تشهد العاصمة البحرينية اليوم محاكمة المتهمين في أحداث الشغب التي شهدتها ليلة رأس السنة الميلادية.. وسعيا لنقل صورة واضحة عن ملابسات القضايا الموجهة ضد المتهمين السعوديين الثلاثة التي تستكمل المحكمة البحرينية اليوم الاستماع لاقوالهم والتأكد من مبررات احتجازهم رهن التحقيق.. تقدم (اليوم) القرائن واقوال الشهود التي يستند عليها المتهمون السعوديون بالضلوع في حادثة الشغب قبل ساعات من جلسة التحقيق الثانية في المحكمة الجزائية الكبرى بالمنامة. لا اعترافات واكد محامي السفارة السعودية بالبحرين موسى البلوشي انه لا توجد اعترافات لأي من المتهمين السعوديين الثلاثة بالمشاركة في احداث الشغب الاخيرة في ملف القضية الذي يتضمن تقرير سلطات الامن البحريني وجلسة المحكمة الاولى. واضاف البلوشي انه في حال تمديد القاضي مدة حبس المتهمين السعوديين في جلسة اليوم اسبوعا آخر على (ذمة التحقيق) ولم يتم اطلاق سراحهم بكفالة مالية فاننا سنستأنف القرار الذي سيتم النظر في انفاذه بالمحكمة الجزائية الكبرى. واوضح البلوشي انه سيقدم بيانات متكاملة خلال جلسة اليوم الامر الذي يعطيه المبررات لاستئناف قرار تمديد الحبس في حال صدروه وهو ما لم يتوافر خلال الجلسة السابقة وبالتالي لم نجد فرصة لاستئناف حكم تمديد المدة. واكد محامي السفارة ان المعلومات التي توافرت له جمعها من اهالي المتهمين وملف القضية الذي اطلع عليه المكتب القانوني بالمحكمة بعد ان منع ضباط التحقيق محامي السفارة من الالتقاء بموكليه. إطلاق سراحهم واضاف البلوشي انه سيتم اطلاق سراح المتهمين نظير كفالة مالية - على الارجح- الى حين الفصل في الدعوى في حين ان ما يدفع القاضي الى تمديد المدة ان قضية (الشغب) الاخيرة اصبحت تهم الرأي العام وفي مثل هذه الحالات يتم منح السلطات الامنية التي تتولى التحقيق في ملابسات القضية مهلة شهر للحصول على اعترافات المتهمين او على الآخرين غير انه من حقنا طلب الاستئناف. واكد البلوشي انه سيلتقي بالمتهمين الثلاثة وانه مكلف من السفارة السعودية بمتابعة سير قضاياهم للمرة الاولى منذ اعتقالهم في جلسة اليوم امام المحكمة بعد اخذ الاذن من القاضي معتبرا القضاة اكثر تفهما من الشرطة والقضاء البحريني نزيه وعادل. واضاف المحامي ان بعض اهالي المتهمين اكدوا ان احد المتهمين مصاب بسبب تعرضه للضرب الامر الذي نفته الشرطة البحرينية لي وفي حال وجدناه يتألم سأطلب اليوم من القاضي عرضه على المستشفي للتأكد من سلامته. واوضح المحامي انه في حال انكار السعوديين الثلاثة التهم الموجهة لهم في جلسة اليوم فعلى الادعاء العام ان يقدم (البينة) التي تبرر استمرار احتجازهم رهن التحقيق سواء باحضار شهود او اعترافات. خيارات مطروحة من جهة اخرى اكد حسن علي الصفر شقيق احد المتهمين السعوديين في قضية (الشغب) ان مصادر مطلعة اخبرته بان الخيارات مازالت مطروحة بشأن الحكم المنتظر تنفيذه في المتهمين السعوديين وتتمثل في الافراج عنهم بكفالة او تمديد المدة على ذمة التحقيق او ترحيلهم الى السلطات السعودية. واضاف الصفر انه لم يؤكد له اي مصدر رسمي شيئا الى الآن غير ان محامي السفارة ابدى تفاؤله بالافراج عنهم بكفالة مالية مع بقاء المتهمين في الاراضي البحرينية الى حين صدور الحكم النهائي. واكد عيسى العوكار والد احد المتهمين ان ولده قد يكون في حالة صحية غير جيدة الامر الذي يتطلب معرفة تقارير الفحص الطبي الذي جرى في مستشفي السلمانية. واضاف العوكار ان ابنه لم يدل بأي اعترافات تثبت تورطه في شغب (رأس السنة) مؤكدا على وجود شهود سيتم عرضهم على القاضي في حال طلب اثبات صحة اقوال المتهمين السعوديين. شهود عيان وادلى شهود عيان من المنتظر احضارهم للمحكمة بناء على طلب اهالي المتهمين باقوالهم ل(اليوم) قبل ساعات قليلة من المحاكمة التي تجرى صباح اليوم. وافاد الشاهد الاول رائد الخويط بقوله: بينما نحن في المقهى ذهب المتهم السعودي (سعود) للتأكد من سلامة السيارة بعد ارتفاع وتيرة الشغب ليتم القاء القبض عليه وعندما ذهب المتهم الآخر (ماجد) ليبحث عنه لم يعد. واضاف الخويط ذهبنا الى الشرطة لنفاجأ بانه (موقف) ولم يتم اطلاعنا على سبب حبسه مما دعانا الى الانتظار حتى الساعة الرابعة صباح يوم الاربعاء. وقال الخويط قابلنا (ماجد) مبنى في الشرطة واكد لنا انه عندما سأل الضباط عن (سعود).. سألوه وما الذي يثبت انك سعودي فاعطاهم جواز سفره للتحقق من هويته غير انهم احتجزوه ايضا!! واكد الشاهد الثاني واخو المتهم في (الشغب) محمد العوكار انه جاءوا بغرض السياحة وعندما هممنا بالعودة الى بلادنا نصحنا احد البحرينيين بعدم الذهاب بسبب تصاعد اعمال الشغب لنقرر دخول احد المقاهي بكورنيش المنامة. واضاف عندما كنا جالسين رأينا جموعا كبيرة تتوافد الى شارع الفاتح تقوم بتكسير السيارات فذهب (سعود) للتأكد من سيارته غير انه رجع مسرعا عندما توجه نحوه (المخربون) في حين ان الشرطة القت القبض عليه وتركت المسئولين الحقيقيين عن الشغب والذين هربوا الى شارع المعارض. واوضح الشاهد الثالث سامي المناسف انه بعد القبض على المتهمين توجهنا للشرطة ووجدناهما محتجزين واكد لنا احد الضباط بانه سيتم الافراج عنهما وجلسنا ننتظر ثم جاء الاثنان ولكن الشرطة رفضت ان تسلم (ماجد) جوازه وبعد دقائق اعتقلوا الاثنين مرة اخرى. واضاف المناسف كانت معاملتهم غير لائقة ولم نحصل على اي افادة وبقينا ننتظر ثم قالوا لنا راجعونا غدا ولم يعطونا اي معلومات حتى اليوم. واستغرب المناسف من تأكيد الضباط على اعتراف المتهمين وهو ما تناقلته الصحف وقال لنا انهم سيتم ترحيلهم الى المملكة غير اننا التقينا ب(ماجد) عن طريق الصدفة وهو في طريقه الى المستشفى بسبب اصابته في حادث الشغب. وقال الشاهد الرابع محمد المناسف: المتهمون السعوديون كانوا مسالمين وعلى الرغم من وجود مئات المشاغبين الذين توافدوا من كل مكان تم القاء القبض عليهم. واضاف المناسف كنا نعتقد بانهم يظنوننا بحرينيين لكون لباسنا مشابها لهم غير ان الشرطة احتجزتهم دون ذنب. واكد الشاهد الخامس علي المعيوف انه عندما القي القبض على (سعود) ذهب (ماجد) لنجدته وبقينا في المقهي وقال لنا صاحب المقهي ( لاتغادروا المكان.. واصحابكم سيأتون وانا مستعد ان اشهد بانكم جلستم عندي ولم تفعلوا شيئا حافظوا على هدوئكم ولا تخافوا). واضاف المعيوف شاهدنا سعوديين يضربون وسيارات تكسر وكنا نعرف انه من الافضل الابتعاد عن (المشاغبين) الا ان ما حدث لم يخطر على بالنا.. ونحن في انتظار ما يسفر عنه التحقيق. وافاد صحب المقهى (نضال) انه في ليلة رأس السنة وبينما كانت احداث الشغب تعم الشوارع ذهبت لاتفقد الزبائن حتى لا يخرجوا قبل ان يدفعوا (الحساب) فوجدت اثنين سعوديين يبدو عليهم التوتر. واضاف نضال سألتهم هل انتم محتاجون لمساعدة وكنت اظنهم لا يجدون ما يدفعون فأخبروني بان الشرطة القت القبض على صاحبهم الذي كان يحاول الرجوع الى المقهى وان احدهم ذهب للسؤال عنه. واوضح انضال انني احسست بانهم قلقون وخائفون فحاولت ان اطمئنهم وانا على استعداد بأن اشهد بان الاثنين اللذين تحدثت معهما كانا هادئين ولم يشاركا في اعمال الشغب. واضاف نضال ان جموعا من المشاغبين كانوا يتوجهون الى شارع الفاتح ويحاولون تخويف الآخرين بالمفرقعات ثم تصاعدت اعمال الشغب وقاموا بتكسير السيارات والمطاعم غير ان افعالهم تدل على انهم مراهقون ولا اعتقد انه توجد اي نية للاضرار بأناس معينين. وتنشر (اليوم) صورا من جوازات سفر الشهود بعد التأكد من دخولهم الى البحرين يوم 2002/12/31م في (ليلة رأس السنة) بالنظر الى ختم (الدخول) وتاريخه الامر الذي يدعو للتساؤل بشأن ضلوعهم في الشغب الذي وصفه بعض المسئولين البحرينيين بالمنظم. ولعل التساؤل المطروح.. اذا كان بعض السبعة القادمين الى البحرين جاء بهدف اثارة الشغب او المشاركة فيه فلماذا حضر معهم اقاربهم واصدقاؤهم ولماذا امتنعوا عن المشاركة في تلك الاحداث! لا توجد خلافات واعتبر المحامي محمد المطوع وامين سر الجمعية البحرينية لحقوق الانسان ان ما حدث لا تشير الدلائل الى ارتباطه باي خلافات بين الاخوة الخليجيين معتبرا مثل هذا العمل ليس من عادات ابناء الخليج العربي. واضاف ان ما حدث يعبر عن انفعالات بعض البحرينيين و تراكمات سابقة بسبب عدم توافر فرص العمل واماكن لقضاء وقت الفراغ مستبعدا ضلوع اي من المتهمين البحرينيين او السعوديين في احداث الشغب لاي اسباب اخرى. واكد المطوع ان المتجمهرين في (رأس السنة) جاءوا لاثبات وجودهم او البهرجة في حين ان بعض المنحرفين قاموا باعمال شغب وتبعهم بعض المراهقين. واضاف المطوع ان الشرطة لم تقم بضرب المتهمين اثناء اعتقالهم رهن التحقيق وانما حاولت الحصول على اعترافاتهم بطرق غير مشروعة الامر الذي دفعنا الى التنسيق مع وزارة الداخلية البحرينية لتنفيذ دورات في حقوق الانسان لضباط الامن ومسئول القضاء ممن يتعاملون مع المحتجزين. جوازات الشهود وختم دخول البحرين 2002/12/31م