لست في هذه العجالة اكيل لوما لمعاليكم, واشير الى تقصير, بل هي ملاحظات عابرة اطرحها كما استقيتها من ألسن الناس, وتعلمون, وانتم خير العالمين, بان الصحافة اداة ربط بين المسؤول والمواطن, وما اردت بهذه الملاحظات التي اسوقها هنا الا الاشارة الى آلام البعض وشكاواهم, فهناك ازمات الاراضي المعطلة, وتعد بالآلاف في مختلف مناطق المملكة دون تحديد, ومعاملات الاراضي تسير في امانات المدن سير السلحفاة, وليتها تصل, فالعقبات متواصلة, والعراقيل طويلة, ضمن دائرة الروتين القاتل الذي لاتريد تلك الامانات منه انفكاكا, او انها وطنت موظفيها عليه, فاصبح ملازما لهم كظلالهم, وترتبط بمشكلة الاراضي المستعصية, هذه الاكوام من المعاملات التي تنطبق عليها المقولة السائدة بين الناس (محلك سر) فهي لاتريد الحركة, ومابرحت تراوح في مكانها منذ ازمان بعيدة, رغم ان البت فيها يعتبر من الاولويات التي اعلم تماما حرص معاليكم على الالتزام بها. مضاعفة الجهد هذه الاولويات التي لاتخفى عليكم تبرز باستمرار في توصيات وتوجيهات القيادة الرشيدة, ولعل آخرها ماصدر عن جلسة مجلس الوزراء التي عقدت بعد ظهر يوم الاثنين الفائت برئاسة قائد هذه الامة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حيث وجه حفظه الله اصحاب السمو امراء المناطق واصحاب المعالي الوزراء بالاهتمام بشئون المواطنين والمقيمين, ووجه ايضا بمضاعفة الجهد في سبيل الارتقاء بالخدمات المزجاة للمواطنين, والسهر على ما يحقق المزيد من تحقيق مصالح مواطني المملكة والمقيمين فيها, وهذه توصية تتكرر باستمرار من القيادة الرشيدة حرصا منها على راحة الانسان السعودي الذي يمثل محور التنمية واساسها واليه يجب ان توجه الخدمات المؤدية الى استقراره وطمأنينته, ولاشك ان انجاز معاملات المواطنين وعدم تأخيرها هو من اهم الواجبات التي يجب ان يتحملها كل مسؤول, وعلى رأسهم معالي الوزراء, كل في مجال اختصاصه. تصريف الأمطار ثمة يامعالي الوزير امور عديدة يشكو منها المواطنون ويئنون تحت وطئتها منها على سبيل المثال لا الحصر هذه الامطار الموسمية التي تهل على المملكة, وفيها خير وبركة, غير ان فيها تخريبا للشوارع والمحلات التجارية والمنازل, وساحات تخزين البضائع, ونحوها من المنشآت, ويعود ذلك الى عدم وجود تصريف لمياه الامطار, فعندما يهطل المطر بغزارة يرفع المواطنون اكفهم للتضرع الى المولى بالشكر والامتنان على هذه النعمة, ولكنهم في ذات الوقت الذي يجب فيه الشكر لرب العباد يعانون الأمرين من هذه الامطار, فهي تضيع هدرا, ومنذ زمن بعيد ونحن نسمع عن مشروعات سوف تتم في كل بقاع المملكة لتصريف الامطار, غير ان السنوات تمر تباعا دون تحقيق تلك المشروعات, ودون ان ترى النور, وتظهر على ارض الواقع, وكأنها كما يقول العامة (بيض الصعو) تسمع به ولاتراه, وتعلمون معاليكم ما تخسره الدولة من اموال طائلة في سبيل اصلاح ما تخلف من الامطار في الشوارع الرئيسية والفرعية. مشاكل الواحة وان كان لنا ان نعرج قليلا على واحتنا الخضراء (الاحساء) فيشهد الله ان كثيرا من مشروعاتها معطل, وهي قيد الدراسة والبحث منذ سنوات عديدة, اهالي هذه الواحة العريقة يشتكون من امور عديدة لا اول لها ولا اخر, فباستثناء مصارف المياه في الشوارع فانهم يشتكون من تعطل البت في اراضيهم في البلدية, ويشتكون من الاجراءات الروتينية المعقدة اثناء استخراج الرخص, ويشتكون من عدم الاهتمام بشاطئ العقير الذي يعد لو اولى اهتماما من اهم المرافق السياحية في المنطقة الشرقية على الاطلاق, فهو بحاجة الى عناية خاصة لانه يمثل (او يفترض ان يمثل) متنفسا لاهالي الاحساء في عطلهم الاسبوعية والطويلة ايضا, غير ان المشروعات التي نسمع عنها ولانراها الخاصة بالعقير تحول دون انقاذه من وضعه الراهن ليتحول الى منطقة جذب سياحية, وهذا ما يتوق له ابناء الاحساء. افتراش الساحات ثمة ازمات ايضا تتعلق بافتراش الساحات للبيع, وهذه مشكلة لاتعاني منها محافظة دون سواها, فهي منتشرة في كل محافظات ومناطق المملكة دون تحديد, وفيها تشويه واضح لمعالم المدن بما يسيء الى سمعة البلاد, ويظهرها بمظهر غير لائق, فافتراش الساحات لايكون في مواسم الحج والعمرة والزيارة في الاماكن المقدسة فحسب, كما هو معروف, ولكن هذه الظاهرة السيئة انتشرت في اصقاع كثيرة من المملكة بشكل مزعج والامر بحاجة الى معالجة جذرية وحاسمة, ولعل لهذا الافتراش ارتباطا ايضا بمشكلة البيع الجائل في المدن اثناء الحج والعمرة والزيارة, غير انني اظن ان هذه المشكلة امتدت برأسها ايضا الى المدن الكبرى بالمملكة مثل الرياضوجدةوالدمام, ورغم ملاحقة الامانة لاولئك المخالفين, الا انها للاسف الشديد ملاحقة وقتية, فسرعان ما يعود اولئك الى مخالفتهم بعد تخفيف الضغوط من قبل الموظفين المختصين بالبلديات, فتنطبق عليهم المقولة السائدة (عادت حليمة لعادتها القديمة). سعودة الأسواق هناك يامعالي الوزير مشكلة ايضا تتمحور حول سعودة اسواق الخضار, فهذه السعودة نسمع بها, ولانراها في تلك الاسواق, فالعمالة من مختلف الجنسيات موجودة في تلك الاسواق, لاسيما الهنود والفلبينيين والسيريلانكيين, وسواهم, بل ان هذه العمالة منتشرة ايضا في (السوبر ماركات) ان صح الجمع بهذه الطريقة, وقد سمعنا مرارا عن الخطوات المبذولة من قبل الوزارة لسعودة تلك الاسواق, ولكن دون ان يتحقق هذا الحلم بطريقة مشهودة وملموسة, ولعل من العجب العجاب ان المواطن السعودي عندما يتجول في بعض اسواق الخضار في دول الخليج لايرى هذه الظاهرة بهذا الحجم الكبير الماثل في اسواقنا بالمملكة, والمسألة بحاجة ملحة الى حل, ولست اشك اطلاقا ان في (شبابنا البركة) وافضل من التسول بما يحمله من ذل ان يتوجه هؤلاء الى البيع في تلك الاسواق, لاسيما ان (قناع التستر بالغنى) في المملكة سقط سقوطا ذريعا منذ الزيارة التي قام بها سمو ولي العهد الى الاحياء الفقيرة بالرياض, فالفقر ليس عيبا, ولكن العيب هو التستر عليه وعدم اظهاره لمعالجته ومعالجة اسبابه. أين الخدمات؟ ثمة مشكلة ايضا يامعالي الوزير تتعلق بالمخططات السكنية الحكومية التي لم تصل اليها الخدمات منذ سنوات عديدة, واطرح امامكم على سبيل المثال لا الحصر ضاحية الملك فهد بالدمام, فهذه الضاحية لم تصلها الخدمات رغم تخطيطها منذ اكثر من عشرين عاما, ويمكن ان نقيس على هذه الضاحية عدة ضواح منتشرة في طول البلاد وعرضها, وهذه مشكلة يعاني منها المواطنون الامرين, فلا يعقل ان تقام الدور السكنية في هذه الضاحية او تلك, وهي خالية من الخدمات تماما, وعلى رأسها بطبيعة الحال الخدمات الملحة كالكهرباء والمياه والهاتف وشبكات الصرف الصحي, ولاشك ان المسألة صعبة للغاية اذا تخيلنا ان عدة ضواح سكنية في المملكة خالية من تلك الخدمات الضرورية التي لايمكن ان تستقيم الحياة بدونها, وهذه الضواحي في امس الحاجة لادخال الخدمات سواء الى ضاحية الامير محمد بن فهد بالدمام التي ضربناها كمثل او غيرها من الضواحي والاحياء السكنية الاخرى. قلة الموظفين ثمة مشكلة قد لا تخفى على معاليكم وهي افتقار بلديات القرى والمجمعات القروية للامكانات الادارية والموظفين, وهذه مشكلة تقلل من فعاليات المرافق الهامة, واحيانا يلاحظ ان الضغوط على تلك المرافق كبيرة للغاية, ولكن الاعمال تبقى دون انجاز لقلة الامكانات الوظيفية تحديدا, وثمة مشكلة اخرى تصلني باستمرار من المواطنين واسمعها منهم مباشرة وهي الخاصة بضعف الرقابة الصحية على المطاعم سواء في المدن الرئيسية او غيرها من مدن المملكة, وكم سمعنا عن حالات تسمم عديدة بفعل انعدام تلك الرقابة بنسب متفاوتة, صحيح ان المراقبين قد ينشطون احيانا, غير ان ذلك يتم حين اكتشاف حالة من الحالات, اما استمرارية الرقابة فهي معدومة تماما, ولا اقول هذا جزافا, بل من كثير من المواطنين الذين يلمسون بانفسهم انعدام تلك الرقابة الصحية, وتعلمون معاليكم اهمية الحفاظ على صحة المواطنين لاسيما من اصحاب تلك المطاعم الذين لايولون لنظافة مطاعمهم اي اهتمام. المساهمات المتعثرة ثمة يامعالي الوزير مشكلة اخرى تتعلق بالمساهمات المتعثرة داخل النطاق العمراني, وكان يفترض من الوزارة ان تتدخل منذ زمن بعيد لتشكيل لجنة تعالج هذه المساهمات المتعثرة وتضع حلولا جذرية لها تؤدي الى استثمارها, لاسيما ان مساحات تلك المساهمات كبيرة للغاية داخل المدن, وثمة مشكلة اخرى يا معالي الوزير احبذ لو سارعتم في معالجتها بشكل حاسم وجذري وهي تتعلق بالتراخيص, لبعض المهن, ولا ادري لماذا تبقى هذه التراخيص من مسؤولية البلديات, من الافضل والاجدى ا ن تكون تحت اشراف وزارة التجارة والغرف التجارية بدلا من وزارتكم, اضافة الى هذه المشكلة التي اقترحت امكانية حلها بتحويل التراخيص من وزارتكم الى وزارة التجارة فانني اتساءل عن الطرق الدائرية في بعض مدن المملكة, واخص بالذكر هنا الطريق الدائري بمدينة الدمام, فهو طريق طال انتظارنا لانجازه دون ان نراه, والوعود كثيرة, ولكنها لاترى بالعين المجردة. الطرق الدائرية وارتباطا بالمطالبة بانفاذ الطريق الدائري بمدينة الدمام فثمة مداخل مدينة الدمام من الناحية الغربية (مطار الملك فهد والجبيل والكويت والاحساء) كل هذه المداخل تصب في شارع واحد فقط هو طريق الملك فهد...وهذا يشكل ازدحاما مهولا, فلابد من تخفيف اعباء الازدحام عن طريق انشاء الانفاق والكباري كما هو معمول به في عدة مدن رئيسية بالمملكة, فثمة اختناقات مرورية لايمكن تصورها بفعل تواجد هذه المشكلة التي لن تحل بحزم وحسم الا عن طريق انشاء الانفاق والكباري على هذه المداخل الضرورية, واضافة الى هذا الطلب اهمس في اذن معاليكم بصوت مرتفع لاقول ان مخطط جنوب غرب الدمام ويضم هذا المخطط الفيصلية والنزهة وزهرة الفيصلية والاستراحات وكذلك المخطط رقم 244 ورقم 163, وكلها مخططات قائمة في حد ذاتها, ومأهولة بالسكان وبها مجمعات سكنية كبيرة ولكن ليس بها بلدية اوفرع للبلدية. ذوو الاحتياجات الخاصة وعن فئة عزيزة وغالية من ابناء المجتمع انقل الى معاليكم معاناة المعاقين وهي الفئة التي لاتزال تنتظر من معاليكم خطوات جادة وواضحة لازالة كافة المعوقات التي تقف في طريقهم. هذه الفئة لم تجد حتى الآن مايسمح لها بالتنقل وسط المدن, فالمواقف المخصصة لها غير كافية, عوضا عن الممرات الخاصة بهم. الاستثمار السياحي كما اهمس ايضا في اذن معاليكم مذكرا بان ثمة مخططات جميلة بالمنطقة الشرقية محاذية لشاطيء العزيزية, مثل مخطط الجامعة ومخطط (26) وغيرها من المخططات, هذه بحاجة ملحة لينشط العمل الاستثماري بها حتى تتحول الى مواقع جذب سياحي, وهي مؤهلة لهذا التحول بحكم قربها من البحر, ومن ضمن ما اهمس به في اذن معاليكم ايضا بصوت مرتفع همسة اشعركم فيها باصوات بعض المواطنين الذين ينتظرون منحهم اراضي في ضاحية الملك فهد. ولعل آخر الهمسات.. ولا اريد ان اثقل على معاليكم هي مشكلة الصرف الصحي في كثير من انحاء الدمام واخص هنا (سوق الغنم) فالروائح المنبعثة منه زكمت انوف السكان في هذا الحي, واصابت بعضهم بالربو, وملاحظة اخرى على عجل, (وما اكثر ملاحظاتي) هي اهمية تفعيل استثمار اراضي البلديات, فالمواطن العادي لايسمح له باستثمارها, والمستثمرون دائما هم اصحاب (الواسطات) وهم كثيرون.. فلابد من منح تلك الاراضي لمن اراد الاستثمار لكل مواطن يرغب في ذلك بشكل عادل وواضح, دون واسطات و (حب خشوم). محمد حمد الصويغ - الدمام د. محمد الجار الله م. ابراهيم بالغنيم