أكد عدد من المثقفات والتربويات عن اعتزازهن بتوجيهات صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز الرئيس العام لرعاية الشباب وسمو نائبه صاحب السمو الملكي الأمير نواف بن فيصل بن فهد بن عبدالعزيز لافتتاح مركز ثقافي في محافظة الأحساء. وهذه خطوة رائعة تخدم كافة المثقفين والأدباء بمختلف مناطق ومحافظات المملكة من خلال التوسع في افتتاح المراكز الثقافية في المملكة . وعبرن أيضا عن رغبتهن في أن تقوم الرئاسة العامة لرعاية الشباب بافتتاح أندية ثقافية وأدبية للمرأة، من أجل تنامي الحركة الثقافية والأدبية للمرأة السعودية مع رعاية الأديبات والمواهب الشابة بالإضافة لنشر الوعي الثقافي للمرأة السعودية والاهتمام بالأنشطة الثقافية والأدبية .. وما بين هذا وذاك تساءلت عن إمكانية تواجد مراكز ثقافية نسائية . موقع فتاة الأحساء تقول نعيمة عبدالرحمن بالغنيم مديرة إحدى وحدة الدراسات والبحوث بإدارة الإشراف التربوي بالأحساء بأنه لا يختلف أثنان من ان المرأة تشكل نصف المجتمع بفاعلية ومساهمة الدور وليس بالعدد فلا ترقى أمة من الأمم تفضل هذا الجانب .. إن المرأة كائن حي بما تمتلكه من قدرات ومهارات ومواهب في شتى المجالات والميادين تتطلب تهيئة الفرص والسبل والامكانات والدعم المعنوي لنموها ورعايتها وأشارت لما اعلن عن خبر أنشاء مركز ثقافي تابع لجمعية الثقافة والفنون بالأحساء وتجنباً للإطالة فلن أشير إلى تاريخ الأحساء الأدبي العريق ولا إلى مكانتها العلمية عبر التاريخ ولا إلى دور المرأة بالمجتمع الأحسائي منذ القديم سواء في تعليم الفتيات من خلال مساهمات (المطوعات) أو احتراف المهن أو المساهمة بالزراعة. وتضيف بالغنيم أنه بودها التوجه بهذا التساؤل إلى القائمين على جمعية الثقافة والفنون والمسئولين عن إقامة المركز الثقافي أين موقع الفتاة والمرأة بالأحساء في هذا المركز ؟ كم هي المساحة التي ستخصص للمساهمات النسائية بهذا المركز ؟ وما الخطط التي وضعت من خلال مساهمات المركز الثقافي والمنتدى الأدبي لتنمية ودعم الجوانب الفكرية والأدبية النسائية بالأحساء وغيرها من التساؤلات ... أفكار لا تنفذ بينما تقول هالة العتيبي المحاضرة في جامعة الملك فيصل بالأحساء أن فكرة التجمع النسوي في منتدى ثقافي صغير ممتازة ويحوي نخبه من مثقفات المنطقة للمناقشة والاطلاع على أمور الفكر والحركة الثقافية مع طرح القضايا الهامة ومناقشتها وإيجاد الحلول المناسبة بعكس ما نلحظه من تجمع نسائي ربما في الملتقيات والجمعيات والمجالس التي تناقش وتطرح مجرد أفكار لا تنفذ بالنهاية، أو لعله وجاهة اجتماعية لذلك نلجأ في الغالب للمنتديات الثقافية في الأنترنت إلى أن توجد منتديات ثقافية تعالج قضايانا وتزودنا بالمستجدات في الساحة الثقافية والأدبية وإلى أن يحين هذا اليوم نحن في الانتظار. استكمال الدور أما المشرفة التربوية ناهد عبدالله الموسى فتحدثت عن الابتعاد عن النمط المركزي، خاصة في النشاط الثقافي فإذا كانت بلادنا بحاجة إلى عمل المرأة الرسمي فهي أيضا بحاجة إلى عمل المرأة غير الرسمي التطوعي من خلال مؤسسات المجتمع المختلفة كالجمعيات الخيرية والمراكز الثقافية لذا أرى أن ممارسة المرأة النشاط الثقافي في الأحساء من خلال هذا المركز سيكون استكمالاً لدورها في المشاركة بعملية التنمية حيث سبق وأن حققت المرأة ومازالت تحقق نجاحات مهنية خلال فترات زمنية قياسية في مجالات العمل الرسمي كالطب والتعليم وغيرها. وحيث أن الركيزة الأساسية للعمل غير الرسمي هي المشاركة من خلال الجهود الأهلية التطوعية ، فإن افتتاح هذا المركز سيكون انطلاقة المرأة لإثبات قدرتها في العمل الثقافي والذي يحركها ويدفعها إليه دعم القيم الايجابية والأرتقاء بالمستوى الحضاري للمجتمع بهدف تحقيق العدالة في ضوء شريعتنا الإسلامية. ولن نبالغ عندما نقول: إن المرأة السعودية لديها الوعي الكامل بأهمية التطوعي، وهذا أظهرته نتائج إحدى الدراسات المحلية بأن نسبة الوعي بأهمية العمل التطوعي للمرأة 99% وأرى أن النجاح في هذا المركز مرهون بالقيادة الإدارية النسائية الفعالة القادرة على تنسيق المجهودات وتوجيه الدافعية العالية للمرأة نحو العمل التطوعي بغية تحقيق الأهداف المنشودة كما أرى أيضا من مقومات النجاح للمركز الابتعاد عن النمط الإداري المركزي غير المناسب لمثل هذه المنظمات الإدارية والتي تتطلب المشاركة المجتمعية في عمليات التخطيط والتنظيم واتخاذ القرارات والمتابعة والتقييم. المحاباة والمجاملة وشاركت الأديبة والكاتبة بهية عبدالرحمن بو سبيت أنه بالطبع ممكن أن تحقق الأندية النسائية التابعة للنادي الأدبي احتضان المواهب والإبداعات وتشكيل كوكبة من العناصر المسائية ولكن شريطة أن تكون المشرفات من المختصات في الأدب، ولهن باع طويل في ذلك، وأن يكون التقييم للعمل الأدبي بعيدا كل البعد عن المحاباة أو المجاملة وما سواه من الأسباب الأخرى حتى نتمكن من افتتاح ناد نسائي يبرز النشاطات والفعاليات ليتم بعدها تحديد امكانيته لدعم الجهود والفعاليات الثقافية النسائية أولاً وأخيراً بالإضافة إلى أن محمد أحمد الشدي رئيس جمعية الثقافة والفنون لن يتوانى عن دعم وتشجيع الموهوبات والأديبات والشاعرات والتشكيليات في جميع المناطق بالمملكة، بحيث كانت له اليد الطولى سابقاً في تشجيع الكثيرين، لذلك نأمل مساعدته ودعمه لفكرة إنشاء أندية أدبية وثقافية نسائية في عدد من مناطق المملكة فهي بلا شك المكان الهادىء المساعد لظهور اكمال الإبداع وزيادة لصفاء الفكر والبال لهن. النساء لا يستفدن من الأنشطة الثقافية الرجالية