الجانب الأسري والنشأة تعد أسرة آل الشيخ مبارك في طليعة الأسر العلمية الشاعرة في الأحساء على الإطلاق، وأكثرها علماء وشعراء وأدباء. النشأة: أما نسبة: فهو أحمد بن علي بن عبد الرحمن آل الشيخ مبارك من أسرة آل الشيخ مبارك التي ينتهي نسبها إلى قبيلة بني تميم كما ذكرت آنفا. وأما مولده: فقد شرفت بمولده مدينة الهفوف في الأحساء، عام ألف وثلاثمائة وسبعة وثلاثين للهجرة. وقد بدت مخايل النجابة على شيخنا باكراً، فلما بلغ السابعة من عمره أرسله والده إلى الكتاب "المطوع"، وبعد أن ترعرع وبلغ الثانية عشرة من عمره اختلف إلى مجالس العلماء ومساجدهم ومدارسهم الدينية. ولما بلغ الرابعة عشرة من عمره اختلف إلى علماء آخرين من غير أسرته آل مبارك فقد لازم كلا من الشيخ عبد العزيز بن صالح العلجي، والشيخ أحمد بن سعد المهينى، وكان لهما أثر كبير في حياته. ولما بلغ الخامسة عشرة ذهب إلى بغداد ودخل المدرسة التي كانت نفسه تتطلع إليها، وكانت تسمى "دار العلوم العربية والدينية"،التي يقال بأنها أنشئت في العصر العباسي في سنة 459 ه ثم اندثرت، فلما جاءت النهضة الحديثة أرادوا إحياءها فجعلوها مدرسة ثانوية يتخرج منها الطلاب بعد حصولهم على الشهادة الابتدائية.. ولكن إقامته في العراق لم يتيسر لها الاستمرار بسبب عدم حصوله- سلفاً- على الابتدائية، التي لم تكن قد فتحت في الأحساء إلا في عام 1356ه ، ولم يكن سفره في بعثة رسمية، ولذلك ترك العراق وعاد إلى والده. كتب معه والده كتاباً إلى الملك عبد العزيز- يرحمه الله- راجياً منه ابتعاثه إلى مصر متميناً أن لا تكون دراسته إلا في الأزهر وقد تم لوالده ما أراد وأدخل الأزهر.. وتدرج في دراسته الإعدادية والثانوية ثم التحق بكلية اللغة العربية وهي إحدى كليات الجامعة الأزهرية وحصل منها على ليسانس في اللغة العربية وآدابها ثم التحق بجامعة عين شمس وحصل منها على دبلوم في التربية وعلم النفس من معهد التربية العالي المعروف. أعماله الوظيفية: التحق بمديرية المعارف العامة.. وكان مركزها حين ذلك في مكةالمكرمة.. وكانت أول وظيفة كلف بها مفتشاً عاماً على المدارس الابتدائية والثانوية. وبعد سنة من تعيينه نقل معتمداً للمعارف في منطقة جدة ورابغ.. ثم لما تحولت المعارف إلى وزارة سنة 1373ه أصبح مسمى وظيفته مديراً للتعليم بمنطقة جدة ثم في مطلع 1375 ه انتقل إلى وزارة الخارجية وتقلب في عدة وظائف ورأس عدة إدارات بها ثم نقل إلى سفارة جلالته في الأردن لمدة خمس سنوات ومنها مستشاراً لسفارة جلالته في الكويت عند افتتاحها بعد الاستقلال ثم قنصلاً في مدينة البصرة ثم قائماً بالأعمال بالأصالة لسفارة جلالته في غانا ثم عين سفيراً لجلالته في قطر كأول سفير للمملكة في قطر بعد استقلالها ثم سفيراً في وزارة الخارجية حيث رأس الإدارة الإسلامية ومن خلال رئاسته للإدارة الإسلامية كلفته الوزارة أن يكون ممثلاً للمملكة العربية السعودية لدى اجتماعات منظمة مؤتمر وزراء خارجية الدول الإسلامية التي تقام في مقر المنظمة في جدة أو تقام في إحدى الدول الإسلامية الأعضاء في المنظمة.. كما اختير نائباً لرئيس صندوق التضامن الإسلامي التابع للمنظمة مدة اضطلاعه بالإدارة الإسلامية، كما عين عضواً في اللجنة التحضيرية للشؤون الإسلامية.. وفي غرة صفر سنة 1415ه انتهت خدماته في الوزارة وأحيل إلى التقاعد.. اهتماماته الأدبية والتاريخية: @ ألقى عدة محاضرات في القاهرة سواء في الأندية الأدبية أو في الإذاعة المصرية عن تاريخ المملكة وعن أدبائها وشعرائها وعن حياة عاهلها الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله تعالى- وذلك أثناء دراسته بها.. @ ألقى عدة محاضرات في عدة مدن في المملكة بدعوة من الأندية الأدبية والهيئات بها. @ اختير عضواً لمجلس إدارة النادي الأدبي والثقافي في جدة.. @ ولما أنشئ النادي الأدبي في المنطقة الشرقية بالدمام اختير عضواً لمجلس الإدارة به ولا يزال حتى الآن.. @ كما أنه عضو شرف في رابطة الأدب الإسلامي العالمية. @ عين أستاذاً غير متفرغ في كلية التربية في جامعة الملك فيصل بالأحساء منذ العام الجامعي 1418/ 1419ه. @ عين عضواً في مجلس الأمناء في مؤسسة الشيخ حمد الجاسر الخيرية منذ عام 1423ه. نتاجه العلمي والأدبي: أما نتاجه الأدبي والتاريخي فقد نشأ معه منذ نعومه أظفاره فقد كتب وهو في سن الخامسة عشرة من عمره تقريباً بحثاً مدعماً بالأدلة من شعر المتنبي على من أنكر أن المتنبي كان يهجو كافور الإخشيدي ملك مصر في نفس القصائد التي كان يمدحه فيها.. كما أنه مارس قول الشعر والكتابة في موضوعات مختلفة نشر بعضها في الصحف.. كما أشار إلى شعره الأستاذ عبد السلام الساسي في موسوعته الأدبية والأستاذ صالح جمال الحريري في كتابته: " من وحي البعثات"، والدكتور خالد بن سعود الحليبي في كتابه "الشعر في الأحساء في العصر الحديث"، وعبد العزيز بابطين الكويتي الجنسية في كتابه "معجم البابطين للشعراء العرب المعاصرين" وغيرهم. مؤلفاته: وله عدة مؤلفات اثنان منها قيد الطبع، وهما: رحلة الأمل والألم، وعبقرية الملك عبد العزيز، وأخرى لا تزال مخطوطة. الأحدية: ويقيم ندوة أدبية ثقافية أسبوعية بعد صلاة العشاء كل يوم أحد من كل أسبوع عدا العطل الرسمية المدرسية في منزلة بالأحساء بدأت منذ 1411ه ولا تزال. @@ د. خالد بن سعود الحليبي