أفاد مسؤول امريكي كبير ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري ظل حتى اللحظة الاخيرة يتخوف من فشل مفاوضات جنيف حول الملف النووي الايراني، كاشفًا ان الاتفاق الذي تم التوصل اليه هو ايضا ثمرة مفاوضات سرية بدأت قبل اشهر في سلطنة عمان. وعلى متن الطائرة التي عادت بالوزير والوفد المرافق الى الولاياتالمتحدة قال المسؤول الكبير في الخارجية الامريكية لصحافيين في عداد الوفد طالبًا منهم عدم ذكر اسمه: ان «خطة العمل» التي تم التوصل إليها بين ايران ومجوعة الست ليست ثمرة مفاوضات جنيف وحسب، بل ان الاعداد لها بدأ قبل اشهر خلال مفاوضات سرية جرت في سلطنة عمان بين مسؤولين من البيت الابيض ووزارة الخارجية الامريكية من جهة وآخرين ايرانيين من جهة ثانية. واضاف ان سلطنة عمان، قامت بدور وساطة بالغ الاهمية، مضيفًا ان كيري كانت له، حتى منذ ما قبل توليه مهام وزارة الخارجية في الاول من فبراير، اي حين كان رئيسًا للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، اليد الطولى في اطلاق هذه المفاوضات السرية. واوضح ان ادارة أوباما كلفت السناتور كيري، خلال زيارة قام بها الى مسقط، استطلاع الاجواء لمعرفة ما اذا كان مسؤولو السلطنة يرغبون في المساعدة في تسهيل حصول محادثات مباشرة بين الامريكيين والايرانيين. وكان مسؤول اميركي آخر تحدث خلال نهاية الاسبوع المنصرم عن حصول «عدد قليل من اللقاءات الثنائية مع الايرانيين منذ انتخاب الرئيس الايراني حسن روحاني» في يونيو، مؤكدًا بذلك ما سبق وكشفه موقع «المونيتور»، الذي نقل عن مسؤولين امريكيين آخرين ان اللقاءات المباشرة بين الاميركيين والايرانيين جرت «مرات عدة» وتولاها عن الجانب الامريكي كل من المسؤول الثاني في الخارجية وليام بيرنز، كبير المفاوضين السابق حول الملف النووي الايراني، وجيك ساليفان مستشار الامن القومي لنائب الرئيس جو بايدن. وبحسب المسؤول في الخارجية الامريكية فإن كيري ظل حتى «الساعات الاولى من فجر» الأحد غير واثق من حتمية التوصل الى اتفاق. وفي نهاية المخاض العسير تم الاعلان عن ولادة الاتفاق، بعد اجتماع نهائي حاسم ضم كيري ونظيريه الاوروبية كاثرين آشتون والايراني محمد جواد ظريف، وكان الموضوع الوحيد المطروح على جدول اعماله «يقبل الاتفاق او يسقط». وتابع ان كيري لم يفقد طوال هذه المحادثات الماراثونية الامل في التوصل الى اتفاق، غير انه لم يسقط من حساباته ابدا امكانية ان تبوء المفاوضات في النهاية بالفشل، لا سيما بعدما شاهد نظيره الايراني في وقت ما من مساء السبت قلقًا، ويتعرض على ما يبدو لضغوط من طهران. ولكن في النهاية رأى الاتفاق المرحلي النور، وقد رحب كيري بولادته قائلاa «الآن بدأ الجزء الصعب» المتمثل في التوصل في غضون ستة اشهر الى اتفاق نهائي حول البرنامج النووي الايراني.