نفى السفير العراقي في موسكو امس الأول وجود اتصالات بشأن رحيل الرئيس العراقي صدام حسين الى المنفى اثر تصريحات أميركية مؤكدا انه سيواصل الدفاع عن بلاده حتى آخر قطرة من دمائه. وتنشر الصحف الغربية منذ ايام شائعات تتحدث عن رحيل صدام حسين الى المنفى، حيث ذكرت ديلي تلغراف البريطانية الاسبوع الماضي ان الرئيس العراقي سينتقل الى روسيا او بيلاروسيا او مصر او ليبيا وحتى الى موريتانيا. واذكى رامسفلد الشائعات الثلاثاء بقوله لا زلت امل في ان يرحل.. وامل في ان يتم نزع سلاح هذا البلد، وان لا تكون هناك ضرورة لاستخدام القوة. ولكن حتى ذلك الحين سنواصل حشد القوات. ونفى السفير العراقي في موسكو عباس خلف امس الاربعاء بشدة وجود مباحثات بشأن رحيل الرئيس العراقي الذي قال انه لن يترك بلاده بأي حال. واكدت صحيفة تاغسايتونغ الالمانية في عددها الصادر أمس الخميس، ان الحكومتين الاميركية والروسية تحاولان، بعيدا عن الاضواء، اقناع الرئيس العراقي بالتخلي عن السلطة عبر عرض فكرة الانتقال الى المنفى في روسيا. وقال السفير العراقي لوكالة انترفاكس الروسية اؤكد لكم ان صدام حسين سيواصل الدفاع عن وطنه، فهو من الزعماء الذين لا يغادرون بلادهم على الاطلاق ويقاتلون حتى آخر نقطة من دمائهم. وقال عباس خلف العائد من بغداد ان الانباء المتعلقة بوجود مشاورات بغرض نفي الرئيس صدام حسين الى روسيا هي من طينة الانباء التي قالت ان النجل الاكبر للرئيس صدام حسين زار موسكو وان الرئيس العراقي دفع ثلاثة مليارات دولار لليبيا لقاء وعد بمنحه اللجوء. وتابع الدبلوماسي العراقي الذي كان سابقا المترجم الشخصي لصدام حسين ان الرئيس صدام حسين في احسن حال وهو ثابت في مواقفه، ويسيطر على الوضع ويؤمن باننا سننتصر. وقالت صحيفة تاغسايتونغ ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعد مبادرة سلام في هذا الاتجاه، وان مبعوثا روسيا موجودا في بغداد منذ نوفمبر لبحث امكانيات تنحية صدام حسين والاعداد لنفيه الى روسيا. وبعد ان ورد ذكرهما في الصحافة العربية والغربية، نفت مصر وموريتانيا وجود مساع لرحيل صدام حسين. واكد وزير الخارجية المصري احمد ماهر في مقابلة نشرتها مجلة المصور الحكومية الاربعاء ان مصر لا تسعى لاقناع الرئيس العراقي بالتنحي. وقال ماهر ليس هناك اي ظل من الحقيقة والاساس في هذا الموضوع. نحن لا نتدخل في شؤون الدول ولا علاقة لنا بتحديد الرئيس الذي يحكمها. فهذه امور يقررها الشعب العراقي وحده. وكانت الشائعة انتشرت لدى وجود رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في مصر لتمضية اجازة رأس السنة. وقال صحافيون مصريون انه طلب مساعدة القاهرة من اجل اقناع صدام حسين بالرحيل، خلال لقائه مع الرئيس حسني مبارك. وفي نواكشوط، نفت وكالة الانباء الموريتانية من جانبها الشائعات التي قالت ان صدام حسين قد يلجأ الى موريتانيا. وقطعت موريتانيا علاقاتها مع العراق في 1999 لاتهامه بالسعي الى نشر البلبلة في البلاد. من ناحيته ،أعرب الرئيس صدام نفسه أمس عن أمله في الا تكون الحرب التي تسعى الولاياتالمتحدة الى شنها ضد بلاده حتمية، مؤكدا في الوقت نفسه استعداد العراق للدفاع عن نفسه. ونقلت وكالة الانباء العراقية عن الرئيس صدام حسين قوله نتمنى على الله سبحانه وتعالى ان يبعد الشر عنا ولكن اذا اراد الله فاننا باذنه سنثبت أننا أناس مؤمنون بقدراته وسندافع عن المعاني التي نؤمن بها دفاع المؤمن المجاهد، ونحن اناس مؤمنون وصادقون ان شاء الله. وادلى الرئيس العراقي بتصريحه هذا خلال استقباله الفريق الاول الركن اياد فتيح الراوي، رئيس اركان جيش القدس، ومساعديه ونائب رئيس مجلس قيادة الثورة عزة ابراهيم وقصي صدام حسين عضو قيادة قطرالعراق لحزب البعث العربي الاشتراكي المشرف على الحرس الجمهوري. وقال الرئيس العراقي انه لا بد ان ينهزم العدو، هذا اذا دفع الشيطان العدو لارتكاب جريمة، أما اذا كفانا الله شره وصرفه خارج ما يعلن من اهداف فانا نحمد الله في الحالين وفي اي شيء يختاره.