أين ذهب الحرفيون والفنيون والعمال المهرة من السعوديين ؟ هذا السؤال لابد أن يطرح نفسه عليك بقوة وإلحاح، إذا فاجأك حظك السيء بعطل في جهاز من الأجهزة الكهربائية أو الإلكترونية بمنزلك، واضطررت إلى الذهاب به لأحد المحلات أو الدكاكين أو الورش التي تضع فوق أبوابها لافتة تكاد تفقأ أعين الناظرين، تعلن أن المحل أو الدكان أو الورشة مختصة بإصلاح الأجهزة الكهربائية أو الالكترونية . فلا بد لمن يذهب إلى إحدى هذه الورش أو أحد هذه المحلات أو الدكاكين، أن يرى العجب العجاب، وأن يدوخ في فهم ما أصاب الراديو أو التلفزيون أو المسجل أو الثلاجة وفي أغلب الأحوال فإن (الصديق) أو (الرفيق) الذي يعمل في الورشة أو الدكان، سوف يصنع من الحبة قبة، حتى يبالغ في تقدير (أتعابه) وهذا أول ما يفاجئك به الفني أو الحرفي الذي يعمل في هذه الورش والمحلات، وبعد ذلك لا يهم إن تسلمت جهازك في حالة جيدة، ولا يهم إن أصلحه أو أفسده ، فضلاً عن ضياع الكثير من وقتك في التردد عليه، لأنه لا يخدم موعداً ولا يقدر قيمة الوقت لدى الآخرين ! ويتساءل المرء، ولا يملك إلا أن يتساءل عن العمالة الوطنية التي كانت متوافرة بأعداد كبيرة منذ ثلاثين عاماً في مجالات الحرف الفنية المختصة بإصلاح الأجهزة الكهربائية والمنزلية والساعات، حيث كنا نجد الفنيين والحرفيين السعوديين في مختلف هذه المجالات، بينما أصبحت الآن حكراً على العمالة الأجنبية الوافدة، وخلت الساحة لهؤلاء مع ما يصاحب سيطرة هذه العمالة على هذه السوق بكاملها من خلل ومشكلات وغياب الخبرات الفنية والحقيقية التي نفتقر إليها في عدد من المجالات. والاقتراح الذي نقدمه ل (المنتدى الاقتصادي) ونرجو أن تتبناه وتزكيه لدى صندوق تنمية الموارد البشرية ومديره العام د. محمد عبدالعزيز السهلاوي : لماذا لا يخطط الصندوق لتدريب شبابنا السعوديين على مثل هذه الحرف الفنية التي تحتاج إلى الكثير من الأيدي العاملة في مختلف مناطق المملكة ومدنها ؟ ألا نتحدث كثيراً عن احتياجات السوق؟ فلماذا إذن لا نقوم بتدريب وتأهيل مئات الشباب على المهن التي تحتاجها السوق فعلاً ، ونكون قد ضربنا عصفورين بحجر كما يقولون أولهما الإسهام في تحقيق هدف توطين الوظائف والمهن وإحلال القوى العاملة السعودية محل العمالة الوافدة، وثانيهما هو تغطية احتياجات السوق من العمالة الوطنية. محمد مبارك العجمي الدمام