يرفع الرئيس الأميركي باراك أوباما الإثنين ميزانية العام 2013 إلى الكونغرس الذي يهيمن عليه خصومه الجمهوريون، قبل تسعة أشهر من الانتخابات الرئاسية التي يأمل في الفوز بها لولاية رئاسية جديدة من أربع سنوات. وكما ورد في خطابه عن حال الاتحاد، سيدعو أوباما إلى زيادة الضرائب المفروضة على الأغنياء لإعادة بناء الاقتصاد الاميركي على أسس سليمة بينما يثير انتعاش سوق العمل الأمل في تحسن الاقتصاد بعد الانكماش في 2007-2009. وكان أوباما صرح في الكونغرس في 24 يناير أنه يأمل في إصلاح الاقتصاد "ليتمتع الجميع بفرص ويقوم الجميع بواجباتهم ويلعب الجميع وفق القواعد نفسها". ومشروع الميزانية هذا الذي يمكن أن يصطدم بمعارضة الجمهوريين الذين يشكلون أغلبية في مجلس النواب، يشكل استمرارا للاتفاقات حول مكافحة العجز التي أبرمت مع البرلمانيين في 2011 مع تراجع النفقات بمقدار ألف مليار دولار على عشر سنوات. وفي فصل الواردات، أدرج أوباما إجراء تحدث عنه في الخطاب عن حال الاتحاد وهو "قاعدة بافيت" التي تقضي بأن تخضع العائلات التي يتجاوز دخلها المليون دولار شهريا لضريبة تبلغ نسبتها ثلاثين بالمئة على الاقل. ويأمل الرئيس الاميركي أيضا في السماح بانتهاء أهم الهدايا الضريبية التي قدمها سلفه جورج بوش في 2001 و2003 للأكثر ثراء واقتطاعات بقيمة 360 مليار دولار من النفقات الاجتماعية وخفض النفقات العسكرية بنسبة 5% بالمقارنة مع السنة المالية الجارية، بموجب خطة بدأت وزارة الدفاع الاميركية (البنتاغون) تطبيقها. وبإلغائه بعض امتيازات شركات النفط والغاز والفحم، ستسمح الخطة الميزانية بعائدات ضريبية قيمتها 41 مليار دولار. كما تقضي خطة أوباما بأن تساهم المصارف في العملية نظرا لمسؤوليتها في الأزمة المالية التي شهدتها البلاد في 2008، عبر عملية تسمح بجمع 61 مليار دولار على عشر سنوات. إلا أن هذا الاقتراح مطروح منذ سنتين ولم يناقشه الكونغرس يوما حتى عندما كان حلفاء أوباما يشكلون أغلبية فيه. أما في فصل النفقات، فحددت الميزانية أكثر من 350 مليار دولار لتحسين سوق العمل و476 مليارا أخرى للبنى التحتية. وتنص الميزانية على عجز قدره 901 مليار دولار للسنة المالية 2013 التي ستبدأ في الأول من أكتوبر المقبل أي قبل شهر واحد من الانتخابات الرئاسية التي ستحدد مصير أوباما. ويشكل هذا المبلغ 5,5 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي للولايات المتحدة. وسيعرض أوباما ميزانيته على الأميركيين الإثنين خلال زيارة لانانديل شمال فيرجينيا (شرق) قرب واشنطن.