عزيزي رئيس التحرير اطلعت في العدد رقم 10796 من صحيفة (اليوم) الموقرة الصادر بتاريخ 2/ 11/ 1423ه على ما كتبه المحرر/ عبد اللطيف المحيسن عن ثلاثائية العفالق تحت عنوان (ضعف التنظيم في مناقشة ماذا يريد التربويون من المجتمع) وكوني أحد المنتظمين في حضور هذه الثلاثائية منذ انطلاقتها قبل ثلاثة عشر عاماً رغبت في التعليق على ما كتبه المحرر. بداية أود أن أشير إلى خطورة عنونة هذا الموضوع بعبارة اختزلت مجريات الندوة الإيجابية والسلبية بوصفها بضعف التنظيم وهو وصف يفتقر إلى الحقيقة وفيه تجن ليس على الندوة ذاتها ولكن على الامانة الصحفية الموكلة إلى المحررين، ولعل ما يسعف المحرر في هذه النقطة بالذات أن اختيار العنوان هو مسئولية المشرف على الصفحة أو مسؤول التحرير الذين يهمهم خروج العنوان بأسلوب صحفي جاذب غير عابئين بمدلولات وتبعات هذا العنوان الذي يكتفي به الكثير من القراء و- للأسف - للحكم على الموضوع بكامله. أمر آخر مهم وهو أن المحرر صرف مقاله كلياً عن الرسالة التي كان يفترض إيصالها إلى القراء وهي موضوع تلك الندوة وما طرح فيها من أفكار وما خرجت به من توصيات والتي لم تلامس لديه جانب اهتمام وآثر - عوضاً عن ذلك - أن يجري قلمه في تفويض الثلاثائية ذاتها بأسلوب يشفق عليه منه القارئ. وأرغب الآن في مناقشة ما كتبه المحرر ليقف القراء الكرام على حقائق أهملت واسقاطات أود بيانها، فقول المحرر ان الثلاثائية شهدت غياب المحاضر الرئيسي الأكاديمي كلام غير دقيق، فحقيقة الأمر أن الثلاثائية تلقت طلباً كريماً من وكيل وزارة المعارف للتطوير التربوي لمناقشة موضوع (ماذا يريد التربويون من المجتمع وماذا يريد المجتمع من التربويين؟) للخروج بتوصيات يمكن الاسترشاد بها في الندوة التي ستقيمها الوزارة تحت هذا العنوان برعاية سامية من سمو ولي العهد، وقد رأى المشرف على الندوة استضافة عدد من التربويين وأهل المجتمع وعلى رأسهم أحد المتخصصين لاثراء الموضوع وكان في حال حضوره سيتحدث في مجال تخصصه التربوي اضافة إلى مشاركات الحاضرين، ففكرة هذا اللقاء بالذات لم تستدع حضور محاضر ومناقشته كما هو جار في بقية اللقاءات، وإنما استحصال أكبر قدر من أفكار وتعليقات واقتراحات الحضور وهذا ما تم بالفعل، فياليت المحرر فطن لهذا الأمر وأوضح للقراء هذه الحقيقة بدلاً من اصدار فرضيات المناقشة والتنظيم الأفضل وعقد مقارنات غير مبررة مع المجالس الأدبية الأخرى، فالمقام هنا لا يستدعي إجراء اية مقارنة، وفي حال الحاجة إليها أين المعايبر الضابطة لها والحكم جاء اثر زيارة يتيمة للمحرر لهذه الندوة دون ما تفرضه أبجديات الصحافة من السؤال والتقصي وجمع المعلومات من مصادرها، ولا أدل على قصور معلومات المحرر إلا قوله (أن المجلس بداية ومحاولة جديدة) وهو لا يعلم أنه قد مضى ثلاثة عشر عاما على هذه الندوة كما أسلفت، وأن كان هناك قصور إعلامي في تغطية نشاطاتها، فليس هذا تبريراً له وهو ابن المدينة التي ترعى هذه الندوة. أما أمنياته بأن تتطرق الندوة لشتى المواضيع والمجالات المتعددة، فقد سبقت أمنياته علمه، فقد ناقشت الندوة عبر سنواتها المنصرمة مختلف المواضيع الأدبية والثقافية والاجتماعية والعلمية والطبية والهندسية والتاريخية والأغاثية إلى غير ذلك من المواضيع المهمة واستضافت لأجل ذلك ضيوفاً في مختلف التخصصات والاتجاهات أكثر من أية ندوة أخرى وليس آخرهم معالي الأستاذ حمد القاضي عضو مجلس الشورى والأديب المعروف الذي أضحت أمسيته في ندوة العفالق تظاهرة أدبية كبرى قل نظيرها وشرفها جل أدباء ومثقفى المنطقة كالشيخ أحمد المبارك والأساتذة محمد الوعيل وخليل الفزيع وعبد الله الشباط وحمد الصويغ وغيرهم من رجالات الأدب. ونشفق مرة أخرى على المحرر عند قوله (أن الندوة تعتبر محاولة جيدة) حيث منح نفسه الصلاحية وبتواجد معدوم تقريباً في أمسيات هذه الندوة باصدار حكم يظنه القارئ قد صدر من متابع ومحلل رصين قد وضع يده على الحقيقة أو بعض الحقيقة، ويصر المحرر مرة أخرى على تغييب حقيقة هو أبعد الناس عن التثبت منها حينما يصرح بأن الندوة (تحتاج إلى انبساط أوسع واشمل يفتح المجال على مصراعيه للجميع في مختلف الاتجاهات والطبقات) وأني لأعجب من نفيه امرا هو قائم بالفعل ولماذا يطلق الكلام على عواهنه غائب عن ذهنه أن الحقيقة عكس ما يقول وأن المتابعين لهذه الندوة يدركون ذلك، ولكن تظل المعلومة مغلوطة لغيرهم من القراء. وقبل ختام موضوعه يصرح المحرر بأن المحاضرة القادمة بعنوان (ماذا يريد المجتمع من التربويين؟) للدكتور محمد الدوعان وهو لم يتحر الدقة في قوله، فالصحيح أن الموضوع سيثريه الدكتور/ محمد الجغيمان من كلية المعلمين بالأحساء عبر مشاركته الحضور في مجال تخصصه المميز في التربية ليضاف ما يخرج به اللقاء من توصيات إلى توصيات اللقاء السابق وبعثها إلى المسؤولين في وزارة المعارف.وأرجو في ختام كلامي أن لا يحمل ما جاء في طياته أكثر مما يحتمل، فاتساع صدر جريدة (اليوم) وحسن تفهم القائمين عليها حري بإنزال ردي هذا منزله الذي يرونه مناسباً ولست اصر على نشره من عدمه فقراءتكم له هي المنشودة، مع شكري وأمتناني لكريم عنايتكم ودعائي الله لكم بالصحة والسعادة ول(اليوم) بالسؤدد والتوفيق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.... @@ صالح عبد المحسن العبد القادر