هناك بعض المدربين الحقيقيين يتركون بصمة واضحة على الفرق التي يشرفون على تدريبها حتى بعد رحيلهم، ومن هؤلاء مدرب القادسية السابق البرازيلي كابرال الذي نجح في صناعة نجوم واعدة للفريق القدساوي، اصبحوا في الوقت الراهن العمود الفقري لقادسية الخبر، ومن هؤلاء لاعبا المنتخب الاول ياسر القحطاني، وسعود كريري اللذان شاركا مع المنتخب السعودي الاول لكرة القدم في بطولة كأس العرب الثامنة بالكويت، وسجل القحطاني هدفين في مرمى المنتخب اليمني. وصناعة المواهب عادة ما تكون من المدربين المحترفين الذين يحترمون مهنتهم وعملهم لان اخلاصهم يدفعهم للبناء المستقبلي، ولاتهمهم النتائج الوقتية، وهذا ما فعله كابرال عندما تخرج من مدرسته نجوم لامعة في الفريق القدساوي آنذاك امثال عبده حكمي وسعيد الودعاني والقحطاني وكريري وغيرهم حيث يجني القادسية عمل كابرال السابق بهؤلاء النجوم، ولم يكن كابرال آنذاك سمسارا يساوم اللاعبين غير السعوديين من اجل حفنة دولارات تدخل جيبه من مقدم عقود ورواتب الاجانب آنذاك، بل كان هدفه الاول والاخير هو بناء مستقبل قوي لكرة القدم القدساوية. ومما ميز نظرة كابرال الاحترافية في ذلك الوقت هو اصراره على عودة المهاجم الفذ صالح القنبر لصفوف الفريق بعد ان كان اصحاب القرارات الهوجاء لا يودون وجوده في الفريق، الا ان كابرال واجه تلك الاراء بمساندة عضو مجلس الادارة السابق احمد القرون، وعاد القنبر وكان سببا في صعود القادسية اول مرة قبل ثلاث سنوات، وساهم في الدوري هذا الموسم في تسجيل الاهداف في الفرق الكبيرة، ليؤكد كابرال عمق نظرته الفنية الثاقبة، ولو ترك الامر للبعض لخسرت القادسية مهاجما فذا مثل القنبر الذي اصبح في الوقت الراهن الورقة الرابحة للفريق. الصناعة الكابرالية آتت ثمارها للقادسية، وجاء غيره ليجني ثمار عمله، ويستفيد من صناعته. ياسر القحطاني النجم القادم لخط المقدمة في المنتخب السعودي له قصة طريفة في بداية مشواره نحو النجومية، حيث عرف عنه انه نجم في ملاعب الحواري، وتدرب في الاتفاق وعندما ارادوا تسجيله طلب مبلغا زهيدا 30 الف ريال، الا ان الادارة الاتفاقية السابقة رفضت طلبه فاتجه الى القادسية وسجل في كشوفاتها ومنذ ذلك الحين انطلق مع كابرال نحو النجومية. القادسية فريق يضم حاليا مواهب كابرالية وهي قادرة على المنافسة للتأهل للمربع الذهبي متى ما اجاد القائمون على الفريق التعامل مع هذه المواهب بطموح المنافسة، وليس بطموح البقاء في الاضواء فقط، فالفريق الذي يضم نجوما مثل القنبر والقحطاني وكريري وعبده حكمي والودعاني لايمكن ان يكون طموح هذا الفريق مجرد البقاء في الاضواء، بل المنافسة هي ماتناسب هذا المواهب. المطلوب الثقة في مجموعة النار القدساوية، كما وثق الاتفاقيون في عهد الثمانينات في مجموعة باخشوين وسعدون والدبيخي ومروان الشيحة وحققوا لناديهم انجازات كبيرة وهم مجموعة شباب اذهلوا الجميع بالعروض والنتائج والانجازات.