عرفت الشيخ حمد رحمه الله في سن مبكرة حين كان التاكسي يأخذني الى جريدة (اليوم) في المبنى القديم قرب خط سكة الحديد. هو رئيس مجلس ادارة وانا المحرر الصغير حيث لا رابط بين رئيس ومحرر صغير لا اسم له. في ذلك المبنى قدمني الاستاذ مساعد الخريصي اليه وكان سؤاله الاول (اسري) اما التالي فقد كان صارما بما فيه الكفاية وعلى طريقة: هل اكملت دراستك الجامعية؟ اذا هاهو الشيخ رئيس مجلس الادارة احسست بصرامة الاب وانا الذي افتقدت ذلك، بعدها جاءت مناسبات عديدة التقيت فيها مثل غيري من محرري الدار معه الا انني سرعان ما ادركت انني لست الوحيد الذي يرتبط بهذا الشيخ ولست الوحيد الذي يعرف قدر تواضعه ولست الوحيد الذي يجد في الشيخ حمد خصلة وفاء وفطرة لطبيعة البشر كما انني لست الوحيد الذي يدرك صرامته. كان مجموعة من الخصال والمدارس العفوية وكان رغم ما تمتع به من نعمة وسمعة قوي الشخصية شديد التواضع يبعد رأسه قبل ان تقبله وهذه خصلة العظماء. هكذا كان الشيخ حمد آل مبارك للجميع مجلسا عامرا بكل طبقات المجتمع خاصة تلك الطبقات العفيفة التي لا تجامل في حبها الا لمن يبادلها الحب وهكذا كان الشيخ حمد المبارك لم يغتر باسم او جاه. ومابين محطاتي مع (اليوم) وغيرها استوقفني اكثر من مرة وسأل اكثر من مرة ولو لم تكن تلك من الخصوصية التي لا يصح الكتابة عنها لكتبت عنه رحمه الله وعن تلك المحطات ولكن اعرف ايضا ان ل(ابو خالد) محطات عديدة مع اناس اخرين اجتمعوا على حب هذا الرجل. رحمك الله في محطتك الاخيرة وغفر الله لك بها.