيين وبني وطنهم من غير المسلمين مازالوا يتذكرون زيارتكم التاريخية وتوجيهاتكم لهم وهم سعيدون بذلك ومقدرون كل مواقفكم العظيمة في خدمة المسلمين واسعاد الانسانية في كل مكان. بعد ذلك استمع صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز والحضور الى قصيدتين القاهما الشاعر عدنان مصطفى عكرمة من سوريا والشاعر شيخ محمد سالم عبدالودود وزير الشؤون الاسلامية السابق في موريتانيا. اثر ذلك القى الشيخ الاديب أحمد المبارك وهو الشخصية الادبية التي تم تكريمها في مهرجان الجنادرية لهذا العام كلمة عبر خلالها عن شكره وتقديره لسمو ولي العهد على تكريمه في مهرجان الجنادرية مؤكدا ان ذلك ليس مستغربا على حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الامين حفظهما الله التى تدعو الناس جميعا الى الخير والصلاح. وقال الذي يقرأ سيرة اجدادكم ويتدبرها يعلم أنكم تسلسلتم من أصلاب اراد الله سبحانه وتعالى فيهم ان يثبتوا هذه الجزيرة على الهدى وعلى كلمة التوحيد. بعد ذلك ارتجل صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز الكلمة التالية: بسم الله الرحمن الرحيم، اخواني ابناء الامة الاسلامية واخواني من الدول الصديقة، أرحب بكم في هذا اليوم المبارك وفي بلدكم جميعا، بلد القرآن، بلد العروبة، بلد الانسان، بلد الحياة الكريمة ان شاء الله. أرحب بكم واتمنى لكم التوفيق والنجاح واطلب منكم أي اقتراح أو أي كلمة تنفعنا أو ترشدنا في مواقفنا في هذا الوقت لانه وقت انتم أعلم مني به، وقت يتطلب منا جميعا الحكمة والتفكير العميق في أمورنا الداخلية والخارجية ويتطلب منا قبل ذلك الوحدة، الوحدة التي في اعتقادي انه لا يوجد واحد منكم الا ويطلب ربه في كل فرض أن يلم شمل الامتين العربية والاسلامية وليس ذلك على الله ببعيد. اخواني، الوقت الآن يتطلب منا ضبط النفس والحكمة والكلمة الهادفة، أقول هذا وأثني على كل اخوانى الكتاب والصحفيين والعلماء والشعراء لأن الكلمة الطيبة تأخذ الحق البين. اخواني، أتمنى منكم كل فيما يخصه أن تسعوا جميعا الى لم شمل الامتين العربية والاسلامية لأن الوقت الحاضر يتطلب من كل فرد منا صغيرا أم كبيرا أم كاتبا أم أديبا ام عالما أم شاعرا أن يسعى لجمع كلمة الامتين العربية والاسلامية لاننا يا اخوان هدف، ليس المقصود أي بلد، المقصود العقيدة الاسلامية، لابد أن نضع ذلك في أعماقنا وفي فكرنا ولكن ان شاء الله الاسلام عزيز بالله ثم بأبنائه. اقول: بأبنائه الصالحين واقول بأبنائه الوافين لعقيدتهم وايمانهم واخلاقهم وعروبتهم وأنتم لها، أنتم لها، أنتم لها وكل عربى ومسلم في أنحاء العالم يعرف هذا. اخواني، لا أحب أن أطيل عليكم لانكم تعرفون كل ما في خاطري كما اعتقد ومثلما قلت وأعيد وأكرر .. الفكر والصبر والتأني والكلمة الطيبة والسعي الحثيث لجمع شمل الامتين العربية والاسلامية .. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. ثم دار حوار بين صاحب السمو الملكي الامير عبدالله بن عبدالعزيز والحضور اتسم بالصدق والصراحة والوضوح. وفي بداية الحوار أجاب سمو ولي العهد عن سؤال عن رأيه فيما اذا كانت الحرب ستقوم على العراق قائلا: ما من شك أن الاسباب كلها توحي بأن هناك حربا.. ولكن أنا في اعتقادي الشخصي والله أعلم أنه ليست هناك حرب.. هذا في اعتقادي الشخصي .. لم أسمع شيئا ولم يقل لي شئ أبدا .. العراق ليس بهين علينا .. العراق جزء من الامة العربية والاسلامية .. العراق شيب وشباب ونساء وأطفال سيتأذون اذا حدثت الحرب .. وهذا اعتقادي والجميع يعرف أن الحروب ما أفادت أحدا .. بل خسارة في خسارة على الفاعل وعلى الهدف .. ولكن نرجو من الله عز وجل أن يحدث ما أعتقده وهو أن لا تقوم الحرب مع أني أشاهد الاساطيل ولكن ان شاء الله ما تحدث حرب. وإجابة عن سؤال عن وجود مبادرة حاليا لمنع الحرب على العراق قال سمو ولي العهد: العرب اذا اتخذت القوة في الاممالمتحدة موافقتها لا قدر الله فان لهم مطلبا من الاممالمتحدة أن يعطى العرب فرصة للتفاهم مع اخوانهم في العراق .. هذا مطلب العرب وأرجو من الله التوفيق. وردا على سؤال عن مبادرة السلام التي طرحها سموه في قمة بيروت وامكانية أن يطرح سموه مبادرة أخرى لاصلاح الوضع العربي قال سمو ولي العهد: المبادرة أصبحت الان مبادرة عربية وما زالت مستمرة .. أما ما تكرمت وطلبت مني أن أعيد الكرة .. أو أعيد جمع شمل العرب فاني سأقول لكم سرا لا تطلبون مني أكثر منه .. وهو أن المملكة العربية السعودية وجهت اقتراحات لاخوانها وأشقائها في الدول العربية وطلبت منهم أن يتقبلوها وأن تكون هي الاساس اذا انعقدت قمة لانها في اعتقادي في خدمة العالم العربي والاسلامي وكذلك تعطي الشعوب العربية والاسلامية روح الثقة .. فأرجو من اخواني أن يتقبلوها. وحول سؤال يتعلق بتأكيد سمو ولي العهد على أن الحل الوحيد للازمة هو الوحدة بين الدول العربية قال سمو ولي العهد: أكرر .. أعتقد أن المملكة العربية السعودية ما قصرت .. والتاريخ المنصف أعتقد أنه سينصف الشعب السعودي في كل ما عمله دون ذكر لأي شيئ .. لاننا ما عملنا الا الواجب على كل مسلم وعربي .. السعودية أبدت رأيها وبعثت به لاخوانها في الدول العربية وأرجو وآمل أن يقبل الاقتراح .. وفي اعتقادي اذا قبل فانه سيحل مشاكل كثيرة .. وأتمنى من كل قلبي ان يتجه كل عربي وكل مسلم لجمع شمل الامة العربية والاسلامية .. وأرجو من الله أن يصفي القلوب .. مع أن القلوب ليس فيها شيئ .. ولكن بعض الايدي الخبيثة دخلت فيما بيننا فأطلب من الله عز وجل أن يوفقنا ويوفق زعماء الامة العربية والاسلامية للاتفاق فيما بينهم لخدمة دينهم وأوطانهم وشعوبهم وهذا الواجب عليهم .. كما أرجو من الله ثم أرجوكم جميعا من قلوبكم الطاهرة ان شاء الله أن تتجهوا لله عز وجل بهذه الكلمات .. والله يوفقكم جميعا. بعد ذلك تناول الجميع طعام الغداء على مائدة سمو ولي العهد. حضر الاستقبال والغداء صاحب السمو الامير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود وكيل الحرس الوطنى للقطاع الغربي وصاحب السمو الملكي الفريق أول ركن متعب بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب رئيس الحرس الوطني المساعد للشئون العسكرية ونائب رئيس اللجنة العليا للمهرجان الوطني الثامن عشر للتراث والثقافة وصاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز المستشار في ديوان سمو ولي العهد وصاحب السمو الملكي الامير سعود بن عبدالله بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الامير محمد بن عبدالله بن عبدالعزيز ومعالي المستشار في ديوان سمو ولي العهد الاستاذ عبدالمحسن بن عبدالعزيز التويجري ومعالي رئيس الشئون الخاصة لسمو ولي العهد الاستاذ ابراهيم بن عبدالرحمن الطاسان.