برز في عالم الكرة بسرعة الصاروخ واختصر طريق النجومية والتألق وحتى الشهرة اكتشفه المدرب الوطني القدير حمد الدوسري وشجعه وأنار طريقه الإداري الناجح أحمد القرون وصقل موهبته وصنع نجوميته المدرب البرازيلي "كابرال" كان قريباً من ارتداء شعار الاتفاق لكن حال دون تسجيله في كشوفات فارس الدهناء مبلغ زهيد طلبه اللاعب كشرط لتوقيعه. وبعد أقل من شهرين من ارتداء شعار القادسية مثل الفريق الأول في إحدى مبارياته في الدوري الممتاز فاستغل تلك الفرصة كما يريد وأثبت كفاءته وجدارته فانضم بعد بضعة أشهر إلى منتخبنا للشباب وواصل تألقه إلى أن وصل به المطاف حتى الآن إلى المنتخب الوطني الأول وساهم مع الأخضر في إحراز بطولة كأس العرب الثامنة بدولة الكويت مؤخراً. انه اللاعب ياسر القحطاني الذي كان ضيفنا في هذا الحوار الشيق والمثير الذي تحدث من خلاله عن العديد من الأمور التي تهمه وتهم الجمهور القدساوي والسعودي عامة حيث انه كشف كثيراً من الخبايا والأسرار وسجل اعترافات وآراء وأماني هامة. فإلى حوار هذا النجم تجربتي مع الأخضر الكبير @@ في البداية نود أن تحدثنا عن تجربتك الأولى مع المنتخب الوطني الأول كيف كانت؟ وما نسبة رضاك عنها كلاعب انتهيت من مشاركة الأخضر لأول مرة في منافسة خارجية هامة مثل كأس العرب الثامنة التي اختتمت مؤخراً بدولة الكويت وأسفرت عن فوز منتخبنا بالبطولة ومحافظته على اللقب؟ أنا راض كل الرضى عن المستوى الذي قدمته مع منتخبنا الوطني الأول حيث ان التعاون بيننا كلاعبين كان ممتازاً رغم أن معظم العناصر تشارك مع الأخضر لأول مرة وقياساً على العديد من الأمور اعتبر أن مشاركتي الأولى مع المنتخب الأول ناجحة بالنسبة لي لكنني أولاً وأخيراً أترك الحكم لجميع المتابعين والجمهور السعودي عامة. استعدادنا لبطولة العرب لم يكن كافياً @@ هل كان استعدادكم قبل المشاركة في بطولة العرب كافياً حيث أنكم دخلتم معسكرا أوليا بالعاصمة الرياض لم يتجاوز عشرة أيام قبل أن تدخلوا معسكر الدمام الذي كان قصيراً أيضاً ولم تلعب فيه سوى مباراة ودية واحدة أمام المنتخب اللبناني قبل البطولة بعدة أيام؟ الجميع قال انه غير كاف خصوصاً أن العناصر لم تتأقلم مع بعضها كثيراًُ في ظل التجديد الذي انتهجه المسؤولون عن المنتخب في عدد كبير من الهيكلية الأساسية للأخضر بعد نهائيات كأس العالم الأخيرة ولكن نحن كلاعبين وضعنا أيدينا في يد المدرب والجهاز الإداري وتكاتفنا جميعاً ولم يقصر المسؤولون حيث وفروا كافة المناخات والظروف لنا وهذا ما جعلنا نتغلب على أنفسنا ونحاول أن نقول كلمتنا ونؤكد أن الكرة السعودية لا تزال بخير ونستغل ثقة المسؤولين فيما ونبيض وجوههم وأؤكد مرة أخرى أن التعاون والتكاتف هو أبرز سمات الإنجاز الأخير. مازال لدي الكثير @@ هل ما قدمته مع المنتخب الأول في بطولة العرب الأخيرة هو منتهى طموحك أو كل ما لديك أم أن ما قدمته هو جزء بسيط مما تملك من إمكانيات مهارية وفنية؟ طبعاً لم أقدم كل ما لدي فمازلت أملك الكثير والكثير ولا يعني ذلك أنني قصرت عن خدمة المنتخب ولكن الظروف تحكم حيث ا المدرب القدير فاندرليم قام بتجربتي في عدة مناطق من الملعب فتارة يشركني في الوسط الأيمن وتارة خلف المهاجمين وتارة أخرى في مركزي الأصلي وهو رأس الحربة كما حصل ذلك أمام منتخب اليمن الذي سجلت في شباكه هدفين وكما يعلم الجميع أن أداء اللاعب وتميزه داخل الملعب يتضح دائماًُ عندما يشترك في مركزه الأصلي ولكن مع ذلك كان المدرب خصوصاً يشيد بقدراتي بعد كل مباراة يشركني فيها وفي أي مركز ويقول لي أديت ما عليك وكنت مميزاً وهذا ما أريده منك لأنك تعجبني وتطمئنني تزيد حماسي وإصراري وتجعلني أقاتل من أجل التأقلم في المركز الذي يضعني فيه المدرب لأن همي هو خدمة شعار بلدي العزيز على الجميع. @@ وماذا لديك مستقبلاً وتطمح في تقديمه؟ طموح أي لاعب لا يتوقف عند حد معين وأنا كلاعب شاب أنظر للمستقبل بتفاؤل كبير ولعل أبرز طموحاتي المستقبلية هو المحافظة على مكاني في المنتخب الوطني الأول وعدم التفريط بالانضمام إليه من جديد والمشاركة في العديد من البطولات المقبلة بشعاره الغالي ولاشك في أن المشاركة في نهائيات كأس العالم المقبلة عام 2006م هي أهم محطات أحلامي التي سأسعى جاهداً لتحقيقها بعد أن تحققت العديد من أحلامي في الفترة الماضية. كوب مان بكى وأبكى قلوبن ا على المدرب @@ دعنا نتحدث عن المراحل الحاسمة للمنتخب في بطولة العرب وأعني الأدوار النهائية. كيف تلقيتم كلاعبين خبر الوعكة الصحية المفاجئة التي تعرض لها المدرب فاندرليم خصوصاًَ أنها كانت شديدة ومنعته الإشراف عليكم في لقاءي الدور نصف النهائي أمام المغرب والمباراة النهائية أمام البحرين؟ بدون شك أحزننا كثيرا ما حصل للمدرب وأتذكر أنه قبل مباراتنا ضد المغرب قام مساعد المدرب كوب مان بشرح الخطة التي سنلعب بها المباراة لكن أحد زملائي سأل كوب مان عن صحة المدرب فاندرليم وهل تحسنت أم لا لكن كوب مان لم يتمالك نفسه وذرفت عيناه بالدموع وقال حالة فاندرليم الصحية تتحسن باستمرار فهذا الموقف أثر علينا كلاعبين وزاد من حزننا وقلقنا على مدربنا لكنه في الوقت نفسه زاد من إصرارنا وحماسنا من أجل إهداء الفوز بالمباراة للمسؤولين والمدرب وكل الجماهير السعودية والحمد لله وفقنا وفزنا في المباراة وتأهلنا للمباراة النهائية. هذه قصة ليلة البطولة @@ دائماً ما يعيش اللاعبون ظروفا مختلفة قبل خوضهم أي نهائي فما أبرز الأشياء التي مررتم بها قبل وأثناء وبعد المباراة النهائية؟ خصوصاً أن معظمكم كان سيخوض مع المنتخب الأول أول نهائي في حياته الرياضية؟ قبل المباراة النهائية وكعادتنا تقريباً قبل كل مباراة تجمعنا كلاعبين مع بعضنا وتحدثنا عن أهمية منح ثقة المسؤولين والجماهير كافة فينا حيث اننا مطالبون بتشريف الكرة السعودية. ففي اجتماعنا الأخير كلاعبين قبل المباراة النهائية تحدثنا واتفقنا على أن اللقاء النهائي أمام البحرين هو بمثابة الحياة أو الموت لنا فإما أننا نواصل تألقنا ونفوز بالمباراة ونعود للرياض بكأس البطولة ونكمل الصورة الرائعة التي رسمناها أو أننا نخفق لا سمح الله ونخرج من البطولة بخفي حنين ونمسح الصورة الجميلة التي رسمناها. لكننا وفقنا وفزنا بالكأس. ولا أخفيك سراً أننا كلاعبين شباب كنا قلقين قبل المباراة لأنها المشاركة الأولى في نهائي مع المنتخب الأول. هذا ما حصل بيني وبين نور بعد الهدف الذهبي @@ وهل لك أن تصف لنا الشعور بعد المباراة ؟ وماذا حصل بينك وبين نور بعد تسجيله الهدف الذهبي ؟ كان شعورا لا يوصف فكأنني شخصياً أعيش في حلم وليس حقيقة فالتعب زال عني وعن زملائي تماماً وأخذت أجري بالعلم السعودي حول الملعب برفقة زميلي حمد المنتشري وكأننا محتفظين بلياقتنا من أجل الجري حول المضمار بشعار التوحيد يا أخي الشعور من المستحيل وصفه. أما بالنسبة لما حصل بيني وبين محمد نور بعد الهدف الذهبي فإنني حاولت الإمساك به ومشاركته الفرحة لكنه قال لي (أتركني أعبر عن بنفسي عن فرحة الهدف) وهذا الكلام لا شعورياً ظهر من لسان نور لكننا جميعاً احتفلنا معه بالهدف الذهبي وإحراز البطولة التي تحمل اسماً غالياً على الجميع وهو الأمير فيصل بن فهد (رحمه الله). الرقم (9) حمل ثقيل على عاتقي @@ الكل يعرف قيمة الرقم (9) لدى الجمهور السعودي حيث ان الفانيلة التي كانت تحمل هذا الرقم كان يرتديها أشهر مهاجمين في الكرة السعودية وهما ماجد عبدالله وسامي الجابر هل أنت قادر على تحمل مسئولية هذا الرقم ؟ أنا كلاعب واثق في قدراتي جيداً وارتداء الرقم 9 لاشك في أنه حمل كبير لأن أبرز مهاجمي الكرة السعودية أرتدوا الفانيلة التي تحمل هذا الرقم في المنتخب الوطني الأول وبالطبع أتمنى أن أصل إلى المستويات والإنجازات التي حققها النجمان ماجد وسامي ولكنني سأحاول بكل ما أملك من روح قتالية ومستوى أن أعطي المنتخب وأقدم معه أروع المستويات لأن للوطن أفضالا كثيرة جداً علي وأكبر فضل هو انتمائي له والعيش تحت ظله وتحت رايته. هكذا خطفني القدساويون من الإتفاقيين @@ اختلفت الروايات حول قصة خطف القدساويين لك وإقناعك في التسجيل لناديهم رغم أنك كنت قاب قوسين أو أدنى من التوقيع للاتفاق؟ هل لك أن توضح لنا هذا الموضوع ؟ في الحقيقة انني كنت ألعب في أحدى الفترات ضمن فريق لوتو الذي يرأسه صلاح آل شيخ وهذا الفريق يعتبر أحد فرق الحواري المعروفة بالمنطقة الشرقية وعندما أعطاني والدي الاذن باللعب في صفوف أحد الأندية الرسمية قام أحد الزملاء باصطحابي لنادي الاتفاق وتكلم عني لدى مدرب فريق درجة الشباب الوطني فيصل البدين فطلب البدين دخولي تجربة ميدانية قبل تسجيلي خصوصاً أن الفريق الاتفاقي أحد فرق الدوري الممتاز ومنافس قوي ودائم على بطولات درجة الشباب وبالفعل دخلت التمارين وأعجب المدرب بقدراتي وطلب من الإدارة سرعة تسجيلي لكنني اشترطت منحي مبلغا زهيدا جداً مقابل تسجيلي لكنهم رفضوا منحي هذا المبلغ وعندما علم المدرب الوطني القدير حمد الدوسري بذلك قام بمفاوضتي للتسجيل في صفوف القادسية وأغراني عندما قال لي (بما أنك ستسجل للاتفاق وستلعب ضمن صفوف فريق درجة الشباب فإنك ستمثل فريق القادسية الأول) وأتذكر وقتها أن أحمد القرون قام بمقابلتي ومنحي ثقة كبيرة في نفسي بكلماته الرائعة وقام بتقديمي للمدرب السابق (كابرال) الذي قال إن التجربة الميدانية التي سأخوضها مع الفريق لن تتجاوز الأسبوع الواحد لكن وبعد ثاني تمرين لي مع القادسية قام كابرال باصطحابي إلى إدارة النادي وقال للمسؤولين (نفذوا طلباته وشروطه وقوموا بتسجيله بأسرع وقت ممكن) وبالفعل منحتني الإدارة مبلغاً مالياً زهيداً وقيدتني في الكشوفات ومن ذلك الوقت أنا لاعب قدساوي أدافع عن الشعار بكل إخلاص وتفان وحماس. كابرال هو من صنع فريقنا الحالي @@ فريقك الحالي القادسية يقدم هذا الموسم صورة رائعة ففي بطولة دوري كأس خادم الحرمين الشريفين هل توافقني وتوافق جميع الآراء التي تحدثت عن أن المدرب السابق كابرال له الفضل الكبير بعد الله في النتائج التي يقدمها فريقكم ؟ نعم أوافق جميع من قال هذا الرأي لأن المدرب كابرال بنى الفريق على أساس قوي وصلب وأتذكر أنه بعد أحد التمارين قال كابرال لنا كلاعبين (أسعى أن أقدمكم كفريق يخدم القادسية لمدة لا تقل عن ثماني سنوات ويشرف ناديه خير تشريف وأنا واثق أنكم قدر المسئولية وستتعاونون معي على تحقيق ذلك ) ولا أحد يشك بتاتاً في المجهودات الرائعة التي بذلها كابرال وبالفعل كابرال زرع أساس الفريق الذي يقدم مستويات متألقة هذا العام ولا يمكن تجاهل الدور الذي يقوم به المدرب الحالي أحمد العجلاني . استمراري في القادسية تحكمه تلبية شروطي @@ بعد مد وجزر وقعت لناديك عقداً احترافيا جديداً معه مدته عام فقط وكان ذلك قبل انضمامك للمنتخب الأول بعدة أشهر.. الآن وبعد أن أصبحت أحد لاعبي منتخبنا الأول وشاركت بقوة معه في الفوز ببطولة كأس العرب الأخيرة ؟ كيف تنظر لمستقبلك الاحترافي بعد نهاية عقدك الاحترافي مع القادسية بعد قرابة العام والنصف من الآن؟ وهل تفكر بالانتقال لأحد الأندية الكبيرة من أجل المادة والشهرة الأوسع ؟ في هذا الجانب أود أن أوضح نقطة وهي أنني كلاعب محترف يجب علي أن أبحث عن مصلحتي بعيداً عن العواطف لأن مصدر رزقي الأول والأخير هو كرة القدم وبعد نهاية عقدي الاحترافي الحالي مع القادسية لكل حادث حديث فكل الاحتمالات موجودة لدي وبقائي بعد نهاية عقدي ليس مضموناً فقد أنتقل لأحد الفرق الأخرى ولكني بما أنني قدساوي في الوقت الراهن فسأبقى أدافع بقوة عن شعار فريقي بكل إخلاص وتفان وكما يعلم الجميع أن نادي القادسية ناد كبير وغني برجاله المخلصين والأوفياء. @@ كلمة أخيرة تود قولها عبر (الميدان) ؟ أحب أن أشكر رئيس التحرير الأستاذ محمد الوعيل والأستاذ محمد البكر رئيس القسم الرياضي بالجريدة وكل المسؤولين على هذا التكريم الذي قامت به الجريدة تجاهي وتجاه زميلي سعود كريري بمناسبة وصولنا للمنتخب الأول والمشاركة معه في بطولة كأس العرب وليس غريباً هذا التكريم الرائع من قبل جريدتنا المحبوبة (اليوم) فهي داعم رئيسي لكل المتفوقين ووقفاتها مشهودة وواضحة للجميع. كما أشكرك شخصياً ومازلت أتذكر أول لقاء صحفي أجريته جمعني بك وقلت لي وقتها أن وصولك للمنتخب الأول بات مسألة وقت لا أكثر وما أشبه اليوم بالأمس حيث جمعتنا هذه الجريدة تحت سقفها، كما أشكر كل من وقف معي طوال حياتي الرياضية خصوصاً وأخص بالذكر والدي ووالدتي وكل من لهم أفضال علي فلهم مني جزيل الشكر والعرفان. ياسر القحطاني بتحدث ل (الميدان) ياسر القحطاني يقرأ "الميدان"
