الترابط الاسري بين افراد الامة مطلوب والعمل في صالح الجماعة هو حبل الله المتين (واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) وفي منثور الحكم (عليكم بالجماعة فإنها حبل الله الذي أمر به وإن ما تكرهون في الجماعة والطاعة خير مما تحبون في الفرقة) فالناس في هذا الزمان بحاجة ماسة إلى رأب الصدع وجمع الكلمة ولم الشمل.. ومن ثمرات الجماعة الواحدة التعاون على البر والتقوى وانني لاشيد ببعض المجهودات الخيرية الطيبة في بعض الاسر الفاضلة التي عملت على جمع شتات المجتمع الصغير وكونت ما يسمى (المجلس العائلي) الذي هو عين الصواب وطريق النجاح لربط الاسرة بعضها ببعض ولكن مما يؤخذ على بعض المجالس انها اقتصرت على المناسبات حال الفرح وحين الحزن ولكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا لا تتعدى هذه المحدودية الى نطاق اوسع بان يكون من اهدافها الرئيسية: 1 اجتماع العائلة دوريا لمناقشة ومتابعة اوضاع الاسرة على ان تتألف من ادارة ترعى شئون الاسرة يتسيدها رجل له سبق في الخبرة ودراية في العمل وتقوى وصلاح او مما تثق فيه الجماعات وتألفه. 2 عمل برنامج شهري دوري او مشرف مما تثق فيه الجماعة يكون مقررا يتابع خطوات النجاح ويسجل خطوات القصور لاجل المتابعة والدراسة والتصحيح. 3 صندوق خيري للجماعة لتقديم الخدمات الاجتماعية لمواساة الفقراء والمحتاجين والاحسان اليهم ولا بأس ان يمتد عطاء هذا الصندوق الى خارج الاسرة ففي ذلك خير كثير واجر عظيم. 4 عمل مجلس شورى من اهل الدراية والخبرة والعلم والفطنة ينبثق من المجتمع الصغير لاخذ الرأي السديد منهم فيما يخص افراد الاسرة في شئون حياتهم قال بعض البلغاء: (من حق العاقل ان يضيف الى رأيه آراء العقلاء ويجمع الى عقله عقول الحكماء فالرأي الفذ ربما زل والعقل الفرد ربما ضل) وقال بشار بن برد:==1== اذا بلغ الرأي المشورة فاستعن==0== ==0==برأي نصيح او نصيحة حازم ولا تجعل الشورى عليك غضاضة==0== ==0==فإن الخوافي قوة للقوادم.==2== 5 عمل حلقات دينية وادبية اجتماعية تعود على الاسرة بالمنفعة العاجلة والآجلة للتفكير فيما هو اصلح وللعمل فيما هو اجدى وانفع كبيان خطر الغيبة والنميمة وهتك اعراض الناس. 6 انعقاد المجلس لبسط القضايا الاجتماعية التي ربما نشأت من خلافات عائلية ووضع الحلول المناسبة لها كما دعا اليه ديننا الحنيف. 7 حضور جلسات المجلس يعني استمراريته فلذا ينبغي من الجميع عدم التأخر الا لسبب يدعو الى ذلك.. وفي هذه الاثناء يجب انابة آخر من العائلة للحضور. كما ينبغي الارتباط الوجداني من خلال الزيارات المتبادلة وتقديم بعض المخصصات الخاصة لبعض الافراد وتبادل الهدايا في المناسبات كل فيما يستطيعه وفي حدود الامكانات كل هذا يضفي على الاسرة ارتباطا وثيقا يكون له اعمق الاثر واصدقه في المحبة. هكذا نريد بناء مجتمع نظيف كريم واسرة صالحة والله من وراء القصد.